محمد رمضان يستذكر والده: كان رجلاً زاهدًا وحافظًا للقرآن الكريم
في تصريحات متكررة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، يحرص الفنان المصري محمد رمضان على إحياء ذكرى والده الراحل، السيد رمضان حجازي، مقدمًا للجمهور صورة مغايرة عن شخصيته الفنية المثيرة للجدل. ويرسم رمضان صورة أبيه كرجل اتسم بالزهد والورع، وكان حافظًا لكتاب الله، ومكرسًا حياته لأسرته وإرضاء خالقه، بعيدًا عن زخارف الدنيا ومغرياتها.

خلفية التصريحات وسياقها
لا ترتبط هذه التصريحات بمناسبة واحدة، بل أصبحت جزءًا ثابتًا من السرد الشخصي لمحمد رمضان. كثيرًا ما يتطرق إلى الحديث عن والده في لقاءات تلفزيونية، أو في منشورات شخصية في ذكرى وفاته أو في مناسبات مثل عيد الأب. ويأتي هذا الحديث غالبًا في سياق دفاعه عن نفسه أمام الانتقادات التي تطاله بسبب استعراضه لثروته وممتلكاته الفاخرة، حيث يسعى إلى التأكيد على أن نشأته كانت في بيئة متواضعة ومتدينة، وأن قيمه الحقيقية تختلف عن الصورة التي يقدمها في أعماله الفنية أو على حساباته الاجتماعية.
يؤكد رمضان أن والده كان يعمل في مهنة بسيطة، وأن تركيزه الأساسي لم يكن على جمع المال، بل على تربية أبنائه على القيم الدينية والأخلاقية السليمة. هذه الرواية تقدم تباينًا واضحًا بين حياة الأب الهادئة والبسيطة وحياة الابن الصاخبة والمليئة بالبهرجة، وهو تباين يستخدمه رمضان ليؤكد أن شخصيته الفنية المعروفة بـ"نمبر وان" هي مجرد دور يؤديه.
تأثير الأب في حياة محمد رمضان
يشير محمد رمضان باستمرار إلى أن والده كان له الأثر الأكبر في تكوين شخصيته، وأنه هو القدوة التي يستمد منها مبادئه. ووفقًا لتصريحاته، فإن القيم التي غرسها فيه والده هي التي تساعده على الثبات في وجه التحديات والشهرة. ويمكن تلخيص أبرز هذه القيم في النقاط التالية:
- التمسك بالدين: يشدد رمضان على أن حفظ والده للقرآن الكريم كان مصدر إلهام له، وأن التربية الدينية كانت أساسًا في منزله.
- الزهد في الدنيا: يروي أن والده لم يكن مهتمًا بالماديات، وعلمه أن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في عمله الصالح وأخلاقه، لا في ممتلكاته.
- أهمية الأسرة: يعتبر رمضان أن والده كرس حياته لضمان راحة أسرته وتوفير حياة كريمة لهم، وهو ما يحاول أن يفعله مع أسرته الخاصة.
- الجدية في العمل: تعلم من والده أهمية الاجتهاد والمثابرة لتحقيق أهدافه، بغض النظر عن بساطة البدايات.
الأهمية وردود الفعل
تكتسب هذه التصريحات أهميتها من كونها تقدم نافذة على حياة محمد رمضان الشخصية، وتوفر تفسيرًا محتملاً للتناقضات في شخصيته العامة. فمن خلال استحضار صورة والده، يسعى رمضان إلى بناء جسر بين صورته كفنان يستعرض الثراء وصورته كابن نشأ على قيم البساطة والتدين. هذا السرد يضفي على شخصيته عمقًا إنسانيًا قد لا يظهر في أعماله الفنية.
أما عن ردود الفعل، فهي متباينة. فمن ناحية، يرى قطاع كبير من جمهوره في هذه التصريحات لمسة وفاء وتقدير للأب، ويعتبرونها دليلاً على أصالة الفنان وتمسكه بجذوره. ومن ناحية أخرى، ينظر بعض النقاد والجمهور بعين الشك إلى هذه الرواية، معتبرين أنها قد تكون أداة علاقات عامة مصممة لتحسين صورته وتخفيف حدة الانتقادات الموجهة إليه. وبغض النظر عن الدوافع، يبقى الحديث المتكرر عن الأب الزاهد علامة مميزة في الخطاب الإعلامي لمحمد رمضان، يعكس بشكل أو بآخر الصراع الداخلي أو الخارجي بين هويته الشخصية وصورته العامة.





