محمد سامي يوضح أسباب تراجعه عن اعتزال الإخراج
كشف المخرج المصري محمد سامي عن الأسباب التي دفعته للتراجع عن قرار اعتزاله الإخراج، والذي كان قد أعلنه بشكل مفاجئ في مارس 2024، مثيراً جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والجماهيرية. جاءت توضيحات المخرج بعد فترة قصيرة من إعلانه الأول، ليوضح الدوافع الحقيقية وراء عودته لاستئناف مسيرته المهنية التي شهدت نجاحات متعددة.

خلفية القرار المفاجئ
أتى إعلان الاعتزال الأولي في أعقاب النجاح الكبير الذي حققه مسلسله "نعمة الأفوكاتو"، الذي عُرض خلال موسم دراما رمضان 2024 وقامت ببطولته زوجته الفنانة مي عمر. في ذلك الوقت، أرجع سامي قراره إلى شعوره بالإرهاق الشديد والضغط النفسي والعصبي نتيجة لسنوات من العمل المتواصل دون الحصول على قسط كافٍ من الراحة. وصرح بأنه وصل إلى مرحلة من الإجهاد الإبداعي دفعته للتفكير في الابتعاد نهائياً عن مجال الإخراج، وهو ما فاجأ متابعيه وزملائه في الوسط الفني، خاصة أن القرار جاء في ذروة نجاحه وبعد عمل حظي بإشادة نقدية وجماهيرية واسعة.
دوافع التراجع والعودة
أوضح محمد سامي أن العامل المحوري في تراجعه عن الاعتزال كان مكالمة هاتفية من شخصية فنية وصفها بـ "النجم الكبير"، والذي فضل سامي عدم الكشف عن هويته احتراماً له. ووفقاً لسامي، فإن هذا النجم قدّم له نصيحة مؤثرة، مؤكداً أن "الفنان الحقيقي لا يعتزل"، وأن الموهبة التي يمتلكها هي مسؤولية يجب ألا يتخلى عنها. كما نصحه بضرورة تنظيم وقته وإدارة ضغوط العمل بشكل أفضل بدلاً من الانسحاب الكامل، مشيراً إلى أن الساحة الفنية بحاجة إلى إبداعه.
إلى جانب هذه النصيحة، لعبت ردود الفعل الإيجابية الهائلة التي تلقاها عن مسلسل "نعمة الأفوكاتو" دوراً مهماً في قراره. فالنجاح الجماهيري والنقدي للعمل أعاد إليه الشعور بالشغف وأكد له أهمية التواصل مع الجمهور من خلال أعماله الفنية. وأشار إلى أن هذا التقدير من الجمهور جعله يعيد التفكير في خطوة الابتعاد، وأدرك أن قراره الأولي كان رد فعل عاطفياً على الإرهاق أكثر من كونه قراراً مدروساً بعناية.
ردود الفعل والتأثير
عندما أعلن محمد سامي اعتزاله، سادت حالة من الدهشة في الوسط الفني، حيث عبر العديد من الفنانين والنقاد عن أسفهم لخسارة مخرج بارز يمتلك بصمة مميزة في الدراما التلفزيونية والسينما المصرية. أما قرار عودته، فقد قوبل بترحيب واسع، واعتبره الكثيرون خطوة إيجابية تصب في صالح الصناعة الفنية. وتعكس هذه الحادثة بشكل واضح حجم الضغوط التي يتعرض لها صناع المحتوى في العالم العربي، خاصة خلال المواسم التنافسية مثل شهر رمضان، والتي تتطلب جهداً مكثفاً ومستمراً لتقديم أعمال فنية عالية الجودة.
في نهاية المطاف، أكد محمد سامي أنه عاد إلى الساحة الفنية بروح جديدة ورغبة في تقديم المزيد من الأعمال المميزة، مستفيداً من التجربة التي مر بها. ويُنظر إلى عودته على أنها ليست مجرد تراجع عن قرار شخصي، بل هي أيضاً تأكيد على استمرارية مسيرته التي شهدت العديد من النجاحات، مع استعداده لمواجهة التحديات المستقبلية في عالم الإخراج.





