محمد صلاح يعزز مكانته بين كبار هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز ويقترب من رقم روني
واصل النجم المصري محمد صلاح، هداف نادي ليفربول وأحد أبرز اللاعبين في كرة القدم العالمية، ترسيخ اسمه في سجلات تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. فبعد إحرازه هدفه الأخير، قلّص صلاح الفارق بشكل ملحوظ بينه وبين أسطورة كرة القدم الإنجليزية واين روني، ليقترب خطوة جديدة من أن يصبح أحد الهدافين التاريخيين للمسابقة على الإطلاق. يؤكد هذا التطور المستمر على مستوى صلاح المتميز وسعيه الدؤوب لتحقيق الأرقام القياسية الفردية إلى جانب نجاحات فريقه.

الخلفية التاريخية والمسيرة الكروية
منذ انطلاقته في عام 1992، شهد الدوري الإنجليزي الممتاز تألق العديد من الهدافين البارعين الذين تركوا بصماتهم. يتصدر القائمة التاريخية النجم آلان شيرر برصيد 260 هدفاً، يليه واين روني بـ 208 أهداف. تشمل القائمة أيضاً أسماء لامعة مثل هاري كين وسيرجيو أغويرو وفرانك لامبارد. انضم صلاح إلى ليفربول في عام 2017 وسرعان ما أثبت نفسه كأحد أكثر المهاجمين ثباتاً وفتكاً في تاريخ النادي والبطولة. لقد دشّن وصوله حقبة جديدة من القدرة التهديفية في أنفيلد، محطماً العديد من الأرقام القياسية للنادي والدوري على طول الطريق. أما روني، أسطورة مانشستر يونايتد وإيفرتون، فقد حقق رقمه القياسي المثير للإعجاب خلال مسيرة طويلة ومميزة.
الإنجاز الأخير والتفاصيل
في الآونة الأخيرة، وخلال مباراة ليفربول ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، تمكن صلاح من تسجيل هدفه رقم 188 في البطولة. هذا الهدف التاريخي لم يساهم فقط في تعزيز موقف فريقه في المنافسة، بل رفعه أيضاً ليتجاوز أسماء مثل أندي كول (187 هدفاً) ويقترب أكثر من رصيد روني البالغ 208 أهداف. يسلط هذا الإنجاز الضوء على قدرة صلاح المتواصلة على هز الشباك، محافظاً على معدله التهديفي الاستثنائي موسماً تلو الآخر. يتزايد التركيز الآن على مدى سرعة صلاح في سد الفجوة المتبقية مع روني، ومن ثم ربما يستهدف الرقم القياسي لشيرر الذي يبدو بعيد المنال.
أهمية الرقم القياسي ومكانة صلاح
إن الوصول إلى رقم واين روني التهديفي أو تجاوزه من شأنه أن يرسخ مكانة محمد صلاح كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، ليس فقط في عصره، بل عبر جميع الأجيال. هذا الإنجاز يتحدث عن طول مسيرته، قدرته على التكيف، وعزيمته المطلقة. بالنسبة لجماهير ليفربول، يضيف هذا السعي نحو الرقم القياسي طبقة إضافية من الإثارة لمشاهدة نجمهم يتألق. بعيداً عن الأرقام، يعد ذلك شهادة على تأثير صلاح العميق في كرة القدم الإنجليزية، وقدرته على حسم المباريات، وأدائه المتسق على أعلى المستويات. يضاف هذا السعي إلى إرثه المثير للإعجاب بالفعل، والذي يشمل ثلاث جوائز للحذاء الذهبي والعديد من الجوائز الفردية.
المشوار المستقبلي والتحديات
بينما يمثل الاقتراب من روني إنجازاً هاماً، يظل الطريق لتجاوز آلان شيرر تحدياً هائلاً. فقد وضع شيرر برصيد 260 هدفاً معياراً عالياً جداً، مما يتطلب عدة مواسم أخرى من الأداء النخبوي من صلاح. ومع ذلك، نظراً للياقته البدنية واحترافيته وشكل أدائه التهديفي الثابت، فهو هدف، وإن كان بعيداً، ليس مستحيلاً تماماً إذا استمر في اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لعدة سنوات قادمة. يشير تفانيه في عمله إلى أنه سيواصل تجاوز هذه الحدود، ويلهم الجماهير ولاعبي كرة القدم الطموحين على حد سواء. ستكون المواسم القادمة حاسمة في تحديد مدى قدرة صلاح على الصعود في قائمة الهدافين التاريخيين.
تُعد رحلة محمد صلاح المستمرة لتسلق قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز قصة آسرة في كرة القدم الحديثة. إنجازه الأخير يقربه بشكل مثير من الرقم المذهل لـ واين روني، مما يعزز مكانته كأحد الأساطير الحقيقية للدوري. ومع استمراره في مسيرته الكروية الرائعة، ستتجه الأنظار نحو ما إذا كان سيتمكن في نهاية المطاف من انتزاع المركز الثاني المرغوب، أو حتى تحدي القمة التي يحتلها آلان شيرر، ليترك بصمة لا تُمحى في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.





