مخرج حفل افتتاح المتحف المصري الكبير يرد على الانتقادات مؤكداً: النجاح هو المعيار الأساسي
في تطور لافت على خلفية الجدل الدائر حول حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، خرج المخرج مازن المتجول، المسؤول عن إخراج الحفل، عن صمته ليرد على موجة الانتقادات التي طالته. وقد أكد المتجول، في تصريحات أدلى بها في 15 أكتوبر 2023، أن المقياس الحقيقي لأي عمل فني ضخم، لا سيما حدث بحجم افتتاح أكبر متحف أثري في العالم، يكمن في مدى النجاح الشامل الذي يحققه والرسالة الثقافية التي يوصلها للعالم، وليس في بعض الهفوات أو التفاصيل الجزئية التي قد تحدث.

خلفية الحدث: المتحف المصري الكبير ورهاناته الثقافية
يُعد المتحف المصري الكبير، الذي طال انتظاره لعقود، واحداً من أضخم المشاريع الثقافية في مصر والمنطقة. يقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة، ويطمح إلى أن يكون واجهة حضارية عالمية تعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة بطريقة حديثة ومبتكرة. لم يكن افتتاحه مجرد مناسبة لعرض القطع الأثرية، بل كان يمثل حدثاً ثقافياً وسياحياً ضخماً تراهن عليه الحكومة المصرية لتعزيز صورتها الثقافية على الساحة الدولية وجذب ملايين السياح. وقد سبقت هذا الافتتاح عدة فعاليات دعائية وتحضيرية، مما رفع سقف التوقعات لهذا الحدث التاريخي.
حفل الافتتاح وموجة الانتقادات
شهد حفل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، والذي أقيم بحضور شخصيات رفيعة المستوى ووسائل إعلام عالمية، استعراضات فنية وتكنولوجية مبهرة، سعت لإبراز عظمة الحضارة المصرية. ومع ذلك، لم يخلُ الحفل من بعض الملاحظات والانتقادات التي سرعان ما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإعلامية. تركزت هذه الانتقادات حول عدة نقاط:
- التفاصيل التقنية: أشار البعض إلى وجود قصور في جودة الصوت أو الإضاءة في بعض اللحظات، أو عدم تزامن بعض الفقرات الفنية.
- الاختيارات الفنية: انتقد آخرون بعض الخيارات الفنية أو الترتيبات البصرية، معتبرين أنها لم تكن على مستوى التطلعات العالمية أو لم تعكس بالكامل الفخامة المتوقعة.
- التكلفة والتوقعات: تطرقت بعض الانتقادات بشكل غير مباشر إلى التكلفة الإجمالية للحدث ومدى مواءمتها للنتائج المرئية، مع مقارنات محتملة بفعاليات ثقافية عالمية أخرى.
هذه الانتقادات أثارت جدلاً واسعاً، ووضعت فريق الإخراج والتنظيم تحت ضغط كبير، خاصة وأن الحدث كان محط أنظار العالم.
رد المخرج مازن المتجول: النجاح الشامل هو الأهم
في رده على هذه الانتقادات، أكد المخرج مازن المتجول أن تنظيم حدث بهذا الحجم والتعقيد هو مهمة ضخمة تتضمن تحديات هائلة، وأن ظهور بعض الملاحظات البسيطة أمر طبيعي ومتوقع في أي إنتاج فني بهذا المستوى. شدد المتجول على النقاط التالية:
- الرؤية الكلية للنجاح: أوضح أن النجاح يجب أن يُقاس بالصورة الكلية التي نقلها الحدث للعالم، والتي تمثلت في إبراز مكانة مصر الحضارية وقدرتها على تنظيم فعاليات عالمية. وقد نجح الحفل في جذب اهتمام إعلامي ودولي واسع، وسلط الضوء على المتحف كوجهة ثقافية لا غنى عنها.
- الرسالة الثقافية: أكد المتجول أن الهدف الأساسي كان إيصال رسالة ثقافية قوية عن الحضارة المصرية العريقة، وهو ما تم تحقيقه بنجاح من خلال العروض البصرية والموسيقى والتسلسل الزمني للفعاليات، التي جسدت روح التاريخ المصري.
- الطبيعة المعقدة للإنتاجات الضخمة: أشار إلى أن المشاريع الفنية الكبرى، التي تجمع بين مئات الفنانين والتقنيات المتطورة، لا تخلو من التحديات اللوجستية والفنية. وأي حديث عن "أخطاء" يجب أن يوضع في سياق حجم العمل وتعقيداته.
- التأثير الإيجابي على السياحة والثقافة: شدد المتجول على أن الأهم هو الأثر الإيجابي الذي تركه الحفل على الترويج السياحي والثقافي لمصر، والذي يفوق بكثير أي انتقادات جزئية.
الأهمية الثقافية والسياحية للمتحف والحدث
تكمن أهمية هذا الحدث وردود الفعل حوله في الدور المحوري الذي يلعبه المتحف المصري الكبير في الاستراتيجية المصرية لتعزيز السياحة الثقافية وتجديد الصورة الحضارية للبلاد. فالمتحف ليس مجرد مبنى لعرض الآثار، بل هو رمز للطموح المصري في الحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم بأحدث الطرق. الانتقادات، رغم حدتها في بعض الأحيان، تعكس أيضاً مدى التوقعات العالية التي كانت معلقة على الحفل، ووعي الجمهور بأهمية هذا الصرح الثقافي. رد المخرج يسلط الضوء على المعركة المستمرة بين الكمال الفني والتأثير الاستراتيجي الأوسع.
التداعيات والآفاق المستقبلية
من المتوقع أن يواصل المتحف المصري الكبير جذب الأنظار والزوار من كافة أنحاء العالم، بغض النظر عن الجدل الذي صاحب حفل افتتاحه. تظل الرسالة الجوهرية التي أُطلقت خلال الحفل، وهي دعوة العالم لاكتشاف كنوز مصر، هي العنصر الأكثر دواماً. كما أن هذا النقاش حول جودة الإخراج قد يدفع القائمين على الفعاليات الكبرى المستقبلية في مصر إلى مراجعة بعض الجوانب لضمان تجنب أي ملاحظات سلبية محتملة، مع التأكيد على أن الأهداف الاستراتيجية والتأثير العام تبقى الأولوية القصوى.





