إقبال جماهيري قياسي يدفع لإطلاق حملة ترويجية عالمية للمتحف المصري الكبير
تستعد وزارة السياحة والآثار المصرية لإطلاق حملة ترويجية دولية ضخمة للمتحف المصري الكبير، وذلك في أعقاب النجاح الكبير الذي حققته جولات التشغيل التجريبي المحدودة والإقبال الجماهيري غير المسبوق الذي فاق التوقعات. تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى تهيئة الأجواء العالمية لاستقبال الافتتاح الرسمي المرتقب لأحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم.

خلفية المشروع وأهميته
يقع المتحف المصري الكبير على هضبة الأهرامات بالجيزة، ويمثل صرحاً حضارياً هائلاً يُعد من أكبر المتاحف المخصصة لحضارة واحدة في العالم. تم تصميم المتحف ليصبح الحاضن الرئيسي للآثار المصرية القديمة، حيث من المقرر أن يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية. وتكمن أهميته الكبرى في أنه سيعرض للمرة الأولى المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، والتي تتجاوز خمسة آلاف قطعة، مجتمعة في مكان واحد. لا يمثل المتحف قيمة ثقافية وأثرية فحسب، بل يُعتبر أيضاً ركيزة أساسية في خطة مصر لتعزيز قطاع السياحة، الذي يعد مصدراً حيوياً للدخل القومي.
إقبال استثنائي يمهد الطريق
قبل افتتاحه الرسمي بالكامل، أتاح المتحف للجمهور فرصة زيارة أجزاء محددة منه، مثل البهو العظيم والدرج العظيم، في إطار جولات محدودة. شهدت هذه المرحلة إقبالاً كثيفاً من الزوار المصريين والأجانب على حد سواء، حيث نفدت تذاكر الدخول بشكل متكرر ولمدد طويلة، مما عكس شغفاً عالمياً كبيراً بالمشروع. هذا النجاح المبكر قدم دليلاً ملموساً على الجاذبية الهائلة للمتحف، وشكل دافعاً قوياً للمضي قدماً في حملة ترويجية عالمية تستثمر هذا الاهتمام وتحوله إلى تدفقات سياحية فعلية بعد الافتتاح الكامل.
تفاصيل الحملة الترويجية الدولية
أوضح مسؤولون، من بينهم وزير السياحة والآثار أحمد عيسى في تصريحات متعددة خلال الأشهر الأخيرة، أن الحملة المرتقبة ستكون متعددة الأوجه ومصممة بعناية للوصول إلى جمهور عالمي واسع. وتشمل استراتيجية الحملة عدة محاور رئيسية:
- استهداف الأسواق الرئيسية: سيتم تركيز الجهود الترويجية على الأسواق السياحية الكبرى في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى أسواق جديدة وواعدة.
- شراكات إعلامية عالمية: تتضمن الخطة التعاون مع شبكات تلفزيونية ومنصات إعلامية دولية لإنتاج أفلام وثائقية وبرامج خاصة عن المتحف وقصصه الفريدة.
- التسويق الرقمي والمؤثرون: سيتم الاعتماد بشكل كبير على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، بالتعاون مع مؤثرين دوليين متخصصين في السفر والثقافة للتعريف بالمتحف.
- التعاون مع منظمي الرحلات: العمل بشكل وثيق مع كبرى شركات السياحة وخطوط الطيران العالمية لإدراج المتحف كوجهة أساسية في برامجها السياحية إلى مصر.
التوقيت والأفق المستقبلي
من المتوقع أن تنطلق الحملة الترويجية بشكل مكثف في الفترة التي تسبق مباشرة الإعلان عن موعد الافتتاح الرسمي للمتحف. ورغم أن الحكومة المصرية لم تحدد تاريخاً نهائياً بعد لهذا الحدث العالمي، فإن الاستعدادات الجارية على قدم وساق تشير إلى أن الافتتاح أصبح وشيكاً. يمثل هذا الافتتاح لحظة فارقة لمصر، حيث يُعلّق عليه آمال كبيرة في إحداث نقلة نوعية في خريطة السياحة الثقافية العالمية وجذب ملايين الزوار سنوياً، مما يعزز مكانة مصر كوجهة تاريخية وثقافية لا مثيل لها.




