مذكرات فيرجينيا جوفري: الأمير أندرو تعامل مع الاعتداء الجنسي كأنه "حق مكتسب بالولادة"
كشفت وثائق قضائية رُفعت عنها السرية مؤخراً عن تفاصيل جديدة وصادمة من منظور فيرجينيا جوفري حول علاقتها المزعومة بـالأمير أندرو، دوق يورك. في مسودة مذكرات لم تُنشر تعود لعام 2011، وصفت جوفري سلوك الأمير بأنه كان متعجرفاً، وأنه تصرف كما لو أن ممارسة الجنس معها كان "حقاً مكتسباً له بالولادة". هذه التفاصيل أعادت تسليط الضوء على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل التي واجهتها العائلة المالكة البريطانية في العصر الحديث.

خلفية القضية والاتهامات
تعتبر فيرجينيا جوفري واحدة من أبرز ضحايا شبكة الاتجار بالجنس التي أدارها الملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل، التي تقضي حالياً عقوبة سجن طويلة. تدعي جوفري أنها أُرغمت على ممارسة الجنس مع الأمير أندرو في ثلاث مناسبات مختلفة بين عامي 2001 و2002 عندما كانت تبلغ من العمر 17 عاماً، أي أنها كانت قاصراً بموجب القانون في بعض الولايات الأمريكية.
وقعت هذه اللقاءات المزعومة، بحسب ادعاءاتها، في أماكن مختلفة:
- في منزل غيسلين ماكسويل في لندن.
- في منزل جيفري إبستين في نيويورك.
- في جزيرة إبستين الخاصة في جزر فيرجن الأمريكية.
من جانبه، نفى الأمير أندرو هذه الادعاءات بشكل قاطع ومتكرر، وأجرى مقابلة تلفزيونية كارثية مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في عام 2019 حاول فيها تبرئة ساحته، لكنها أدت إلى نتائج عكسية تماماً وأثارت موجة عارمة من الانتقادات العامة.
تفاصيل من مسودة المذكرات
المقتطفات التي تم الكشف عنها مؤخراً ليست من كتاب منشور، بل من مسودة مذكرات بعنوان "The Billionaire's Playboy Club" (نادي الملياردير المستهتر)، والتي كتبتها جوفري منذ أكثر من عقد. أصبحت هذه المسودة جزءاً من الأدلة في دعاوى قضائية أخرى مرتبطة بإبستين وماكسويل، وتم الكشف عنها كجزء من مجموعة كبيرة من الوثائق القضائية التي رُفعت عنها السرية في أوائل عام 2024.
في هذه الكتابات، تصف جوفري الأمير أندرو بأنه كان "متعجرفاً" وبارداً. الادعاء الأكثر تأثيراً هو وصفها لشعورها بأنه كان يعتقد أن ممارسة الجنس معها هو حق طبيعي له كفرد من العائلة المالكة، وهو ما يعكس استغلالاً للسلطة والنفوذ. هذه الشهادة الشخصية تقدم بعداً نفسياً عميقاً للاتهامات، متجاوزة مجرد الفعل المادي إلى وصف الحالة الذهنية المزعومة للجاني والضحية.
المسار القانوني والتسوية
في أغسطس 2021، رفعت جوفري دعوى مدنية ضد الأمير أندرو في محكمة أمريكية، متهمة إياه بالاعتداء الجنسي. بعد معركة قانونية أولية حاول فيها فريق الدفاع عن الأمير إبطال الدعوى، توصل الطرفان إلى تسوية خارج المحكمة في فبراير 2022. بموجب هذه التسوية، دفع الأمير أندرو مبلغاً مالياً كبيراً لم يُكشف عن قيمته رسمياً، لكن تقديرات إعلامية وضعته في حدود 12 مليون جنيه إسترليني. تضمنت التسوية أيضاً تبرعاً كبيراً من الأمير لمؤسسة جوفري الخيرية التي تدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية. من المهم الإشارة إلى أن التسوية لم تتضمن أي اعتراف بالذنب من جانب الأمير أندرو.
التداعيات على الأمير والعائلة المالكة
كانت تداعيات هذه القضية مدمرة على مكانة الأمير أندرو العامة. حتى قبل التوصل إلى التسوية، وتحديداً في يناير 2022، أعلن قصر باكنغهام أن الملكة إليزابيث الثانية قد جردت ابنها من جميع ألقابه العسكرية ورعايته الملكية. كما توقف عن استخدام لقب "صاحب السمو الملكي" في أي صفة رسمية، وانسحب بالكامل من الحياة العامة. هذا الإجراء عكس حجم الضرر الذي ألحقته القضية بسمعة المؤسسة الملكية، والحاجة إلى النأي بنفسها عن الفضيحة. ورغم انتهاء الإجراءات القانونية، فإن الكشف المستمر عن وثائق جديدة، مثل مذكرات جوفري، يضمن بقاء القضية في الوعي العام، ويستمر في إثارة تساؤلات حول سلوك الأمير ودوره في شبكة إبستين.




