مسؤول رفيع يؤكد: أكثر من 30 شركة تكنولوجيا كندية تعمل في تونس وتعاون تجاري واقتصادي متين
كشفت تصريحات حديثة لمسؤول رفيع المستوى عن عمق ومتانة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تونس وكندا، مع تسليط الضوء بشكل خاص على الحضور الملحوظ لأكثر من 30 شركة كندية متخصصة في قطاع التكنولوجيا داخل الأراضي التونسية. ويؤكد هذا التطور على الشراكة المتنامية بين البلدين ويعكس الثقة المتبادلة في الإمكانات الاقتصادية والاستثمارية.

الخلفية والدافع
تُعد تونس، بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وبنيتها التحتية الرقمية المتطورة نسبياً، بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية مثل التكنولوجيا. وقد عملت الحكومة التونسية بجد لتشجيع التحول الرقمي ودعم الابتكار وريادة الأعمال، مما أدى إلى ظهور جيل جديد من الشباب التونسي الموهوب والمتخصص في مجالات تكنولوجيا المعلومات والهندسة. من جانبها، تسعى كندا، التي تمتلك قطاعاً تكنولوجياً مزدهراً ورائداً عالمياً، إلى توسيع نطاق استثماراتها وشراكاتها الدولية، مستفيدة من الفرص التي توفرها الأسواق الناشئة وقدرتها على ربط الشركات الكندية بالأسواق الإفريقية والأوروبية عبر تونس.
تطورات رئيسية ومجالات التعاون
إن وجود أكثر من 30 شركة تكنولوجيا كندية في تونس ليس مجرد رقم، بل يعكس تنوعاً وغنى في مجالات التعاون. هذه الشركات تنشط في طيف واسع من التخصصات التكنولوجية المتطورة، بما في ذلك:
- الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة: تطوير حلول مبتكرة تعتمد على البيانات.
- تطوير البرمجيات والخدمات الرقمية: توفير منصات وحلول برمجية لمختلف القطاعات.
- التكنولوجيا المالية (Fintech): تحديث الخدمات المصرفية والمالية.
- التقنيات الخضراء والنظيفة: الاستثمار في حلول مستدامة للطاقة والبيئة.
لا يقتصر التعاون على الاستثمار المباشر فحسب، بل يشمل أيضاً نقل الخبرات والمعرفة، إقامة مشاريع مشتركة، وخلق فرص عمل جديدة للكوادر التونسية الشابة. كما يتم تبادل الوفود التجارية والخبراء بانتظام لتعزيز الشراكات واستكشاف آفاق جديدة للنمو، مما يسهم في دمج الشركات التونسية الناشئة في سلاسل القيمة العالمية.
الأهمية والتأثير
يحمل هذا التعاون التكنولوجي والاقتصادي المتين أهمية بالغة لكلا البلدين. بالنسبة لتونس، يمثل تدفق الاستثمارات الكندية في قطاع التكنولوجيا دفعة قوية لاستراتيجيتها الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية. كما يساهم في:
- خلق فرص عمل: توفير وظائف عالية الجودة للشباب التونسي.
- نقل التكنولوجيا: جلب أحدث الابتكارات والممارسات العالمية.
- تعزيز القدرة التنافسية: رفع مستوى الإنتاجية والابتكار في الاقتصاد التونسي.
- جذب الاستثمار الأجنبي المباشر: ترسيخ مكانة تونس كوجهة استثمارية موثوقة.
أما بالنسبة لكندا، فيوفر هذا التعاون قنوات جديدة لشركاتها للوصول إلى أسواق إقليمية ودولية، ويؤكد على دورها كلاعب عالمي في التكنولوجيا والتجارة الدولية. ويعتبر هذا التقارب مثالاً يحتذى به للعلاقات الثنائية المبنية على المنفعة المتبادلة والتطلعات المشتركة.
آفاق المستقبل
تتجه الأنظار نحو مستقبل واعد لهذا التعاون، حيث يسعى الجانبان إلى تعزيزه وتوسيعه ليشمل مزيداً من القطاعات والشركات. تُبذل الجهود لتسهيل الإجراءات الإدارية وتحسين بيئة الأعمال لتشجيع المزيد من الاستثمارات الكندية. كما يجري بحث إمكانيات الشراكة في مجالات البحث والتطوير، ودعم النظام البيئي للشركات الناشئة، مما يمهد الطريق لتعاون أعمق وأكثر استدامة. تهدف هذه المساعي إلى ترسيخ مكانة تونس كمركز إقليمي جذاب للاستثمارات التكنولوجية الكندية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين.





