مسارات تأهل منتخبات عرب آسيا إلى مونديال 2026: بين التأهل المباشر وفرصة الملحق العالمي
مع التوسع التاريخي لبطولة كأس العالم لكرة القدم لتشمل 48 منتخباً في نسخة 2026، ازدادت آمال المنتخبات الآسيوية، وخاصة العربية منها، في حجز مقعد لها في المحفل العالمي الأبرز. وقد أدى هذا التغيير إلى زيادة حصة قارة آسيا إلى ثمانية مقاعد مباشرة ومقعد إضافي محتمل عبر الملحق العالمي، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة ومعقدة لضمان التأهل.

خلفية عن النظام الجديد للتصفيات
أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نظاماً جديداً لتصفيات كأس العالم 2026، والذي انعكس بشكل مباشر على هيكل التصفيات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. فبعد أن كانت حصة القارة تقتصر على أربعة مقاعد ونصف، أصبحت الآن تمتلك فرصة أكبر لتمثيلها بثمانية منتخبات بشكل مباشر، مع احتفاظها بفرصة فريق تاسع عبر بوابة الملحق العالمي. هذا التعديل لا يغير فقط من عدد المتأهلين، بل يؤثر أيضاً على استراتيجيات المنتخبات التي باتت تملك مسارات بديلة في حال التعثر في المراحل الأولى من التصفيات النهائية.
المرحلة الثالثة: الطريق نحو الحسم
بعد انتهاء المرحلتين الأولى والثانية من التصفيات، والتي أسفرت عن تأهل 18 منتخباً، تمثل المرحلة الثالثة المحطة الأهم والأكثر تنافسية في الطريق إلى المونديال. وقد تم توزيع هذه المنتخبات، التي تضم عدداً كبيراً من الفرق العربية البارزة مثل السعودية وقطر والإمارات والعراق والأردن وعمان وفلسطين والبحرين والكويت، على ثلاث مجموعات تضم كل منها ستة منتخبات. وتقام منافسات هذه المرحلة بنظام الدوري من ذهاب وإياب، حيث تنطلق في سبتمبر 2024 وتستمر حتى منتصف عام 2025.
الهدف الأساسي لجميع الفرق في هذه المرحلة هو حجز أحد المركزين الأول أو الثاني في مجموعتها، حيث يضمن ذلك التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026. وبالتالي، ستتأهل ستة منتخبات آسيوية بشكل مباشر من خلال هذه المرحلة وحدها، مما يجعل كل مباراة فيها بمثابة نهائي حاسم.
فرص إضافية عبر الملحق الآسيوي والعالمي
لا تنتهي رحلة المنتخبات التي تفشل في احتلال المركزين الأول والثاني في مجموعاتها بالمرحلة الثالثة، حيث يمنحها النظام الجديد فرصة أخرى من خلال الملحق الآسيوي (المرحلة الرابعة). يتأهل أصحاب المركزين الثالث والرابع من كل مجموعة من المجموعات الثلاث (أي ستة منتخبات) إلى هذه المرحلة.
ويتم تقسيم المنتخبات الستة في الملحق الآسيوي إلى مجموعتين، تضم كل منهما ثلاثة منتخبات. يتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، ليكملا بذلك عقد المنتخبات الآسيوية الثمانية المتأهلة مباشرة.
أما الفرصة الأخيرة، فتكون من نصيب المنتخبين اللذين يحتلان المركز الثاني في مجموعتي الملحق الآسيوي. حيث يلتقيان في مباراة فاصلة (المرحلة الخامسة)، والفائز منهما يتأهل لتمثيل قارة آسيا في الملحق العالمي. في هذا الملحق، يتنافس ممثل آسيا مع منتخبات من اتحادات قارية أخرى للحصول على أحد المقعدين الأخيرين المؤهلين إلى كأس العالم 2026، وهو ما يمثل المقعد الآسيوي المحتمل التاسع.
ماذا يعني هذا للمنتخبات العربية؟
يوفر النظام الجديد فرصاً غير مسبوقة للمنتخبات العربية في آسيا. فوجود مسارات متعددة للتأهل، بما في ذلك فرصة التعويض عبر الملحقين الآسيوي والعالمي، يرفع من حظوظ رؤية عدد قياسي من الفرق العربية في نسخة 2026. وبينما يظل التأهل المباشر هو الهدف الأسمى، فإن هيكل التصفيات المعقد يضمن استمرار المنافسة حتى المراحل الأخيرة، ويمنح المنتخبات التي قد تتعثر في البداية أملاً متجدداً للوصول إلى المونديال.





