مستجدات قضية طفل الإسماعيلية: تقرير الطب الشرعي يكشف عن أدلة حاسمة
كشفت السلطات المصرية عن تطورات هامة في القضية التي هزت الرأي العام والمعروفة إعلاميًا بقضية «طفل الإسماعيلية»، وذلك بعد صدور تقرير الطب الشرعي النهائي بشأن جثمان الطالب إيهاب أشرف عبد العزيز. يقدم التقرير أدلة فنية تدعم مسار التحقيقات وتوضح تفاصيل دقيقة حول الجريمة التي وقعت في فبراير من عام 2024، والتي راح ضحيتها طالب في المرحلة الثانوية على يد مُدرسه الخاص.

خلفية القضية
بدأت الأحداث باختفاء الطالب إيهاب أشرف، البالغ من العمر ستة عشر عامًا، في ظروف غامضة بمحافظة الإسماعيلية. وبعد أيام من البحث، عثرت الأجهزة الأمنية على أجزاء من جثمانه ملقاة في أماكن متفرقة، مما أثار حالة من الصدمة والذعر في المجتمع المحلي. سرعان ما كثفت الشرطة جهودها، وتمكنت من تحديد هوية المشتبه به الرئيسي، والذي تبين أنه مُدرس الفيزياء الخاص بالضحية، ويُدعى محمد. ع. اعترف المتهم لاحقًا بارتكاب الجريمة بدافع الحصول على فدية مالية من أسرة الطالب الميسورة الحال لسداد ديونه.
نتائج تقرير الطب الشرعي
جاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد رواية المتهم ويوفر أدلة مادية قاطعة للمحكمة. أوضحت النتائج أن عملية قتل الطالب وتقطيع جثته تمت بطريقة مدروسة ومخطط لها، مما ينفي أي ادعاءات حول كونها جريمة عشوائية أو وليدة اللحظة. تضمنت أبرز النتائج ما يلي:
- سبب الوفاة: أكد التقرير أن الوفاة حدثت نتيجة الطعنات القاتلة التي تلقاها الضحية في منطقة الرقبة، وأن عملية التقطيع تمت بعد التأكد من وفاته (Post-mortem).
- آلية التقطيع: كشف الفحص عن استخدام أداة حادة في عملية فصل أجزاء الجثمان، وتمت العملية بدقة توحي بمعرفة الجاني بكيفية التعامل مع الجسد لتسهيل عملية التخلص منه.
- التخطيط المسبق: أظهرت بعض أجزاء الجثمان وجود علامات تخطيط، مما يدعم اعترافات المتهم بأنه قام بالبحث عبر الإنترنت عن طرق لتقطيع الجثة وإخفاء معالم الجريمة.
- غياب المقاومة الشديدة: لم تظهر على الجثمان آثار مقاومة عنيفة، وهو ما قد يشير إلى أن الضحية تعرض للمباغتة ولم يتمكن من الدفاع عن نفسه بفعالية.
مسار التحقيقات والاعترافات
بناءً على الأدلة التي جمعتها فرق البحث الجنائي، بما في ذلك كاميرات المراقبة وتتبع هاتف الضحية، تم حصر الشبهات في المُدرس الخاص. بعد مواجهته بالأدلة، انهار المتهم واعترف تفصيليًا بجريمته. أوضح في اعترافاته أنه استدرج الطالب إلى مكان الجريمة بحجة مراجعة درس، ثم قام بتهديده لطلب فدية من والده، ولكن مع مقاومة الطالب، أقدم على قتله. وبعد ارتكاب الجريمة، قام بتقطيع الجثمان إلى ثلاثة أجزاء للتخلص منها في مناطق مختلفة لإبعاد الشبهات عنه.
أهمية الأدلة وتأثير القضية
تُعد نتائج الطب الشرعي حجر الزاوية في هذه القضية، حيث تحول اعترافات المتهم إلى حقيقة مدعومة بأدلة علمية لا تقبل الشك. هذه الأدلة تعزز من موقف النيابة العامة في توجيه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام. أثارت القضية جدلاً واسعًا حول العلاقة بين الطلاب والمعلمين والثقة الممنوحة لهم، كما سلطت الضوء على الضغوط المالية التي قد تدفع البعض لارتكاب جرائم بشعة. تستمر الإجراءات القانونية في هذه القضية التي ينتظر الرأي العام المصري الحكم فيها.





