مستقبل أسعار الفائدة في مصر لعام 2025 وأثرها على شهادات الادخار
شهد عام 2025 تحولًا ملحوظًا في مسار السياسة النقدية المصرية، حيث اتجه البنك المركزي المصري نحو تبني سياسة تيسيرية أدت إلى تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة الأساسية. هذه القرارات، التي صدرت عن لجنة السياسة النقدية، لم تؤثر فقط على مؤشرات الاقتصاد الكلي، بل امتد تأثيرها بشكل مباشر إلى المدخرين والقطاع المصرفي، خاصة فيما يتعلق بعوائد شهادات الادخار، التي تعد أداة استثمارية رئيسية لشريحة واسعة من المواطنين.

خلفية عن قرارات لجنة السياسة النقدية
تتولى لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري مسؤولية تحديد أسعار الفائدة الرئيسية في الاقتصاد، وهي سعر الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية. تجتمع اللجنة بشكل دوري لتقييم الأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية، ومعدلات التضخم، ومؤشرات النمو، وبناءً على تحليلها، تتخذ قرارها إما بتثبيت أسعار الفائدة أو رفعها أو خفضها لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في استقرار الأسعار ودعم النمو الاقتصادي المستدام.
التطورات الرئيسية في أسعار الفائدة خلال 2025
وفقًا للبيانات الصادرة، عقدت لجنة السياسة النقدية سبعة اجتماعات خلال عام 2025، ومن المقرر عقد الاجتماع الثامن والأخير في 25 ديسمبر 2025. خلال هذه الاجتماعات، انتهج البنك المركزي مسارًا واضحًا لخفض الفائدة، حيث بلغ إجمالي التخفيضات نسبة 6.25% (ما يعادل 625 نقطة أساس). ويعكس هذا التوجه تغيرًا في أولويات السياسة النقدية، والذي قد يكون مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها تراجع معدلات التضخم إلى النطاق المستهدف للبنك المركزي، والرغبة في تحفيز الاستثمار والائتمان للقطاع الخاص لتعزيز النشاط الاقتصادي.
تأثير خفض الفائدة على شهادات الادخار
ترتبط عوائد شهادات الادخار التي تطرحها البنوك التجارية بشكل مباشر بأسعار الفائدة التي يحددها البنك المركزي. ومع كل قرار بخفض الفائدة، تقوم البنوك بمراجعة هيكل العائد على منتجاتها الادخارية، وخاصة الشهادات الجديدة لمدة سنة وثلاث سنوات.
- شهادات الادخار لمدة ثلاث سنوات: شهدت هذه الشهادات، التي تتمتع بشعبية كبيرة نظرًا لعائدها الثابت والمستقر، انخفاضًا تدريجيًا في العائد على الإصدارات الجديدة خلال العام. فالبنوك، استجابة لقرارات المركزي، خفضت الفائدة على الشهادات الجديدة للحفاظ على هوامش ربحيتها.
- شهادات الادخار لمدة سنة واحدة: تأثرت هذه الشهادات قصيرة الأجل بشكل أسرع، حيث تم تعديل أسعار الفائدة عليها بشكل متكرر لتعكس التوجه التيسيري للسياسة النقدية. وعادةً ما تكون هذه الشهادات أكثر حساسية للتغيرات الفورية في أسعار الفائدة.
هذه التخفيضات أدت إلى زيادة جاذبية الشهادات القديمة ذات العائد المرتفع التي يمتلكها العملاء بالفعل، بينما دفعت المدخرين الجدد للبحث عن بدائل استثمارية أخرى أو قبول العوائد المنخفضة الجديدة التي يقدمها القطاع المصرفي.
الأهمية والسياق الاقتصادي
تأتي قرارات خفض الفائدة في عام 2025 في سياق أوسع يهدف إلى تحقيق التوازن بين السيطرة على التضخم ودفع عجلة النمو. فبعد فترات سابقة من التشديد النقدي لمواجهة الضغوط التضخمية، يبدو أن تحسن المؤشرات الاقتصادية قد أتاح للبنك المركزي المصري مرونة أكبر لتخفيف سياسته النقدية. الهدف من ذلك هو خفض تكلفة الاقتراض للشركات والأفراد، مما يشجع على زيادة الاستثمار والإنفاق، وهو ما يصب في مصلحة تحقيق معدلات نمو اقتصادي أعلى. ومع اقتراب الاجتماع الأخير للعام، تترقب الأسواق القرار النهائي للجنة السياسة النقدية وتوجهاتها المستقبلية لعام 2026.





