تطورات أسعار الذهب في مصر مع انطلاق تعاملات الإثنين 1 ديسمبر 2025
مع بداية تعاملات الأسبوع صباح يوم الإثنين الموافق 1 ديسمبر 2025، افتتحت أسواق الذهب في مصر تعاملاتها على استقرار نسبي، حيث ظلت الأسعار تحوم حول مستويات الإغلاق التي سجلتها في نهاية الأسبوع الماضي. يأتي هذا الاستقرار الملحوظ في أعقاب ارتفاع طفيف شهدته الأسواق مساء الأحد، مما يعكس حالة من الترقب بين المستثمرين والمتعاملين الذين يراقبون عن كثب اتجاهات البورصات العالمية للمعادن الثمينة وتطورات سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، والذي يظل المؤثر الأبرز على تسعير المعدن الأصفر محليًا.

أسعار التداول في السوق المحلية
في الساعات الأولى من صباح اليوم، سجلت أسعار أعيرة الذهب المختلفة في محلات الصاغة، قبل إضافة قيمة المصنعية والدمغة، المستويات التالية. وتجدر الإشارة إلى أن قيمة المصنعية تختلف بشكل كبير بين قطعة وأخرى وتعتمد على دقة التصميم والشركة المصنعة، مما يضيف عبئًا ماليًا على السعر النهائي للمستهلك عند شراء المشغولات الذهبية، على عكس السبائك التي تكون مصنعيتها أقل نسبيًا.
- سعر جرام الذهب عيار 24: استقر عند حوالي 5210 جنيهات مصرية. يُستخدم هذا العيار بشكل أساسي في صناعة السبائك المخصصة للاستثمار نظرًا لدرجة نقائه العالية.
- سعر جرام الذهب عيار 21: بلغ نحو 4560 جنيهًا مصريًا، محافظًا على مكانته باعتباره العيار الأكثر تداولًا وشعبية في مصر، حيث يشكل العمود الفقري لسوق المشغولات الذهبية.
- سعر جرام الذهب عيار 18: وصل إلى ما يقارب 3910 جنيهات مصرية، ويحظى بإقبال متزايد في تصميمات المجوهرات الحديثة التي تتطلب درجة صلابة أعلى.
- سعر الجنيه الذهب: سجل سعر الجنيه الذهب، الذي يزن 8 جرامات من عيار 21، مستوى 36480 جنيهًا مصريًا، وهو سعر المعدن الخام قبل إضافة أي تكاليف أخرى.
العوامل المؤثرة على السعر في مصر
تخضع أسعار الذهب في مصر لمنظومة تسعير معقدة ترتبط بعوامل محلية ودولية. على الصعيد المحلي، يعد سعر صرف الدولار الأمريكي المحرك الأساسي؛ إذ إن أي تغير في قيمته أمام الجنيه يؤدي إلى إعادة تسعير الذهب بشكل فوري للحفاظ على قيمته العالمية. إلى جانب ذلك، تلعب سياسات البنك المركزي المصري دورًا غير مباشر، فقرارات أسعار الفائدة تؤثر على جاذبية الاستثمار في الذهب مقارنة بالأوعية الادخارية الأخرى مثل شهادات الإيداع. كما أن معادلة العرض والطلب المحلي لها وزنها، حيث يزداد الطلب في مواسم معينة مثل الأعياد وفترات الإجازات، مما قد يدفع الأسعار للارتفاع بشكل طفيف.
السياق العالمي وتأثيره
لا تعمل السوق المصرية بمعزل عن الأسواق الدولية. فقد افتتحت الأوقية (الأونصة) تداولاتها في البورصات العالمية عند سعر يقارب 2455 دولارًا أمريكيًا. ويتأثر هذا السعر العالمي بمجموعة من المتغيرات، أبرزها السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. فالتوقعات بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية تؤثر على قوة الدولار، الذي تربطه علاقة عكسية بالذهب. بالإضافة إلى ذلك، تظل التوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم عاملًا رئيسيًا يدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث يلجأ المستثمرون إليه للتحوط من المخاطر الاقتصادية والسياسية، مما يدعم أسعاره عالميًا وينعكس بالتبعية على السوق المحلية.
تحليل وتوقعات السوق
ينقسم المحللون حول الاتجاه المتوقع للذهب على المدى القصير. يرى فريق منهم أن الأسعار قد تشهد بعض التذبذب في نطاق محدود، في انتظار صدور بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة أو حدوث تطورات جديدة على الساحة العالمية. بينما يرى فريق آخر أن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي قد توفر دعمًا لأسعار الذهب، مما يمنع حدوث انخفاضات حادة. وبشكل عام، ينصح الخبراء المستثمرين والمستهلكين بعدم اتخاذ قرارات متسرعة بناءً على التقلبات اليومية، والنظر إلى الذهب كاستثمار طويل الأجل يهدف إلى الحفاظ على القوة الشرائية للثروة في مواجهة التضخم وتقلبات أسعار الصرف، مع ضرورة تنويع المحافظ الاستثمارية لتقليل المخاطر.





