مشاركة محافظ كفر الشيخ في أسبوع القاهرة للمياه لبحث التحديات المائية
شارك اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، في فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، الحدث السنوي البارز الذي تنظمه وزارة الموارد المائية والري تحت رعاية رئاسية، بهدف تسليط الضوء على التحديات المائية التي تواجه مصر والمنطقة، واستعراض الحلول المبتكرة لضمان الاستدامة المائية. وتأتي هذه المشاركة في إطار حرص المحافظة على التوافق مع الاستراتيجية القومية للمياه والتأكيد على أهمية تضافر الجهود بين المستويات المحلية والمركزية لمواجهة ندرة المياه.

خلفية عن أسبوع القاهرة للمياه
يُعد أسبوع القاهرة للمياه منصة دولية رئيسية تجمع الخبراء وصناع القرار والعلماء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة قضايا المياه الأكثر إلحاحًا. يهدف الحدث، الذي يُعقد سنويًا في العاصمة المصرية، إلى تعزيز الحوار والتعاون الدولي وتبادل الخبرات حول إدارة الموارد المائية، خاصة في ظل التغيرات المناخية والزيادة السكانية. تركز جلسات المؤتمر على محاور متعددة تشمل تحلية المياه، وإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة، وتطوير نظم الري، بالإضافة إلى سياسات المياه والدبلوماسية المائية.
تفاصيل المشاركة وأبرز الملفات
خلال مشاركته، استعرض محافظ كفر الشيخ الجهود التي تبذلها المحافظة في تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى المتعلقة بالمياه، والتي تهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من كل قطرة مياه. وتركزت أبرز النقاط التي تم عرضها على ما يلي:
- تبطين الترع والمجاري المائية: تم تسليط الضوء على التقدم المحرز في المشروع القومي لتبطين الترع، والذي يهدف إلى تقليل فواقد المياه الناتجة عن التسرب والبخر، وضمان وصول المياه بكفاءة إلى نهايات الترع لري الأراضي الزراعية.
- تحديث نظم الري: عرضت المحافظة خططها لتشجيع المزارعين على التحول من الري بالغمر إلى أساليب الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش، لما لهذه التقنيات من دور حيوي في ترشيد استهلاك المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل.
- معالجة مياه الصرف الزراعي: تمت الإشارة إلى أهمية مشروعات معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، والتي تمثل موردًا غير تقليدي للمياه يساهم في سد الفجوة المائية المتزايدة، خاصة في محافظات الدلتا.
الأهمية الاستراتيجية لكفر الشيخ
تكتسب مشاركة محافظة كفر الشيخ في هذا المحفل أهمية خاصة نظرًا لطبيعتها الجغرافية والاقتصادية. فبصفتها إحدى محافظات شمال الدلتا وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تواجه تحديات فريدة مثل تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية وزيادة ملوحة التربة، مما يؤثر على الإنتاج الزراعي الذي يعد عصب اقتصادها. كما أن المحافظة تعد من الركائز الأساسية في إنتاج الأرز والمحاصيل الاستراتيجية الأخرى، وهو ما يجعل الإدارة الفعالة للمياه فيها قضية أمن قومي.
في سياق التحديات المائية الوطنية
تأتي هذه الجهود المحلية في سياق أوسع تسعى فيه الدولة المصرية إلى تأمين مستقبلها المائي. فمع ثبات حصة مصر من مياه النيل وتزايد عدد السكان، باتت البلاد تحت خط الفقر المائي. لذلك، تتبنى الحكومة استراتيجية شاملة تعتمد على عدة محاور، منها ترشيد الاستهلاك، وتنمية الموارد المائية غير التقليدية، وتعزيز التعاون الإقليمي. وتعتبر الفعاليات مثل أسبوع القاهرة للمياه أداة حيوية لترجمة هذه الاستراتيجية إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع، عبر تنسيق الجهود بين مختلف المحافظات وتطبيق أحدث التقنيات العالمية في مجال إدارة المياه، بما يخدم أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.





