مشروع الضبعة النووي: الإعلان عن 6200 فرصة عمل برواتب تصل إلى 45 ألف جنيه
شهدت المنصات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة تداولاً واسعاً لأنباء تتعلق بتوفير آلاف فرص العمل في مشروع المحطة النووية بالضبعة، وهو ما أثار اهتماماً كبيراً في الشارع المصري. تركزت التقارير على الإعلان عن نحو 6,200 فرصة عمل جديدة، مع رواتب مجزية قد تصل في بعض التخصصات العليا إلى 45 ألف جنيه مصري شهرياً، الأمر الذي يسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا المشروع القومي الاستراتيجي.

خلفية عن المشروع وأهميته الاستراتيجية
يعد مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية حجر الزاوية في استراتيجية مصر لتنويع مصادر الطاقة وتأمين احتياجاتها المستقبلية. يتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة "روساتوم" الروسية الحكومية، ويتضمن إنشاء أربع وحدات طاقة نووية من طراز VVER-1200 من الجيل الثالث المطور، بإجمالي قدرة إنتاجية تبلغ 4800 ميجاوات. لا يقتصر الهدف من المشروع على توليد الكهرباء النظيفة والمستدامة فقط، بل يمتد ليشمل نقل التكنولوجيا النووية المتقدمة وتوطينها، وتأسيس بنية تحتية صناعية داعمة، بالإضافة إلى دوره المحوري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030.
تحليل تفاصيل فرص العمل المتداولة
تشير الأرقام المتداولة إلى أن فرص العمل المعلنة تغطي مجموعة واسعة من التخصصات والمستويات المهنية. العدد المذكور، 6,200 وظيفة، لا يمثل على الأرجح دفعة توظيف واحدة، بل هو تقدير لإجمالي الاحتياجات من العمالة خلال مراحل الإنشاء والتشغيل المكثفة للمشروع. ومع تقدم العمل في الوحدات المختلفة، تزداد الحاجة إلى مهندسين وفنيين وعمال مهرة في مجالات متنوعة.
أما فيما يتعلق بالرواتب التي تصل إلى 45 ألف جنيه، فمن المرجح أنها تخص الوظائف شديدة التخصص والخبرة، مثل كبار المهندسين النوويين، وخبراء الأمان النووي، ومديري المشاريع الذين يمتلكون خبرات دولية. وتتدرج الرواتب بشكل طبيعي لتشمل شرائح مختلفة تتناسب مع المؤهلات والخبرات المطلوبة لكل وظيفة، بدءاً من الوظائف الفنية والإدارية وصولاً إلى العمالة المساعدة. تتضمن الحزم الوظيفية عادةً مزايا إضافية مثل التأمين الصحي والاجتماعي وبدلات السكن والانتقالات نظراً لطبيعة موقع المشروع.
آلية التقديم والقنوات الرسمية
أكدت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وهي الجهة الحكومية المشرفة على المشروع، مراراً أن جميع إعلانات التوظيف الرسمية تتم من خلال قنواتها المعتمدة. وتشمل هذه القنوات الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة والبوابات الحكومية للتوظيف، بالإضافة إلى الإعلانات التي تنشرها الشركات المتعاقدة الكبرى العاملة في المشروع، مثل شركات المقاولات المصرية الكبرى المشاركة في أعمال البناء والتشييد. وتتطلب عملية التقديم عادةً استيفاء شروط محددة من حيث المؤهل العلمي والخبرة العملية، تليها سلسلة من الاختبارات الفنية والمقابلات الشخصية لضمان اختيار أفضل الكفاءات. وتتضمن الوظائف المطلوبة بشكل دوري ما يلي:
- وظائف هندسية: في تخصصات الطاقة النووية، الميكانيكا، الكهرباء، والإنشاءات المدنية.
- وظائف فنية: تشمل فنيي تشغيل وصيانة، وفنيي أجهزة دقيقة وتحكم، ومتخصصي السلامة والصحة المهنية.
- وظائف إدارية ومالية: في مجالات الموارد البشرية، الشؤون المالية، والمشتريات والعقود.
- عمالة ماهرة: في مجالات اللحام والتركيبات الكهربائية والميكانيكية وأعمال البناء المتخصصة.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي للمشروع
يمثل مشروع الضبعة محركاً قوياً للتنمية الاقتصادية، خاصة في محافظة مطروح والمناطق المحيطة بها. فإلى جانب توفير فرص عمل مباشرة، فإنه يحفز نمو العديد من الصناعات المكملة والخدمات اللوجستية، مما يخلق فرص عمل غير مباشرة ويساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي. كما يهدف المشروع إلى بناء كوادر وطنية مؤهلة في مجال تكنولوجيا الطاقة النووية، وهو قطاع عالي التقنية يتطلب مهارات متقدمة، مما يرفع من مستوى القدرات التنافسية للعمالة المصرية على المدى الطويل.





