مشوار بيراميدز في البطولات الأفريقية: بين حلم اللقب الأول وتحديات المنافسة
يواصل نادي بيراميدز المصري سعيه الحثيث لتدشين حقبة جديدة من الهيمنة الكروية، ليس فقط على الصعيد المحلي، بل في المنافسات القارية التي تمثل التحدي الأكبر لإدارة النادي ولاعبيه. على الرغم من ترسيخ مكانته كقوة رئيسية في الدوري المصري الممتاز منذ تغيير علامته التجارية في عام 2018، لا يزال حلم التتويج بلقب قاري كبير، مثل دوري أبطال أفريقيا أو كأس الكونفدرالية، هو الهدف الأسمى الذي لم يتحقق بعد.

خلفية الصعود السريع
ظهر نادي بيراميدز بشكله الحديث نتيجة استثمارات ضخمة حولته من نادٍ متوسط إلى منافس شرس على الألقاب المحلية. بفضل هذه الاستثمارات، تمكن النادي من استقطاب لاعبين بارزين على المستويين المحلي والدولي، مما أهّله لإنهاء الدوري المصري في مراكز متقدمة بشكل مستمر. هذا النجاح المحلي ضمن للفريق مقعدًا دائمًا في البطولات الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، فاتحًا الباب أمام طموحات أكبر تتجاوز الحدود المصرية.
محاولات جادة في كأس الكونفدرالية
كانت بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية هي المسرح الرئيسي الذي شهد أبرز إنجازات بيراميدز القارية حتى الآن. وصل الفريق إلى مراحل متقدمة في عدة مناسبات، وكان أبرزها بلوغ المباراة النهائية في نسخة عام 2020. في تلك المباراة، واجه بيراميدز فريق نهضة بركان المغربي وخسر اللقب بصعوبة، ليكتفي بمركز الوصيف في أقرب محاولة له من المجد القاري. كما وصل الفريق إلى الدور نصف النهائي في نسخ أخرى، مما عزز سمعته كأحد الفرق القوية في البطولة، ولكنه لم ينجح في عبور العقبة الأخيرة.
المشاركة التاريخية في دوري أبطال أفريقيا
شهد موسم 2023-2024 المشاركة الأولى والتاريخية لنادي بيراميدز في بطولة دوري أبطال أفريقيا، وهي البطولة الأقوى والأعرق على مستوى الأندية في القارة. جاءت هذه المشاركة تتويجًا لاحتلاله المركز الثاني في الدوري المصري. أوقعته القرعة في مجموعة صعبة ضمت فرقًا ذات خبرة كبيرة مثل ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي وتي بي مازيمبي الكونغولي. ورغم بعض النتائج الإيجابية، لم يتمكن الفريق من التأهل إلى الأدوار الإقصائية، حيث ودع البطولة من دور المجموعات، في تجربة كشفت عن حجم التحديات التي تواجه الفرق الطامحة في منافسة عمالقة القارة.
الأهمية والسياق التنافسي
تكمن أهمية تجربة بيراميدز في أنها تعكس التحدي الذي تواجهه الأندية ذات المشاريع الاستثمارية الحديثة في كسر هيمنة الأندية التاريخية في أفريقيا. وعلى الرغم من الإنفاق المالي الكبير، لا يزال عنصر الخبرة والتمرس في النهائيات القارية عاملاً حاسماً. الجدير بالذكر أن الجوائز المالية للبطولات القارية، وإن كانت كبيرة، تظل ضمن سياق تنافسي محدد، حيث يحصل بطل دوري أبطال أفريقيا على 4 ملايين دولار، بينما يحصل بطل كأس الكونفدرالية على مليوني دولار، وهي أرقام تؤكد أن الدافع الرياضي وتحقيق الأمجاد يظل المحرك الأساسي لهذه الطموحات.
في الختام، يمثل مشوار بيراميدز في أفريقيا قصة طموح مستمر وإصرار على تحقيق الذات. وبينما لم ينجح الفريق بعد في رفع كأس قارية، فإن مشاركاته المستمرة وتطوره الملحوظ يجعله لاعبًا لا يستهان به على الساحة الأفريقية، ويبقى التتويج باللقب الأول مسألة وقت وإصرار بالنسبة لمشجعي وإدارة الفريق السماوي.





