قرعة دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية تكشف عن صدامات مثيرة
مساء الإثنين، شهدت مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا حدثاً كروياً بالغ الأهمية، تمثل في سحب قرعة دور المجموعات لبطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية. أسفرت القرعة عن تحديد مسارات الأندية المشاركة نحو الألقاب القارية المرموقة، ووضعت فرقاً عريقة وجماهيرية في مواجهات مبكرة تُنذر بإثارة كبيرة وتنافس شديد على زعامة القارة السمراء.

مواجهات قوية في دوري أبطال أفريقيا
تعتبر دوري أبطال أفريقيا، البطولة الأبرز والأكثر قيمة على مستوى الأندية في القارة، حيث يتنافس فيها أبطال الدوريات المحلية بهدف رفع كأسها المرموقة والظفر بلقب بطل أفريقيا الذي يمنح شرف تمثيل القارة في كأس العالم للأندية. أفرزت القرعة مجموعات متوازنة وقوية، حيث ستشهد الجولات المقبلة صدامات بين عمالقة القارة وأندية طموحة تسعى لترك بصمتها. وقد جاءت أبرز ملامح القرعة على النحو التالي:
- في المجموعة الأولى، يبرز اسم الأهلي المصري، حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب، إلى جانب منافسين أقوياء مثل صن داونز الجنوب أفريقي، أحد أبرز القوى الصاعدة في القارة، ومازيمبي الكونغولي، النادي العريق صاحب التاريخ الذهبي، بالإضافة إلى نواذيبو الموريتاني. تُوصف هذه المجموعة بـ«مجموعة الموت» نظراً لقوة الفرق المتواجدة فيها.
- وشملت المجموعة الثانية فرقاً ذات تاريخ عريق مثل الترجي التونسي، بطل أفريقيا الأسبق، والوداد البيضاوي المغربي، الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، بالإضافة إلى جوانينج جالاكسي البوتسواني وأسيك ميموزا الإيفواري، مما يؤكد على الطابع التنافسي للبطولة.
- أما المجموعة الثالثة فقد ضمت الرجاء المغربي، وحوريا كوناكري الغيني، وبترو أتلتيكو الأنغولي، في مواجهات تعد بالندية والإثارة.
- بينما جمعت المجموعة الرابعة كلاً من شباب بلوزداد الجزائري، والهلال السوداني، ويانج أفريكانز التنزاني، في مجموعة تبدو مفتوحة على كافة الاحتمالات.
صراع الأبطال في كأس الكونفدرالية الأفريقية
لم تقل إثارة قرعة كأس الكونفدرالية الأفريقية أهمية، حيث تُعد هذه البطولة فرصة ذهبية للأندية الطامحة لإثبات وجودها على الساحة القارية والوصول إلى منصات التتويج. أسفرت القرعة عن مواجهات كلاسيكية، أبرزها تجدد الصراع بين فريقين لهما باع طويل في البطولة.
جاءت المجموعة الأولى لتشهد تجدداً للمواجهة المرتقبة بين بيراميدز المصري ونهضة بركان المغربي. كلا الفريقين يُعدان من القوى البارزة في كأس الكونفدرالية خلال السنوات الأخيرة، حيث سبق لنهضة بركان أن توج باللقب مرتين (في عامي 2020 و 2022)، بينما وصل بيراميدز إلى المباراة النهائية في مناسبات سابقة، مما يجعل هذا اللقاء ذا طابع ثأري وتنافسي للغاية، ويعكس عمق التنافس الكروي بين الأندية المصرية والمغربية في هذه المسابقة. تُضاف لهذه المجموعة أندية أخرى مثل فيوتشر المصري وسيمبا التنزاني، مما يرفع من مستوى التنافسية فيها ويجعل كل نقطة محط صراع.
- وتضم المجموعات الأخرى أندية قوية من مختلف أنحاء القارة، مثل اتحاد العاصمة الجزائري (حامل اللقب الأخير) والجيش الملكي المغربي، مما يبشر بمباريات شيقة وصراع قوي للتأهل إلى الأدوار الإقصائية.
- كما ضمت المجموعة الثانية فرقاً مثل الزمالك المصري، وساجرادا إسبيرانزا الأنغولي، والمريخ السوداني.
- فيما تشكلت المجموعة الثالثة من القطن الكاميروني، وديابلز نوار الكونغولي، وأهلي طرابلس الليبي.
- وأخيراً المجموعة الرابعة التي ضمت الفتح الرباطي المغربي، وريفرز يونايتد النيجيري، ولوبي ستارز النيجيري.
أهمية هذه القرعة ومسار الأندية
تُشكل هذه القرعة نقطة انطلاق حاسمة للأندية المشاركة، حيث تحدد طبيعة التحديات التي ستواجهها في طريقها نحو اللقب. الفوز في دور المجموعات لا يضمن فقط التأهل للأدوار الإقصائية، بل يعزز أيضاً من مكانة الأندية الأفريقية وسمعتها ويفتح لها آفاقاً جديدة على الصعيد العالمي، خاصة لدوري الأبطال الذي يُتوج بفرصة المشاركة في كأس العالم للأندية. كما أن التنافس القاري يعود بالنفع على الأندية من الناحية المادية والجماهيرية، ويسهم في تطوير مستوى كرة القدم في القارة بشكل عام.
الآن وبعد تحديد المجموعات بشكل رسمي، ستبدأ الأندية في وضع خططها الفنية والتكتيكية لمواجهة الخصوم المنتظرين. تستعد الجماهير بدورها لمتابعة مباريات قوية ومثيرة على مدار الأشهر القادمة، وسط آمال وطموحات بتحقيق الألقاب القارية الغالية وإضافة المزيد من الأمجاد إلى سجلات أنديتهم.




