مصر تستعد للمشاركة في النسخة الثانية من القمة العالمية للبنية التحتية الرقمية في كيب تاون
تستعد جمهورية مصر العربية، ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة العالمية للبنية التحتية الرقمية، المقرر انعقادها في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، خلال الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2024. تأتي هذه المشاركة الرفيعة المستوى لتؤكد التزام مصر الراسخ بدفع أجندتها للتحول الرقمي وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي رائد للخدمات الرقمية.

أهمية البنية التحتية الرقمية والقمة العالمية
تُعد القمة العالمية للبنية التحتية الرقمية منصة محورية تجمع صناع القرار وقادة الصناعة والمستثمرين والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مستقبل الاتصال الرقمي. في عصر أصبحت فيه الخدمات الرقمية حجر الزاوية للنمو الاقتصادي، والتعليم، والرعاية الصحية، والحوكمة، لم تعد البنية التحتية الرقمية القوية والمتاحة ترفًا، بل ضرورة أساسية. تركز القمة على جوانب متعددة تشمل مراكز البيانات، وشبكات الألياف الضوئية، والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، والتي تُعد جميعها مكونات جوهرية لبناء اقتصادات رقمية مرنة. بالنسبة للدول النامية، يُعد الاستثمار في هذه البنية التحتية مفتاحًا لسد الفجوة الرقمية وفتح آفاق جديدة للتنمية وخلق فرص العمل.
رؤية مصر الاستراتيجية وأهدافها
تعكس مشاركة مصر في هذا التجمع العالمي البارز استراتيجيتها الوطنية الطموحة للتحول الرقمي، والتي تقودها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. لقد أحرزت البلاد خطوات كبيرة في تحديث بنيتها التحتية الرقمية، وتوسيع نطاق انتشار الإنترنت، وتعزيز بيئة مواتية للابتكار التكنولوجي. وتهدف مصر من خلال مشاركتها إلى تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية:
- استعراض الإنجازات: عرض مشاريعها ومبادراتها الناجحة في تطوير البنية التحتية الرقمية، مثل إنشاء المدن الذكية الجديدة، وتوسيع شبكات الإنترنت عالية السرعة، والجهود المبذولة لتهيئة بيئة جاذبة لمراكز البيانات والخدمات السحابية.
- جذب الاستثمارات: التواصل مع المستثمرين الدوليين وشركات التكنولوجيا لتأمين الشراكات والتمويل للمشاريع الحالية والمستقبلية للبنية التحتية الرقمية داخل مصر.
- تبادل المعرفة: الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية ومشاركة تجاربها الخاصة في التغلب على التحديات المتعلقة بالتحول الرقمي في سياق إقليمي نامٍ.
- تعزيز التعاون الإقليمي: تقوية الروابط مع الدول الأفريقية والشركاء الدوليين لدعم الجهود التعاونية في بناء قارة أكثر ترابطًا وتمكينًا رقميًا، بما يتماشى مع الدور القيادي الأوسع لمصر في أفريقيا.
من المتوقع أن يشارك الوفد المصري، الذي قد يرأسه مسؤول رفيع المستوى من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في المناقشات الرئيسية وورش العمل والاجتماعات الثنائية الهادفة إلى بناء تحالفات استراتيجية واستكشاف حلول مبتكرة لتحديات البنية التحتية.
النتائج المتوقعة وآفاق المستقبل
يُتوقع أن تسفر مشاركة مصر النشطة في القمة عن نتائج إيجابية ملموسة. فمن شأنها أن تعزز مكانة البلاد الدولية في مشهد الاقتصاد الرقمي، وتجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاعها التكنولوجي المزدهر، وتسارع من وتيرة تنفيذ أجندتها الرقمية الوطنية. ومن خلال الانخراط في المناقشات حول أحدث التقنيات ونماذج البنية التحتية، يمكن لمصر أن تضع نفسها بشكل أفضل للاستفادة الكاملة من إمكانات العصر الرقمي، مما يضمن استفادة مواطنيها وشركاتها من الخدمات الرقمية المتطورة. في نهاية المطاف، تُعد الرؤى المكتسبة والشراكات التي ستُعقد في القمة العالمية للبنية التحتية الرقمية أمرًا بالغ الأهمية لتقدم مصر المستمر نحو بناء مجتمع رقمي شامل ومرن، قادر على دفع النمو الاقتصادي المستدام وتحسين جودة الحياة لسكانها.





