مصر تطلق مشاريع مسح سيزمي واسعة النطاق في غرب أسيوط لجذب استثمارات البترول والغاز
شهدت مصر أمس إطلاق سلسلة من مشروعات المسح السيزمي الجديدة والموسعة في منطقة غرب أسيوط، ضمن نطاق الصحراء الغربية الجنوبية الشاسعة. تهدف هذه المبادرة الطموحة إلى جمع بيانات جيولوجية وجيوكيميائية دقيقة باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية لتحديد مكامن البترول والغاز المحتملة. يُعد هذا التحرك خطوة استراتيجية من وزارة البترول والثروة المعدنية لوضع جنوب مصر بقوة على خريطة الاستثمار العالمي في قطاع الطاقة، ومحاكاة النجاح الذي حققته مناطق الإنتاج الكبرى الأخرى في البلاد. وقد أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، أهمية هذه المشاريع خلال تفقده لعمليات الإطلاق، مشدداً على دورها المحوري في توفير المعلومات اللازمة لاستقطاب استثمارات جديدة.

خلفية وأهمية المناطق البكر
تُعد المناطق الجنوبية من الصحراء الغربية، بما في ذلك غرب أسيوط، من المناطق البكر التي لم تحظَ بعد بالاستكشاف الكافي مقارنةً بالدلتا وبعض أجزاء الصحراء الغربية الشمالية. لطالما شكل نقص البيانات الجيولوجية التفصيلية عائقاً أمام جذب الشركات النفطية العالمية الكبرى للاستثمار في هذه الرقع الشاسعة. تندرج هذه المشاريع الجديدة ضمن رؤية مصر الأوسع لتعزيز أمنها الطاقوي وتحويل نفسها إلى مركز إقليمي للطاقة، وهو ما يتطلب استغلال كافة الإمكانات الكامنة في أراضيها. تأتي الحاجة لتكثيف أعمال المسح والدراسات الجيولوجية لتوفير قاعدة بيانات شاملة وعالية الدقة تُمكّن المستثمرين من تقييم المخاطر والعوائد المحتملة بشكل أكثر كفاءة، وبالتالي تحفيزهم على ضخ رؤوس أموال ضخمة في عمليات التنقيب.
المسح السيزمي والتكنولوجيا المتقدمة
يعتمد المسح السيزمي على إرسال موجات صوتية إلى باطن الأرض وتسجيل انعكاساتها لتكوين صورة ثلاثية الأبعاد للطبقات الجيولوجية تحت السطح. هذه التقنية حيوية لتحديد التراكيب الجيولوجية التي قد تحتوي على مكامن للبترول والغاز. تتميز المشاريع الجديدة باستخدام «أحدث التكنولوجيات»، مما يعني تطبيق أساليب متطورة في جمع البيانات ومعالجتها وتفسيرها. تشمل هذه التقنيات عادةً:
- أنظمة اكتساب بيانات عالية الكثافة: تسمح بتغطية أوسع ودقة أفضل في تحديد التراكيب المعقدة.
- معالجة البيانات المتقدمة: استخدام خوارزميات حاسوبية قوية لتحسين جودة الصور السيزمية وتقليل التشويش.
- نمذجة ثلاثية ورباعية الأبعاد: توفير رؤى أكثر عمقاً وديناميكية لتطور المكامن بمرور الوقت.
النطاق الجغرافي والأهداف الاستثمارية
تُغطي هذه المشروعات مناطق شاسعة تُقدّر بنحو 10% من مساحة مصر الإجمالية، وهو ما يعكس الحجم الهائل للجهود المبذولة والإيمان العميق بإمكانات هذه المناطق. يتركز العمل بشكل خاص في غرب أسيوط، والتي تُعد نقطة انطلاق لاستكشاف مناطق أوسع في جنوب الصحراء الغربية. الهدف الأساسي من هذه المشاريع هو:
- تحديد وتوصيف مكامن البترول والغاز المحتملة: بناء خريطة جيولوجية مفصلة تحت سطح الأرض.
- تقييم الإمكانات الهيدروكربونية: تحديد حجم وجودة الاحتياطيات المحتملة.
- جذب استثمارات أجنبية مباشرة: توفير حوافز تستند إلى بيانات موثوقة للشركات العالمية للتنقيب والإنتاج.
التأثير الاقتصادي والاستراتيجي
تُمثل هذه المشاريع خطوة جوهرية نحو تحقيق عدة أهداف استراتيجية لمصر:
- تعزيز الاكتشافات الجديدة: تزيد فرص العثور على حقول نفط وغاز جديدة، مما يُقلل من الاعتماد على الاستيراد ويعزز الاكتفاء الذاتي.
- خلق فرص عمل: تُسهم عمليات المسح والاستكشاف ثم الإنتاج في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمواطنين.
- زيادة الإيرادات الحكومية: تُعزز الضرائب والإتاوات من الاستثمارات الجديدة إيرادات الدولة، التي يمكن توجيهها نحو مشروعات التنمية الأخرى.
- تنمية المناطق الجنوبية: تُسهم هذه المشاريع في تنشيط الحركة الاقتصادية والبنية التحتية في صعيد مصر والجنوب.





