مصر: فيديو يظهر حشودًا تُمنع من دخول المتحف الكبير يثير جدلًا والسلطات تكشف الأسباب
شهدت مصر جدلًا واسعًا وتداولًا مكثفًا لمقاطع فيديو وصور عبر منصات التواصل الاجتماعي في 21 أبريل 2023، تظهر حشودًا ضخمة من الزوار تتجمع أمام بوابات المتحف المصري الكبير بالجيزة، في محاولة للدخول، قبل أن يتم منع العديد منهم. وقد أثارت هذه المشاهد استياءً وتساؤلات حول أسباب منع الدخول، ما دفع السلطات المصرية إلى إصدار توضيحات عاجلة حول الموقف.

خلفية المتحف المصري الكبير
يُعد المتحف المصري الكبير مشروعًا قوميًا ضخمًا طال انتظاره لعقود، وهو مصمم ليكون أكبر متحف أثري في العالم، ويقع على مقربة من أهرامات الجيزة التاريخية. بدأ العمل في تشييده عام 2006، بهدف عرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها المجموعة الكاملة ل كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون. لطالما كان المتحف محط ترقب كبير من المصريين والعالم، نظرًا لأهميته الثقافية والتاريخية الهائلة وقدرته على استقطاب ملايين السياح. وقد شهد المتحف خلال السنوات الأخيرة ما يُعرف بـ”الافتتاح الجزئي” أو “التشغيل التجريبي” لاستقبال مجموعات سياحية منظمة ب حجوزات مسبقة، وهو ما ساهم في بناء حالة من الشوق العام ل افتتاحه الكامل.
تفاصيل الواقعة
في صباح يوم الجمعة، الموافق 21 أبريل 2023، والذي تزامن مع أول أيام عيد الفطر المبارك، توافد آلاف المواطنين على المتحف المصري الكبير، مدفوعين بالاعتقاد بأن المتحف قد فُتح بالكامل لاستقبال الجمهور بدون قيود. أظهرت الفيديوهات المتداولة طوابير طويلة وتكدسًا كبيرًا للزوار أمام البوابات، ومع ذلك، مُنع عدد كبير منهم من الدخول. عبر العديد من المتواجدين عن إحباطهم وخيبة أملهم بعد قطعهم مسافات طويلة للوصول إلى المتحف، ليفاجئوا بمنع الدخول، مما أثار موجة من الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول عدم وضوح الإجراءات ومعلومات الدخول.
توضيحات السلطات الرسمية
سرعان ما تدخلت وزارة السياحة والآثار المصرية وإدارة المتحف المصري الكبير لتقديم تفسيرات للموقف. أوضحت السلطات أن المتحف لم يتم افتتاحه بشكل كامل ونهائي للجمهور العام بعد. وأكدت أن الدخول خلال تلك الفترة كان مقصورًا على:
- الزيارات المنظمة: مجموعات سياحية أو وفود خاصة لها حجوزات مسبقة.
- التشغيل التجريبي: لا يزال المتحف في مرحلة التشغيل التجريبي التي تتطلب الالتزام ب الطاقة الاستيعابية المحددة.
- إجراءات السلامة والأمن: الالتزام بالبروتوكولات الأمنية وإجراءات السلامة التي تستلزم تنظيم دخول وخروج الزوار بشكل دقيق.
تداعيات الحدث وأهميته
سلطت هذه الواقعة الضوء على حجم الشغف الشعبي بالمتحف المصري الكبير، لكنها كشفت أيضًا عن تحديات في التواصل بين الجهات الرسمية والجمهور بشأن حالة التشغيل. دعا العديد من النشطاء والمواطنين إلى ضرورة توفير معلومات أكثر وضوحًا ودقة حول مواعيد الزيارة، نظام الحجز، ومراحل الافتتاح لتجنب اللبس وسوء الفهم مستقبلًا. ورغم الإحباط الذي شعر به البعض، إلا أن الحادثة أكدت على الأهمية الثقافية للمتحف كرمز للحضارة المصرية القديمة، واستعداد المصريين التام للاحتفاء بهذا الصرح العظيم. تواصل السلطات جهودها لإتمام كافة التجهيزات اللازمة لضمان افتتاح عالمي يليق بمكانة المتحف وتاريخ مصر العريق، مع التأكيد على أهمية إدارة تدفق الزوار بشكل فعال لتقديم تجربة لا تُنسى.




