مصممة أزياء تُحوّل الملابس إلى فن مستدام في برنامج 'ست ستات'
في لقاء تلفزيوني أُجري مؤخرًا ضمن برنامج “ست ستات” الشهير، سلّطت مصممة الأزياء المستدامة خلود رضا الضوء على رؤيتها المبتكرة في عالم الموضة، مؤكدةً أن صناعة الأزياء تجاوزت مجرد المظهر الجمالي لتصبح مسؤولية بيئية واجتماعية. أوضحت رضا كيف يمكن لعملية إعادة تدوير الملابس المستعملة أن تتحول إلى مصدر لإنتاج قطع فنية جديدة، تجمع بين الأناقة والاستدامة، وتساهم في تقليل الهدر وتحفيز الإبداع.
رؤية خلود رضا: دمج الإبداع بالاستدامة
تُعد خلود رضا من الأسماء البارزة في مجال الموضة المستدامة، حيث تتبنى فلسفة تصميم فريدة ترتكز على إطالة عمر الملابس وتقليل بصمتها البيئية. في حديثها، شددت رضا على أن الموضة المعاصرة يجب أن تكون انعكاسًا للوعي البيئي، وأن دور المصمم لم يعد يقتصر على ابتكار تصميمات جديدة وحسب، بل يمتد ليشمل إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات البيئية التي تسببها الصناعة التقليدية. تتجلى هذه الفلسفة في طريقتها في `إعادة تدوير` الأقمشة والملابس القديمة، حيث تعمد إلى تفكيك القطع البالية وإعادة تشكيلها في هيئات جديدة تمامًا، لتتحول من مجرد ملابس قديمة إلى `فن مستدام` يمكن ارتداؤه. تشمل هذه العملية خطوات دقيقة تبدأ من اختيار المواد بعناية، مرورًا بمعالجتها وتصميمها، وصولًا إلى خياطة قطع فريدة تحمل قصصًا جديدة، مما يضفي عليها قيمة فنية وبيئية مضاعفة.
الموضة المستدامة: ضرورة بيئية واتجاه عالمي
تأتي دعوة خلود رضا في سياق تنامي الاهتمام العالمي بالموضة المستدامة، التي لم تعد خيارًا ثانويًا بل أصبحت ضرورة ملحة. تشير الإحصائيات إلى أن صناعة الأزياء التقليدية تعد واحدة من أكثر الصناعات تلويثًا للبيئة، بسبب:
- الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي.
 - استخدام المواد الكيميائية الضارة في عمليات الصباغة والتشطيب.
 - إنتاج كميات هائلة من النفايات النسيجية التي ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات.
 - انبعاثات الكربون الناتجة عن عمليات التصنيع والنقل.
 
برنامج "ست ستات" ودوره التوعوي
يُعد ظهور خلود رضا في برنامج "ست ستات" خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بأهمية الموضة المستدامة على نطاق واسع. يتمتع البرنامج بقاعدة جماهيرية كبيرة، مما يجعله منصة فعالة لنشر الأفكار الجديدة والمفاهيم البيئية بين شرائح مختلفة من المجتمع. من خلال هذه اللقاءات، لا تقتصر الاستفادة على عرض التصميمات الإبداعية فحسب، بل تمتد لتشمل تعليم الجمهور وتثقيفه حول:
- كيفية التعرف على المنتجات المستدامة.
 - أهمية إعادة استخدام الملابس بدلًا من التخلص منها.
 - الآثار الإيجابية لتقليل استهلاك الأزياء السريعة.
 - الطرق البسيطة التي يمكن للأفراد من خلالها المساهمة في هذا التوجه، حتى من خلال تعديل أو إصلاح ملابسهم القديمة.
 
التأثير والآفاق المستقبلية
الرؤية التي تقدمها خلود رضا في تحويل الملابس القديمة إلى قطع `فن مستدام` لا تقتصر على تقديم بديل صديق للبيئة فحسب، بل تفتح آفاقًا جديدة للإبداع في عالم الموضة. إنها دعوة لإعادة التفكير في العلاقة بين المستهلك والملبس، وتحفيز للابتعاد عن ثقافة الاستهلاك المفرط نحو تقدير أكبر للقيمة الحقيقية لكل قطعة. من المتوقع أن يلهم هذا النوع من المبادرات المزيد من المصممين والجمهور على حد سواء لتبني نهج أكثر استدامة. يسهم هذا التوجه في بناء صناعة أزياء أكثر مرونة ومسؤولية، حيث تتوازن الأناقة مع الوعي البيئي، وتصبح الملابس حكاية فنية تجسد الإبداع والمسؤولية تجاه كوكبنا. إن المستقبل يتجه نحو تقدير القطع الفريدة والمصنوعة بعناية، والتي تحمل في طياتها قيمة بيئية وفنية تفوق بكثير نظيراتها المنتجة بكميات كبيرة.




