مظهر وزير الدفاع الأمريكي يثير جدلاً في الكونغرس والسيناتور فانس ينتقد غياب ربطة العنق
في جلسة استماع حاسمة أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب عُقدت في أواخر فبراير 2024، وجد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن نفسه في قلب جدل غير متوقع لم يكن يتعلق بأمن البلاد أو بأدائه الوظيفي، بل بمظهره الشخصي. ظهر الوزير للإدلاء بشهادته مرتدياً بزة رسمية لكن دون ربطة عنق، وهو ما أثار انتقادات من بعض الأوساط السياسية، قادها السيناتور الجمهوري جيه. دي. فانس، محولاً الانتباه جزئياً عن القضية الأساسية للجلسة.

خلفية الجدل: جلسة المساءلة حول أزمة صحية
لم تكن جلسة الاستماع هذه روتينية، بل جاءت في أعقاب أزمة ثقة واجهها البنتاغون. كان الهدف الرئيسي للجلسة هو مساءلة الوزير أوستن بشأن تكتمه على تشخيصه بمرض سرطان البروستاتا وخضوعه لعملية جراحية، ومن ثم دخوله المستشفى في يناير 2024 لمعالجة مضاعفات، كل ذلك دون إبلاغ البيت الأبيض أو نائبة وزير الدفاع أو الجمهور لعدة أيام. أثار هذا الإخفاء تساؤلات جدية حول شفافية سلسلة القيادة في وزارة الدفاع، خاصة في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية عالمياً. كانت شهادة أوستن تهدف إلى تقديم توضيحات واعتذار عن هذا التقصير في التواصل، والذي وصفه هو نفسه بأنه كان خطأ في التقدير.
تفاصيل الواقعة وردود الفعل
وسط هذه الأجواء المشحونة، أصبح مظهر الوزير أوستن، الذي حضر بقميص مفتوح الياقة، نقطة خلاف جانبية. كان السيناتور عن ولاية أوهايو، جيه. دي. فانس، من أبرز المنتقدين، حيث صرح بأن ظهور مسؤول رفيع المستوى بهذا الشكل أمام الكونغرس يعكس عدم احترام للمؤسسة التشريعية ويفتقر إلى الجدية المطلوبة لمناقشة قضايا الأمن القومي. رأى فانس وبعض المحافظين أن هذا المظهر يمثل جزءاً من تدهور عام في معايير الانضباط والاحترام داخل الإدارة الحالية.
على الجانب الآخر، سارع العديد من الديمقراطيين والمحللين إلى الدفاع عن الوزير، معتبرين أن التركيز على ملابسه هو محاولة لتشتيت الانتباه عن القضايا الجوهرية. وأشاروا إلى مسيرة أوستن العسكرية الطويلة والمشرفة كجنرال بأربعة نجوم، مؤكدين أن كفاءته وخبرته أهم بكثير من ارتدائه ربطة عنق. واعتبر المدافعون عن الوزير أن هذه الانتقادات هي هجوم سياسي يهدف إلى تسجيل نقاط حزبية بدلاً من التركيز على أداء الوزارة ومسؤولياتها.
السياق الأوسع: ما وراء ربطة العنق
تجاوز الجدل حول مظهر الوزير أوستن حدود كونه مجرد نقاش حول قواعد اللباس، ليكشف عن عمق الاستقطاب السياسي في واشنطن. لقد استُخدمت هذه الحادثة كرمز في نقاش أوسع حول المهنية، والاحترام، والمعايير المتوقعة من القادة الحكوميين. بالنسبة للمنتقدين، كانت الواقعة دليلاً إضافياً على ما يرونه تراخياً في إدارة الرئيس جو بايدن. أما بالنسبة للمؤيدين، فقد كانت مثالاً على كيفية استخدام تفاصيل شكلية وغير جوهرية كسلاح في المعارك السياسية.
في نهاية المطاف، ورغم الضجة التي أحدثتها، ظلت قضية ربطة العنق هامشية مقارنة بالموضوع الرئيسي للجلسة، وهو ضمان الشفافية والمساءلة في أعلى مستويات وزارة الدفاع. وقد أقر الوزير أوستن بالخطأ في عدم الإبلاغ عن حالته الصحية وتعهد باتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار مثل هذا الموقف، وهو ما بقي محور الاهتمام الأهم لدى غالبية أعضاء اللجنة والمراقبين السياسيين.





