معرض النقل الذكي 2025 يشهد الكشف عن أول سيارة كهربائية مجمعة من النصر للسيارات
شهد معرض النقل الذكي 2025، الذي افتتح فعالياته اليوم، 6 أكتوبر 2025، الكشف الرسمي عن أول سيارة كهربائية يتم تجميعها محلياً تحت مظلة شركة النصر للسيارات. تأتي هذه الخطوة بمثابة إنجاز محوري ضمن استراتيجية مصر الطموحة لدعم وتطوير صناعة السيارات الكهربائية وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، مؤذنة ببدء مرحلة جديدة في قطاع النقل المستدام بالبلاد.

خلفية تاريخية ورؤية وطنية
لطالما سعت مصر خلال السنوات الأخيرة إلى إطلاق صناعة وطنية للسيارات الكهربائية، مستفيدة من التوجه العالمي نحو النقل المستدام وحرصاً على تحقيق أهدافها البيئية والاقتصادية. شركة النصر للسيارات، وهي كيان حكومي عريق ذو تاريخ طويل في صناعة السيارات المصرية، كانت في طليعة هذه الجهود. بعد فترة من التوقف عن الإنتاج، بدأت الحكومة المصرية في إعادة إحياء الشركة كجزء من خطة أوسع لتوطين الصناعات الثقيلة والاستراتيجية. وشملت المبادرات السابقة مباحثات مكثفة مع شركاء دوليين، أبرزهم شركات صينية رائدة، بهدف نقل التكنولوجيا والخبرات اللازمة لتجميع وتصنيع السيارات الكهربائية محلياً. يمثل هذا الظهور ثمرة لسنوات من التخطيط والمفاوضات، ويؤكد التزام الدولة بتحويل رؤيتها إلى واقع ملموس يعزز الاكتفاء الذاتي الصناعي.
السيارة المكشوف عنها: مواصفات ومستقبل الإنتاج
السيارة الكهربائية الجديدة، التي أطلق عليها اسم النصر E70، تمثل إنجازاً تكنولوجياً مصرياً هاماً في مجال التجميع المحلي. ووفقاً للتصريحات الصادرة عن إدارة الشركة خلال فعاليات المعرض، تتميز السيارة ببطارية ليثيوم أيون متطورة تمنحها مدى سير يصل إلى 400 كيلومتر بشحنة واحدة، مما يجعلها مناسبة للاستخدام اليومي والرحلات الطويلة نسبياً داخل المدن وخارجها. وتدعم السيارة الشحن السريع، حيث يمكن شحن البطارية بنسبة 80% من سعتها الكلية في غضون 45 دقيقة فقط، مما يقلل من أوقات الانتظار ويعزز من كفاءة الاستخدام. تركز النصر للسيارات في البداية على مرحلة التجميع المحلي، مع خطة طموحة لزيادة نسبة المكونات المصنعة محلياً تدريجياً في السنوات القادمة، بهدف تحقيق نسب مرتفعة من المكونات المصرية الصنع. وتشير التوقعات إلى أن الإنتاج التجاري سيبدأ في الربع الثاني من عام 2026، مستهدفاً إنتاج 25 ألف سيارة سنوياً في المرحلة الأولى لتلبية الطلب المتنامي في السوق المحلي.
تأثير استراتيجي وآفاق مستقبلية
يُنتظر أن يكون لخطوة النصر للسيارات هذه تداعيات إيجابية واسعة النطاق على الاقتصاد المصري والبيئة. فمن الناحية الاقتصادية، ستساهم في خلق فرص عمل جديدة في قطاع الصناعات التحويلية والتكنولوجيا المتقدمة، وستعمل على تقليل فاتورة استيراد السيارات وقطع الغيار بشكل كبير، مما يدعم الميزان التجاري. كما تدعم الرؤية الوطنية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء في المدن المصرية، بما يتماشى مع الالتزامات الدولية لمكافحة تغير المناخ. يعتبر هذا المشروع أيضاً شهادة على قدرة الشركات المصرية على استيعاب التكنولوجيا الحديثة والتنافس في الأسواق الناشئة، ويعيد لشركة النصر للسيارات مكانتها الرائدة في صناعة السيارات بالمنطقة. من المتوقع أن يشجع هذا الإطلاق الاستثمارات الأخرى في البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية وفي تطوير سلسلة التوريد المحلية لقطع الغيار والمكونات، مما يدفع عجلة التنمية الصناعية والاقتصادية.





