معهد تكنولوجيا المعلومات يركز على تحويل الشباب من مستهلكين إلى مبدعين للتكنولوجيا
أعلن معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) مؤخرًا عن مبادرة طموحة تهدف إلى إحداث تحول نوعي في علاقة الشباب المصري بالتكنولوجيا. تركز هذه المبادرة على الانتقال بالنشء من مجرد مستهلكين سلبيين للأدوات والحلول التكنولوجية إلى مطورين ومنتجين ومبدعين نشطين. وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة هبة صالح، رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، أن النسخة الأولى من مسابقة "ديجيتوبيا" تأتي لتجسيد هذا التوجه الاستراتيجي وتكريس مفهوم "المساحة الأذكى".

الرؤية الاستراتيجية لمعهد تكنولوجيا المعلومات
يعد معهد تكنولوجيا المعلومات لاعبًا رئيسيًا في منظومة التحول الرقمي وتنمية القدرات البشرية في مصر. تأتي هذه المبادرة في صميم رؤية المعهد لدعم الاستراتيجية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي تولي أهمية قصوى لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل والمساهمة الفاعلة في الاقتصاد الرقمي. تشير رؤية المعهد إلى ضرورة تجاوز النماذج التقليدية للتعامل مع التكنولوجيا، حيث لا يكفي مجرد استخدامها بل يجب فهم آلياتها وتطويرها.
تهدف المبادرة إلى معالجة الفجوة بين الاستهلاك الواسع للتكنولوجيا، خاصة بين الفئات الشابة، وبين القدرة على إنتاجها وتطويرها محليًا. هذا التحول ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة استراتيجية لبناء اقتصاد معرفي مستدام وتقليل الاعتماد على الحلول التقنية المستوردة. فتمكين الشباب من إنتاج التكنولوجيا يفتح آفاقًا جديدة للابتكار، وريادة الأعمال، وخلق فرص عمل نوعية تتناسب مع متطلبات العصر الرقمي.
مسابقة "ديجيتوبيا" ومفهوم "المساحة الأذكى"
تعتبر مسابقة "ديجيتوبيا"، في نسختها الأولى، الأداة التنفيذية المحورية لتحقيق أهداف المبادرة. صُممت المسابقة ليس فقط لتكون حدثًا تنافسيًا، بل لتكون بمثابة حاضنة للأفكار الإبداعية والحلول التقنية المبتكرة التي يقدمها الشباب المصري. مفهوم "المساحة الأذكى" الذي تسعى المسابقة لترسيخه، يتجاوز كونه موقعًا جغرافيًا محددًا، ليصبح بيئة متكاملة تدعم الابتكار والتعلم والتطوير المستمر.
- تحفيز الإبداع: تهدف المسابقة إلى توفير منصة للشباب لعرض أفكارهم وتطويرها، وتشجيعهم على التفكير النقدي والإبداعي في حل المشكلات باستخدام التكنولوجيا.
- بناء القدرات: من المتوقع أن تشمل المسابقة ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، تعلم الآلة، تطوير التطبيقات، إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني، بما يساهم في صقل مهارات المشاركين.
- التوجيه والإرشاد: سيتم توفير خبراء ومتخصصين لتوجيه الفرق المشاركة وتقديم الدعم الفني والاستشاري لهم، مما يساعد على تحويل الأفكار الأولية إلى مشاريع قابلة للتطبيق.
- ربط بالصناعة: تسعى المبادرة لربط المشاريع الواعدة بالصناعة والجهات الاستثمارية، لضمان استمرارية الابتكارات وتحويلها إلى منتجات وخدمات حقيقية تخدم المجتمع والاقتصاد.
أهمية التحول من الاستهلاك إلى الإنتاج التكنولوجي
إن التحول من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الإنتاج التكنولوجي له أبعاد متعددة وتأثيرات عميقة على مستقبل مصر الرقمي:
- تعزيز الاقتصاد المعرفي: يساهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، مما يزيد من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني ويحسن من تنافسيته عالميًا.
- تنمية المواهب المحلية: يعمل على اكتشاف ورعاية المواهب الشابة في مجال التكنولوجيا، ويوفر لهم المسار اللازم لتطوير قدراتهم وتحقيق أقصى إمكاناتهم.
- الاستقلالية التكنولوجية: يقلل من التبعية للتقنيات الأجنبية ويزيد من القدرة على تطوير حلول محلية تتناسب مع الاحتياجات والتحديات الخاصة بالمجتمع المصري.
- تجهيز أجيال المستقبل: يجهز الشباب لمهن المستقبل التي تتطلب مهارات رقمية متقدمة وقدرة على الابتكار والتكيف مع التغيرات التكنولوجية السريعة.
- دعم ريادة الأعمال: يشجع على تأسيس الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، مما يدفع عجلة الابتكار ويخلق فرص عمل جديدة للشباب.
وفي الختام، يؤكد معهد تكنولوجيا المعلومات من خلال هذه المبادرة التزامه بتنشئة جيل جديد من المبدعين التكنولوجيين، القادرين على تشكيل مستقبل مصر الرقمي وقيادة قاطرة الابتكار، وبالتالي تحويل التحديات الرقمية إلى فرص للنمو والتقدم. هذه الجهود المبذولة حديثًا تعكس إدراكًا عميقًا لأهمية الاستثمار في رأس المال البشري كحجر زاوية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في العصر الرقمي.





