منتخب غانا يؤكد تأهله لكأس العالم 2026 بفوز حاسم على جزر القمر
حسم المنتخب الغاني لكرة القدم، المعروف بـ "النجوم السوداء"، تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وذلك إثر فوزه الصعب والمستحق بهدف دون رد على منتخب جزر القمر. جاء هذا الانتصار المحوري في المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب أوهين دجان الرياضي بالعاصمة الغانية أكرا، يوم الأحد الموافق 6 أكتوبر 2025، ليضع حداً لترقب الجماهير الغانية ويؤكد حضور بلادهم في المحفل الكروي الأكبر.

بهذا الفوز، أصبح منتخب غانا خامس منتخب أفريقي يضمن مقعده في النسخة الموسعة من كأس العالم، وهو إنجاز يمثل نقطة تحول بعد فترة من التحديات والنتائج المتذبذبة التي أثارت قلق أنصار الفريق. الهدف الوحيد في اللقاء حمل توقيع نجم خط الوسط المهاجم محمد قدوس، الذي اخترق الدفاع المنظم لجزر القمر في الشوط الثاني، ليطلق العنان لاحتفالات صاخبة في المدرجات وعبر أرجاء الأمة الغانية.
خلفية وتاريخ المسيرة التأهيلية
لم تكن رحلة غانا نحو كأس العالم 2026 سهلة على الإطلاق. فقد واجهت تحديات كبيرة ضمن مجموعتها في التصفيات الأفريقية، التي تضم فرقاً ذات طموح عالٍ. كانت المرحلة الأخيرة من التصفيات حافلة بالتقلبات، حيث تنافست الفرق بقوة لحجز إحدى البطاقات الأفريقية المخصصة للبطولة العالمية. قبل هذه المباراة الحاسمة، كانت غانا تحتاج إلى الفوز لضمان التأهل المباشر، متجنبة بذلك الدخول في حسابات معقدة تتعلق بالمركز الثاني في المجموعة.
تتمتع غانا بتاريخ حافل في كأس العالم، حيث سبق لها التأهل لأكثر من نسخة، أبرزها في عامي 2006 و 2010، حيث وصلت في الأخيرة إلى ربع النهائي في إنجاز تاريخي للقارة السمراء. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً في مستوى الفريق، وغابت عن بعض النسخ أو خرجت من الأدوار الأولى. لهذا، يعتبر هذا التأهل عودة قوية ومؤشرًا على سعي الاتحاد الغاني لكرة القدم لإعادة "النجوم السوداء" إلى قمة كرة القدم الأفريقية والعالمية.
تستفيد القارة الأفريقية في نسخة 2026 من زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 فريقًا، مما أدى إلى زيادة حصة أفريقيا من 5 إلى 9 مقاعد مباشرة، بالإضافة إلى مقعدين محتملين في الملحق العالمي. هذا التوسع يمنح فرصًا أكبر للمنتخبات الأفريقية للتألق على الساحة العالمية، ويعد حافزًا إضافيًا لفرق مثل غانا لتحقيق طموحاتها.
تفاصيل المباراة الحاسمة
كانت الأجواء في أكرا مشحونة بالتوتر والترقب قبل انطلاق صافرة البداية. أظهر منتخب جزر القمر، الذي قدم أداءً لافتًا في التصفيات، عزيمة دفاعية قوية وتنظيمًا تكتيكيًا محكمًا. أغلق لاعبو جزر القمر المساحات أمام مهاجمي غانا، مما صعّب من مهمة أصحاب الأرض في اختراق الشباك. سيطر المنتخب الغاني على مجريات اللعب بنسبة استحواذ عالية، لكنه واجه صعوبة في تحويل هذه السيطرة إلى فرص حقيقية في الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي.
مع بداية الشوط الثاني، كثف المنتخب الغاني من ضغطه، وأجرى المدرب بعض التغييرات التكتيكية التي أضافت حيوية لخط الهجوم. جاءت لحظة الحسم في الدقيقة 65 عندما تلقى محمد قدوس تمريرة بينية متقنة داخل منطقة الجزاء، ليراوغ المدافع ببراعة ويسدد كرة قوية لم يتمكن حارس جزر القمر من التصدي لها. هذا الهدف أشعل المدرجات ومنح غانا الأفضلية التي حافظت عليها حتى صافرة النهاية.
تلقى دفاع غانا بقيادة القائد توماس بارتي إشادة كبيرة لقدرته على إحباط المحاولات القليلة والخطيرة لمنتخب جزر القمر، مؤمنًا الحفاظ على نظافة الشباك وهو ما كان ضروريًا لتحقيق الفوز المؤهل.
تأثير التأهل والآمال المستقبلية
يمثل هذا التأهل دفعة معنوية هائلة لكرة القدم الغانية على كافة المستويات. فبعد سنوات من الأداء المتقلب، عادت الثقة لتشكل جزءًا أساسيًا من روح الفريق. من المتوقع أن يؤدي هذا الإنجاز إلى زيادة الاهتمام باللعبة بين الشباب الغاني، وتشجيع الاستثمار في البنى التحتية الرياضية ومراكز تدريب الناشئين.
على الصعيد الاقتصادي، يمكن أن يعزز التأهل السياحة ويجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى زيادة الانتماء الوطني والفخر بين المواطنين. سيكون أمام الجهاز الفني للمنتخب الغاني الآن متسع من الوقت للتحضير لكأس العالم 2026، والعمل على بناء فريق متكامل قادر على المنافسة بقوة وتمثيل أفريقيا بأفضل شكل ممكن. الهدف لن يقتصر على مجرد المشاركة، بل على تجاوز الإنجازات السابقة وتقديم أداء يترك بصمة في تاريخ البطولة.
يتطلع عشاق كرة القدم في غانا إلى رؤية "النجوم السوداء" وهم يتنافسون ضد أفضل المنتخبات العالمية، ويثبتون أن هذا الجيل لديه القدرة على تحقيق الأحلام وإلهام الأجيال القادمة.





