مهرجان الجونة السينمائي يكرّم المدير السابق انتشال التميمي تقديراً لمسيرته
أعلن مهرجان الجونة السينمائي مؤخرًا عن تكريم خاص لشخصية محورية في مسيرته، وهو انتشال التميمي، المدير السابق للمهرجان وخبير المهرجانات السينمائية البارز. يأتي هذا التكريم عرفانًا وتقديراً لدوره البارز والمؤسس الذي لعبه في إطلاق وتطوير المهرجان منذ نشأته، والذي ساهم في ترسيخ مكانته كواحد من أبرز الفعاليات السينمائية في المنطقة العربية والعالم. ويؤكد هذا الاحتفاء على الاعتراف بالجهود الكبيرة والرؤية الثاقبة التي قدمها التميمي خلال سنوات إدارته.

خلفية: مسيرة انتشال التميمي مع مهرجان الجونة
يُعد انتشال التميمي، الناقد السينمائي العراقي المرموق والمبرمج والمخرج الفني، من الشخصيات التي كرّست حياتها لخدمة الفن السابع. قبل انضمامه لمهرجان الجونة، كانت له مسيرة حافلة في عالم المهرجانات، اكتسب خلالها خبرة واسعة في التنظيم والبرمجة الفنية، مما جعله اسماً لامعاً في الأوساط السينمائية. هذه الخبرة كانت أساسية عند تكليفه بمهمة تأسيس مهرجان الجونة السينمائي.
منذ الدورة الأولى للمهرجان في عام 2017، شغل التميمي منصب المدير الفني، ثم المدير التنفيذي، حيث كان العقل المدبر وراء صياغة هويته وبرامجه. وقد أُسندت إليه مهمة وضع الرؤية الفنية والبرامجية التي تهدف إلى جذب أفضل الأفلام العربية والعالمية، وتقديم منصة للمواهب الصاعدة، وتعزيز الحوار الثقافي. وتحت إدارته، شهد المهرجان نمواً سريعاً، وتحول إلى حدث سينمائي دولي يحظى باهتمام واسع من قبل صناع السينما والنقاد والجمهور.
- وضع الأسس الفنية: صمم التميمي الهيكل الفني والبرمجي للمهرجان، مما أدى إلى تقديم مزيج متنوع من الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة.
 - دعم صناعة السينما: أطلق قسم “منصة الجونة السينمائية”، الذي أصبح محركاً رئيسياً لدعم المشاريع السينمائية العربية في مراحلها المختلفة، من التطوير إلى ما بعد الإنتاج، من خلال تقديم منح وجوائز وتحفيزات.
 - جذب النجوم وصناع الأفلام: بفضل شبكة علاقاته الواسعة وخبرته، نجح في استقطاب شخصيات سينمائية عالمية ومحلية مرموقة للمشاركة في فعاليات المهرجان وورش عمله.
 - تعزيز الحضور الدولي: ساهم في بناء جسور التواصل بين السينما العربية والساحة العالمية، مما فتح آفاقاً جديدة للتعاون والتبادل الثقافي.
 
بعد عدة دورات ناجحة، انتقل التميمي من منصبه كمدير تنفيذي لينضم إلى عضوية المجلس الاستشاري الدولي لمهرجان الجونة السينمائي، وهو ما يؤكد استمرار ارتباطه بالمهرجان ورغبته في مواصلة تقديم خبراته من منظور استشاري.
تفاصيل التكريم وأهميته
يأتي هذا التكريم ليعكس مدى تقدير إدارة مهرجان الجونة السينمائي والأوساط الفنية في مصر والعالم العربي لإسهامات انتشال التميمي. على الرغم من أن تفاصيل موعد ومراسم التكريم قد تختلف، إلا أنه يُتوقع أن يكون جزءاً من فعاليات الدورة القادمة أو إحدى الفعاليات الرئيسية للمهرجان، حيث يتم تسليط الضوء على إنجازاته وتقدير مسيرته.
الدافع وراء هذا التكريم يتجاوز مجرد كونه لفتة تقديرية؛ إنه اعتراف بالدور الأساسي الذي لعبه التميمي في بناء صرح ثقافي وسينمائي ضخم. لقد كانت رؤيته هي التي رسمت ملامح مهرجان الجونة، وجعلته ليس مجرد عرض للأفلام، بل منصة شاملة للصناعة، تشجع على الإنتاج المشترك، وتدعم المواهب، وتوفر فرصاً للتعليم والتدريب من خلال ورش العمل والندوات. هذا التكريم يسلط الضوء على قيمة العمل المؤسسي والإدارة الفنية الاحترافية في إنجاح المشاريع الثقافية الكبرى.
التأثير والسياق الأوسع
يمثل مهرجان الجونة السينمائي اليوم ركيزة أساسية في المشهد الثقافي المصري والعربي. لقد أصبح محطة مهمة لصناع السينما لعرض أعمالهم، وتبادل الخبرات، وإيجاد فرص تمويل لمشاريعهم. ويعود جزء كبير من هذا النجاح إلى الرؤية الاستراتيجية التي وضعها انتشال التميمي وفريقه في السنوات الأولى.
إن تكريم شخصية بحجم التميمي له دلالات عميقة؛ فهو ليس فقط احتفالاً بمسيرته المهنية الحافلة، بل هو أيضاً تأكيد على قيم الوفاء والتقدير للجهود التي تبذل في سبيل الارتقاء بالثقافة والفنون. كما يرسل هذا التكريم رسالة إيجابية إلى الأجيال الجديدة من صناع المهرجانات والعاملين في المجال الثقافي، مفادها أن العمل الجاد والإخلاص والرؤية يمكن أن تحدث فرقاً حقيقياً وتُخلّد في الذاكرة.
من المتوقع أن يلقى هذا التكريم ترحيباً واسعاً في الأوساط السينمائية، كونه يبرز نموذجاً يحتذى به في القيادة الفنية والإدارة الثقافية. إن إرث انتشال التميمي في مهرجان الجونة السينمائي سيظل حياً ومؤثراً، سواء من خلال البرامج التي أطلقها أو من خلال الروح التي غرسها في المهرجان، والتي تستمر في توجيه مساره نحو التميز.
يؤكد هذا التكريم على أن مهرجان الجونة، في سعيه الدائم نحو التجديد والتطور، لا ينسى جذوره ولا يغفل عن تكريم من ساهموا في بناء هذه الجذور وترسيخها. إنه فصل جديد في قصة طويلة من النجاحات والتقدير، يسطره مهرجان الجونة السينمائي لشخصية استثنائية تركت بصمة لا تُمحى في تاريخه.




