مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي في نسخته الثالثة يُكرم الفنان الإماراتي عبد الله مسعود
أعلن مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي، في بيان صدر مؤخرًا خلال أواخر شهر أكتوبر، عن تفاصيل دورته الثالثة المرتقبة، والتي ستقام في الفترة من 10 وحتى 14 نوفمبر، مستضيفةً إياها أكاديمية الفنون العريقة بالقاهرة. ويأتي هذا الإعلان محملاً بخبرٍ هام، حيث قررت إدارة المهرجان، برئاسة الدكتورة داليا همام، تكريم قامة فنية كبيرة في مجال فنون الطفل العربي، وهو الفنان الإماراتي القدير عبد الله مسعود. يمثل هذا التكريم اعترافاً بمسيرة طويلة ومؤثرة في خدمة الطفولة عبر الفن، وتأكيداً على الدور الحيوي الذي يلعبه المهرجان في دعم وتطوير المحتوى الموجه للأطفال في العالم العربي.

خلفية وأهداف مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي
تأسس مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي ليُشكل منارة ثقافية وفنية تركز على عالم الطفل الغني بالإبداع والخيال. منذ انطلاقته، سعى المهرجان إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز الوعي الثقافي والفني لدى الأطفال، وتنمية مهاراتهم الإبداعية، وصقل مواهبهم في مختلف المجالات الفنية. لم يكن المهرجان مجرد حدث ترفيهي، بل منصة تعليمية وتثقيفية تسعى لتقديم محتوى هادف يواكب التحديات المعاصرة، مع الحفاظ على الهوية العربية الأصيلة والقيم الإيجابية. من خلال دوراته السابقة، نجح المهرجان في استقطاب اهتمام واسع من الفنانين والمربين والجمهور، ليصبح حدثاً سنوياً ينتظره الكثيرون كفرصة للاحتفاء بالطفولة والإبداع.
ويهدف المهرجان إلى تحقيق ما يلي:
- تشجيع إنتاج محتوى فني وثقافي عالي الجودة وموجه للطفل العربي.
- اكتشاف المواهب الفنية الشابة وتوفير الدعم اللازم لتطويرها.
- تعزيز تبادل الخبرات بين الفنانين والمختصين في مجال فنون الطفل من مختلف الدول العربية.
- نشر الوعي بأهمية الفن في تربية الأطفال وتكوين شخصيتهم.
- تقديم ورش عمل تفاعلية وعروض فنية ومسرحية موجهة للأطفال.
- بناء جسور التواصل الثقافي بين أطفال العرب، وتعريفهم بتراثهم المشترك.
مسيرة الفنان المكرم: عبد الله مسعود وإرثه الفني
يعد الفنان الإماراتي عبد الله مسعود من الرواد الذين كرسوا حياتهم لخدمة فنون الطفل في الخليج والعالم العربي. تمتد مسيرته الفنية لعقود، وقد تنوعت إسهاماته بين المسرح والتلفزيون والعمل الإذاعي، إضافة إلى دوره البارز في فن العرائس والدوبلاج. اشتهر مسعود بتقديمه شخصيات أيقونية تركت بصمة في ذاكرة أجيال من الأطفال، وغالباً ما كانت أعماله تحمل رسائل تربوية وأخلاقية عميقة، مقدمةً في قالب فني شيق وممتع. لقد ساهم بفعالية في تطوير المحتوى الموجه للطفل، مؤمناً بأن الفن هو الأداة الأقوى لتشكيل الوعي وبناء القيم. تكريمه في هذا المهرجان ليس مجرد لفتة تقديرية لشخصه، بل هو تكريم لكل فنان وهب جهده وطاقته لإثراء عالم الطفولة وإرساء دعائم الإبداع في نفوس الصغار.
من أبرز جوانب مسيرة الفنان مسعود:
- الريادة في مسرح الطفل: حيث قدم عروضاً مسرحية مخصصة للأطفال تتناول قضاياهم وتنمي خيالهم.
- التلفزيون والبرامج التعليمية: شارك في إنتاج وتقديم برامج تلفزيونية تعليمية وترفيهية نالت شعبية واسعة.
- فن العرائس والدوبلاج: يعتبر من أمهر العاملين في هذا المجال، حيث أضفى صوته وحركاته على العديد من الشخصيات المحبوبة.
- التأثير التربوي: امتازت أعماله بقدرتها على توصيل القيم والمفاهيم الإيجابية بطريقة غير مباشرة وممتعة للأطفال.
أهمية التكريم والفعاليات المصاحبة
يأتي تكريم عبد الله مسعود في الدورة الثالثة للمهرجان ليؤكد على فلسفة المهرجان في الاحتفاء بالرموز الفنية التي أثرت المشهد الثقافي العربي الموجه للأطفال. هذا التكريم ليس مجرد جائزة، بل هو رسالة إلى الأجيال الجديدة من الفنانين والمبدعين، تحثهم على المثابرة والعطاء في مجال فنون الطفل. ومن المتوقع أن يشهد المهرجان هذا العام برنامجاً حافلاً بالفعاليات المتنوعة التي تلبي اهتمامات الأطفال وأسرهم. ستشمل الفعاليات عروضاً مسرحية تفاعلية، وورش عمل فنية تشمل الرسم والنحت والحكي، بالإضافة إلى عروض سينمائية لأفلام أطفال عربية وعالمية حائزة على جوائز. كما سيتخلل المهرجان ندوات ومحاضرات يشارك فيها نخبة من المتخصصين في تربية الطفل والفن، لمناقشة التحديات والفرص في إنتاج محتوى عربي عالي الجودة للطفل.
تهدف هذه الفعاليات إلى:
- توفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار لدى الأطفال.
- إتاحة الفرصة للأطفال لمشاهدة أعمال فنية مميزة والتفاعل معها.
- تعزيز دور أولياء الأمور والمربين في اختيار المحتوى الفني المناسب لأطفالهم.
- الاحتفاء بالتنوع الثقافي في العالم العربي من خلال العروض المختلفة.
أكاديمية الفنون: حاضنة الإبداع
يُعد اختيار أكاديمية الفنون في القاهرة لاستضافة فعاليات المهرجان قراراً استراتيجياً يعكس الأهمية التي توليها الإدارة لجودة المكان وتأثيره. فالأكاديمية، بصفتها صرحاً أكاديمياً رائداً في مجال الفنون، توفر بيئة مثالية للفعاليات الفنية والثقافية. تتميز بمرافقها المتطورة ومسارحها المجهزة التي ستسهم في تقديم عروض المهرجان بأعلى مستويات الجودة. كما أن وجود الأكاديمية كمركز رئيسي لتأهيل الفنانين والمبدعين، يعزز من رسالة المهرجان في ربط الأجيال الشابة بالخبرات الفنية الأصيلة، ويوفر للزوار والمشاركين فرصة فريدة للاطلاع على تقنيات الفن المختلفة واستلهام الإبداع في بيئة أكاديمية راقية.
الرؤية المستقبلية وتأثير المهرجان
مع كل دورة، يرسخ مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي مكانته كأحد أهم الفعاليات الثقافية الموجهة للطفولة في المنطقة. تسعى الدكتورة داليا همام وفريق عمل المهرجان إلى توسيع نطاق تأثيره، ليشمل ليس فقط الاحتفال بالفن، بل أيضاً المساهمة الفعالة في صياغة مستقبل المحتوى الثقافي والتعليمي للأطفال. من خلال تقديم نماذج إبداعية وتكريم الرواد، يهدف المهرجان إلى إلهام جيل جديد من المبدعين، وتعزيز الوعي بأهمية الاستثمار في ثقافة الطفل، كركيزة أساسية لبناء مجتمعات عربية مزدهرة ومبتكرة. يتطلع القائمون على المهرجان إلى أن تكون الدورة الثالثة نقطة انطلاق لمزيد من المبادرات التي تعزز دور الفن في تنمية شخصية الطفل العربي، وتفتح له آفاقاً جديدة من المعرفة والمتعة.




