مهرجان الملصق الدولي في الإمارات: نافذة فنية لتعزيز التواصل الإنساني
شهدت دبي، في مطلع شهر نوفمبر الجاري، افتتاح الدورة السابعة لمهرجان الإمارات الدولي للملصق، الذي يُنظم بالشراكة بين ندوة الثقافة والعلوم والهيئة الدولية للملصق. ويستمر هذا الحدث الفني البارز حتى الخامس عشر من نوفمبر في مقر ندوة الثقافة والعلوم، مقدماً منصة حيوية لترسيخ فن التواصل البشري عبر الملصق.

خلفية وأهداف المهرجان
تولى محمد أحمد المر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، افتتاح فعاليات المهرجان، بحضور عدد من الشخصيات البارزة على رأسها بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، ونائبه علي عبيد الهاملي، بالإضافة إلى كوكبة من المثقفين والمهتمين بالحراك الثقافي. يتزامن تنظيم المهرجان مع احتفاء دولة الإمارات بـ "عام المجتمع"، محولاً الفن البصري إلى ساحة ديناميكية للحوار المجتمعي والتبادل الثقافي بين الشعوب.
في سياق يتميز بهيمنة التكنولوجيا الرقمية وتراجع مساحات التواصل التقليدية، يبرز المهرجان، في نسخته السابعة، قدرة الملصق المستمرة على العمل كقوة اتصال فاعلة. ويسعى الحدث إلى بناء جسور بين الثقافات وتعزيز القيم المشتركة، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات التي تخصص شعاراً سنوياً يوجه مسار العمل الوطني.
دور المهرجان في دعم الإبداع
أكد محمد أحمد المر على الأهمية الجوهرية لهذه المبادرات في خلق فرص جديدة لأجيال المصممين ليشاركوا بفاعلية في مجتمعاتهم ويسهموا في تشكيل الوعي وإحداث التغيير. وأعرب عن إعجابه الكبير بالتنوع في التفسيرات البصرية التي قدمها المصممون والطلاب من مختلف أنحاء العالم لشعار "عام المجتمع"، مشيداً بالدور المحوري للمهرجان وندوة الثقافة والعلوم في نشر ثقافة التصميم على المستويين المحلي والعالمي.
من جانبه، أوضح بلال البدور أن المهرجان يتسق مع رؤية الإمارات في توظيف الفن كأداة لتعزيز الروابط الثقافية وتوطيد القيم المشتركة. ولفت إلى أن المشاركة النوعية لفنانين من أنحاء العالم تعد دليلاً ساطعاً على حيوية فن الملصق وقدرته على ترجمة الرؤى الإبداعية إلى لغة بصرية عالمية جامعة.
المشاركات والرؤى الفنية
شهدت الدورة الحالية مشاركة متميزة من الطلاب، الذين شكلوا حوالي 30% من إجمالي الأعمال المعروضة. وإلى جانبهم، عرض 50 مصمماً من داخل الدولة أعمالاً فنية استلهمت قيم المجتمع، البيئة، والعلاقات الإنسانية، ما يعكس ثراء المشهد الإبداعي المحلي. ويحتضن المهرجان نحو 500 عمل فني من 60 دولة، تجسد جميعها رؤى فنية متنوعة لمفهوم "عام المجتمع"، مسلطة الضوء على قضايا عالمية مشتركة.
التكريم وأهمية الحدث
كرّم المهرجان المصمم الإيطالي العالمي أرمندو ميلاني كضيف شرف، تقديراً لإسهاماته البارزة وأعماله الإنسانية والبيئية المعروفة، ومنها ملصق الأمم المتحدة الشهير "War Peace" (الحرب والسلام). يؤكد هذا التكريم على الدور المحوري للفن في التعبير عن قضايا الإنسانية ونشر رسائل السلام والتوعية.
في الختام، يعزز مهرجان الإمارات الدولي للملصق مكانة الدولة كجسر عالمي للحوار الثقافي ومركز للإبداع البصري. يسعى المهرجان إلى توظيف التصميم كأداة فعالة لخدمة الإنسان والمجتمع، مما يؤكد على التزام الإمارات بتعزيز الفنون والثقافة كركيزة أساسية للتنمية البشرية.




