مهرجان حرير للطبخ التقليدي المنزلي: احتفاء بالموروث الأصيل
اختتمت فعاليات مهرجان الطبخ التقليدي المنزلي في بلدة حرير يوم الأحد، 29 أكتوبر 2023، بعد ثلاثة أيام حافلة بالنكهات الأصيلة والأنشطة الثقافية التي استقطبت آلاف الزوار من مختلف المناطق. وقد مثل المهرجان، الذي انطلق يوم الجمعة، مناسبة فريدة للاحتفاء بالمأكولات المحلية التي توارثتها الأجيال، مؤكداً على أهمية الحفاظ على جزء حيوي من الهوية الثقافية للمجتمع.

الخلفية والأهمية الثقافية
تُعرف بلدة حرير بتاريخها العريق وموروثها الثقافي الغني، حيث تُعد مهدًا للعديد من الحرف اليدوية والتقاليد العريقة، ومن أبرزها فن الطبخ المنزلي الذي يعتمد على المكونات المحلية الطازجة. يأتي تنظيم هذا المهرجان، الذي يُعقد سنويًا، استجابةً لحاجة ملحة للحفاظ على هذه التقاليد الغذائية الأصيلة من الاندثار في ظل تسارع وتيرة الحياة الحديثة وتغير الأنماط الغذائية. يهدف المهرجان إلى:
- توثيق ونقل الوصفات التقليدية: تشجيع الأجيال الشابة على تعلم وإتقان فنون الطبخ القديمة.
- دعم المنتجات المحلية: تسليط الضوء على جودة وفرادَة المكونات الغذائية التي تنتجها مزارع حرير والقرى المحيطة بها.
- تعزيز السياحة الثقافية: جذب الزوار للتعرف على تراث البلدة الغني والمساهمة في تنشيط اقتصادها المحلي.
- توطيد الروابط المجتمعية: توفير منصة للقاء وتبادل الخبرات بين ربات البيوت والطهاة وهواة الطبخ.
أبرز الفعاليات والأنشطة
شهد المهرجان هذا العام برنامجًا حافلًا ومتنوعًا حظي بإقبال واسع، كان من أبرز فعالياته:
- مسابقات الطبخ التراثي: تنافست فيها عشرات السيدات من كبار السن والشابات في إعداد أطباق تقليدية معقدة، مثل «المقلوبة الحريرية» و«خبز التنور بالزعتر البلدي»، مع التركيز على دقة المكونات وطرق التحضير الأصيلة. حظيت لجنة التحكيم، المكونة من خبراء في الطهي المحلي، بمهمة صعبة في اختيار الفائزين نظرًا للمستوى الرفيع للمشاركات.
- ورش عمل تفاعلية: استهدفت هذه الورش الأطفال والشباب لتعليمهم أساسيات الطبخ المنزلي التقليدي، وكيفية التعرف على الأعشاب والنباتات المحلية المستخدمة في التوابل. وقد لاقت هذه الورش صدى إيجابيًا كبيرًا في غرس حب التراث الغذائي في نفوس الأجيال الصاعدة.
- معرض المنتجات الريفية: ضم المعرض مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية العضوية التي تنتجها مزارع حرير، مثل زيت الزيتون البكر، العسل الطبيعي، المربيات المنزلية، والألبان ومشتقاتها، بالإضافة إلى الحرف اليدوية التي تعكس أصالة البلدة.
- جلسات تذوق الأطباق الشعبية: أُتيحت للزوار فرصة تذوق عشرات الأطباق التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من المائدة الحريرية، مما أتاح لهم تجربة حسية فريدة للتعرف على تنوع النكهات المحلية.
الأثر والتطلعات المستقبلية
لقد تجاوز مهرجان الطبخ التقليدي المنزلي في حرير كونه مجرد حدث ترفيهي ليصبح ركيزة أساسية في استراتيجية البلدة للحفاظ على موروثها الثقافي. فقد ساهم في:
- التمكين الاقتصادي: دعم العديد من الأسر المنتجة والحرفيين المحليين عبر توفير منصة لبيع منتجاتهم.
- التبادل المعرفي: خلق بيئة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الأجيال المختلفة حول أساليب الطهي ومكوناته.
- تنشيط الحركة السياحية: وضع حرير على الخريطة السياحية كوجهة للراغبين في استكشاف الثقافة المحلية الأصيلة.
ومع اختتام نسخة هذا العام بنجاح باهر، يتطلع المنظمون إلى توسيع نطاق المهرجان في السنوات القادمة ليشمل المزيد من الأنشطة التفاعلية والشراكات مع مؤسسات ثقافية أخرى، وذلك لضمان استمرارية رسالته النبيلة في الاحتفاء بالموروث الأصيل لبلدة حرير وتعزيز مكانته كرمز للنكهة والتقاليد.





