مهرجان وهران للفيلم العربي: تكريم فن السينما بحضور النجوم
انطلقت فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، في أجواء احتفالية بهيجة شهدت حضورًا لافتًا من نجوم الفن وصناع السينما والشخصيات الرسمية. وقد افتتح المهرجان مساء يوم الخميس 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ليمثل محطة جديدة في مسيرة تكريم الإبداع السينمائي العربي والاحتفاء بتاريخه العريق ومستقبله الواعد. وشهدت مدينة وهران، التي احتضنت هذه التظاهرة الفنية الكبرى، حراكًا ثقافيًا وفنيًا كثيفًا، مؤكدةً بذلك مكانتها كقلب نابض للسينما العربية.
تاريخ المهرجان وأهميته في المشهد السينمائي
يُعد مهرجان وهران للفيلم العربي أحد أبرز الملتقيات السينمائية في المنطقة، حيث تأسس بهدف دعم وترويج السينما العربية، وتوفير منصة للتعبير عن قضاياها وتطلعاتها. منذ دوراته الأولى، سعى المهرجان إلى جمع صناع السينما من مختلف الدول العربية، وتعزيز التبادل الثقافي والفني بينهم. وقد شهد المهرجان على مر السنين تطورًا ملحوظًا في حجم المشاركة وتنوع الأفلام المعروضة، مما جعله محطة أساسية للمهنيين والنقاد والجمهور على حد سواء. وتهدف كل دورة إلى تسليط الضوء على أبرز الإنجازات السينمائية، وتشجيع المواهب الجديدة، وتكريم الرواد الذين أثروا الشاشة العربية.
أبرز فعاليات الدورة الثالثة عشرة وتكريمات النجوم
تمحورت فعاليات الدورة الثالثة عشرة حول برنامج ثري ومتنوع، شمل عروضًا سينمائية لمجموعة واسعة من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية، التي تعكس ثراء وتنوع الإنتاج السينمائي العربي المعاصر. وقد حرص المنظمون على استضافة نخبة من نجوم السينما العربية، الذين شاركوا في الندوات والمحاضرات وورشات العمل المخصصة لمناقشة تحديات الصناعة وآفاقها المستقبلية. وكانت لحظات التكريم من أبرز سمات هذه الدورة، حيث تم الاحتفاء بعدد من الشخصيات السينمائية البارزة التي تركت بصماتها الواضحة في تاريخ السينما العربية، تقديرًا لمسيرتهم الفنية الطويلة وعطاءاتهم الإبداعية.
تضمنت قائمة التكريمات، على سبيل المثال لا الحصر، أسماء لـمخرجين مخضرمين وممثلين كبار أسهموا في تشكيل الوعي السينمائي، بالإضافة إلى الاحتفاء ببعض الوجوه الشابة الواعدة التي بدأت تفرض نفسها بقوة في الساحة الفنية. كما شهدت هذه الدورة تركيزًا على الأفلام التي تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة، مما يعزز دور السينما كوسيلة للتعبير عن الواقع والتأثير فيه. وساهمت العروض النقاشية بعد كل فيلم في إثراء الحوار بين الجمهور وصناع الأفلام، مما يرسخ البعد التفاعلي للمهرجان.
دور المهرجان في دعم وتطوير السينما العربية
يمثل مهرجان وهران للفيلم العربي أكثر من مجرد تظاهرة فنية سنوية؛ إنه منبر حيوي لدعم وتطوير صناعة السينما في العالم العربي. يساهم المهرجان في عدة جوانب محورية، منها:
- تعزيز الإنتاج السينمائي: من خلال توفير منصة لعرض الأفلام وتشجيع الاستثمار فيها، مما يسهم في زيادة وتنوع الإنتاج.
 - اكتشاف المواهب: يُقدم المهرجان فرصًا ثمينة للمخرجين والمنتجين الجدد لعرض أعمالهم والحصول على التقدير اللازم.
 - التبادل الثقافي والمعرفي: يجمع المهرجان شخصيات من خلفيات ثقافية متنوعة، مما يفتح آفاقًا للحوار وتبادل الخبرات والأفكار بين صناع السينما العرب ونظرائهم العالميين.
 - التعليم والتكوين: تُعقد على هامش المهرجان ورش عمل متخصصة ودورات تدريبية تهدف إلى صقل مهارات الشباب المهتمين بالصناعة السينمائية.
 - الترويج للسينما العربية دوليًا: يساهم الحضور الإعلامي والنقدي الدولي في المهرجان في التعريف بالسينما العربية وتقديمها لجمهور أوسع خارج المنطقة.
 
إن الأجواء الاحتفالية التي ترافق المهرجان، إلى جانب البرامج الفنية والمهنية المكثفة، تؤكد على التزام القائمين عليه بتعزيز مكانة السينما العربية كقوة ثقافية مؤثرة. كما يسعى المهرجان إلى الحفاظ على التراث السينمائي العربي مع الانفتاح على الأساليب والتقنيات الحديثة، لضمان استمرارية تطور هذا الفن العريق.
نظرة مستقبلية
بختام فعاليات الدورة الثالثة عشرة، يجدد مهرجان وهران للفيلم العربي عهده بأن يظل منارة للإبداع السينمائي، ومركزًا لاحتضان المواهب، وملتقى لجميع عشاق الفن السابع. ويتطلع المنظمون والجمهور على حد سواء إلى دورات قادمة تحمل المزيد من الإبهار والتميز، وتواصل مسيرة تكريم فن السينما بحضور نجومها، مع الحفاظ على رسالته الأساسية في دعم الإنتاج العربي وتعميق الحوار الثقافي.





