مواجهة مصيرية بين السعودية والعراق لحسم التأهل إلى كأس العالم 2026
تتجه أنظار عشاق كرة القدم الآسيوية يوم الثلاثاء المقبل إلى ملعب "الجوهرة المشعة" في مدينة جدة، حيث يستضيف المنتخب السعودي نظيره المنتخب العراقي في مباراة حاسمة ضمن الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026. تحمل المباراة أهمية قصوى لكلا الفريقين، حيث يسعى "الأخضر" السعودي لتأكيد صدارته للمجموعة وحسم بطاقة التأهل المباشر، بينما يأمل "أسود الرافدين" في تحقيق فوز ثمين يقلب موازين المجموعة ويقربه من الحلم المونديالي.
خلفية المواجهة وأهميتها
تُعد هذه المباراة ذروة المنافسة في المجموعة، التي شهدت أداءً قوياً من المنتخبين على مدار الجولات السابقة. يدخل المنتخب السعودي اللقاء وهو متسلح بعاملي الأرض والجمهور، إضافة إلى سجله المميز في التصفيات حتى الآن والذي لم يشهد أي خسارة. وتاريخياً، دائماً ما اتسمت مواجهات الفريقين بالندية والإثارة الكبيرة، مما يضيف بعداً آخر من الترقب لهذا اللقاء الذي لا يقبل القسمة على اثنين بالنسبة للمنتخب العراقي، بينما يكفي التعادل أصحاب الأرض لضمان العبور رسمياً إلى النهائيات.
موقف الفريقين في المجموعة
قبل هذه الجولة الحاسمة، يتصدر المنتخب السعودي ترتيب المجموعة برصيد 10 نقاط، جمعها من ثلاثة انتصارات وتعادل وحيد، مسجلاً 8 أهداف ومستقبلاً هدفاً واحداً فقط، مما يعكس قوته الدفاعية والهجومية. وفي المقابل، يحتل المنتخب العراقي المركز الثاني برصيد 7 نقاط، من فوزين وتعادل وهزيمة. هذا الترتيب يضع ضغطاً كبيراً على الفريق الضيف الذي يحتاج إلى الفوز لتقليص الفارق إلى نقطة واحدة وانتظار الجولات الأخيرة، بينما يمنح الأفضلية للمنتخب السعودي الذي يمكنه حسم الأمور مبكراً.
- المنتخب السعودي: المركز الأول - 10 نقاط
 - المنتخب العراقي: المركز الثاني - 7 نقاط
 - المنتخب الأردني: المركز الثالث - 4 نقاط
 - منتخب عمان: المركز الرابع - 1 نقطة
 
تحضيرات واستعدادات المنتخبين
أنهى المنتخب السعودي، تحت قيادة مدربه الإيطالي روبرتو مانشيني، استعداداته للمباراة بمعسكر تدريبي مغلق في جدة، ركز خلاله الجهاز الفني على الجوانب التكتيكية والبدنية. ووفقاً لمصادر مقربة من المعسكر، عمل مانشيني على تطبيق خطط لعب متنوعة للتعامل مع أسلوب المنتخب العراقي الذي يعتمد على الضغط العالي والتحولات السريعة. وشهدت التدريبات الأخيرة مشاركة جميع اللاعبين الأساسيين، ومن بينهم القائد سالم الدوسري والمهاجم فراس البريكان، مما يعكس جاهزية الفريق الكاملة. ومن المتوقع أن يعتمد الأخضر على الاستحواذ على الكرة والضغط على المنافس في نصف ملعبه.
على الجانب الآخر، وصل المنتخب العراقي إلى جدة مساء الأحد، وخاض حصتين تدريبيتين بقيادة مدربه الإسباني خيسوس كاساس، الذي أكد على ضرورة التركيز الذهني العالي واستغلال الفرص المتاحة أمام مرمى الخصم. وقد ركز كاساس في تدريباته على تعزيز الجانب الدفاعي وتنظيم الهجمات المرتدة السريعة، معتمداً على سرعة لاعبيه في الأطراف مثل علي جاسم وقدرة المهاجم أيمن حسين على إنهاء الهجمات. وقد شدد المدرب على لاعبيه أهمية اللعب بثقة وعدم التأثر بالضغط الجماهيري المتوقع.
التوقعات والسيناريوهات المحتملة
وفقاً للمعطيات الحالية، يمتلك المنتخب السعودي عدة سيناريوهات لضمان التأهل. الفوز أو التعادل يضمن له بطاقة العبور المباشر إلى المونديال دون انتظار نتائج الجولات المتبقية، وهو ما سيسعى الفريق لتحقيقه لتجنب أي حسابات معقدة لاحقاً. أما بالنسبة للمنتخب العراقي، فلا بديل أمامه عن الفوز للحفاظ على آماله قوية في المنافسة على البطاقة المباشرة، حيث إن أي نتيجة أخرى ستعقد من مهمته بشكل كبير، وقد تدفعه إلى خوض الملحق الآسيوي كأفضل الاحتمالات. من المتوقع أن تشهد المباراة صراعاً تكتيكياً بين خبرة المدرب مانشيني في إدارة المباريات الكبرى ورغبته في فرض السيطرة، وحماس ورغبة لاعبي العراق في تحقيق إنجاز تاريخي طال انتظاره منذ مونديال 1986.





