مواكبة للافتتاح المرتقب: تريند "الصور الفرعونية" يجتاح الشبكات الاجتماعية في مصر
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر خلال الفترة الأخيرة انتشاراً واسعاً لظاهرة جديدة، تمثلت في مشاركة آلاف المستخدمين لصور شخصية مُعدّلة رقمياً تظهرهم بالزي الفرعوني القديم. وتأتي هذه الموجة الرقمية، التي أُطلق عليها "تريند الصور الفرعونية"، في سياق حالة من الترقب والشغف العام تسبق الافتتاح الرسمي الوشيك للمتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي الذي يُنتظر أن يكون الأضخم من نوعه على مستوى العالم.

التكنولوجيا وراء الظاهرة
تعتمد هذه الظاهرة بشكل أساسي على تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع الويب التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور. يقوم المستخدمون بتحميل صورهم الشخصية، لتقوم خوارزميات متقدمة بمعالجتها ودمج ملامح وجوههم مع أزياء وملابس ومجوهرات وتيجان مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة. والنتيجة هي صور ذات طابع فني فريد تحاكي شكل الملوك والملكات والنبلاء الفراعنة، وهو ما لاقى قبولاً وتفاعلاً كبيراً بين مختلف الفئات العمرية، الذين سارعوا إلى تغيير صور ملفاتهم الشخصية ومشاركة إبداعاتهم الرقمية مع أصدقائهم ومتابعيهم.
خلفية عن المتحف المصري الكبير
يعد الحماس المحيط بافتتاح المتحف المصري الكبير هو المحرك الرئيسي لهذا التريند. فالمتحف ليس مجرد صرح ثقافي جديد، بل هو مشروع قومي عملاق استغرق بناؤه سنوات طويلة ويقع على مقربة من أهرامات الجيزة، مما يمنحه موقعاً استراتيجياً فريداً. ويهدف المشروع إلى أن يكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ومن أبرز معالمه:
- مساحة ضخمة: يمتد المتحف على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع، مما يجعله قادراً على عرض عدد هائل من القطع الأثرية.
- كنوز توت عنخ آمون: لأول مرة في التاريخ، سيتم عرض مجموعة كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون كاملة، والتي تتجاوز 5000 قطعة، في مكان واحد.
- تصميم عصري: يتميز المتحف بتصميم معماري حديث يراعي أحدث أساليب العرض المتحفي التفاعلي، بهدف تقديم تجربة ثقافية وتعليمية غامرة للزوار.
- أهمية سياحية واقتصادية: من المتوقع أن يساهم افتتاح المتحف في إحداث طفرة كبيرة في قطاع السياحة المصري، وجذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم سنوياً.
الدلالات الثقافية والتسويقية للتريند
لا يمكن اعتبار هذا التريند مجرد موجة ترفيهية عابرة، بل يحمل دلالات أعمق. فهو يعكس حالة من الفخر والاعتزاز بالهوية والتاريخ المصري، حيث يجد المستخدمون في هذه الصور وسيلة عصرية للتعبير عن انتمائهم لحضارة عريقة. ومن ناحية أخرى، تعمل هذه الظاهرة كحملة ترويجية شعبية وغير رسمية للمتحف الكبير. فكل صورة يتم نشرها تساهم في زيادة الوعي والترقب للحدث الكبير، وتصل إلى شرائح واسعة من الجمهور المحلي والدولي بطريقة عفوية وجذابة، وهو ما يعتبر تسويقاً رقمياً ناجحاً لم يكن مخططاً له. لقد نجح هذا التفاعل الرقمي في ربط جيل جديد من الشباب بتاريخ أجدادهم، محولاً التكنولوجيا الحديثة إلى جسر للتواصل مع الماضي العريق قبل لحظات من الكشف عن مستقبل التراث المصري في صرحه الجديد.





