انطلاق الدورة الثانية للأيام الثقافية الدولية لفن الطبخ في تونس بشعار "طعامك هويتك" (30 أكتوبر – 1 نوفمبر 2025)

تفيد الأنباء الصادرة بتاريخ 26 أكتوبر 2025، أن تونس تستعد لاحتضان الدورة الثانية من الأيام الثقافية الدولية لفن الطبخ، وهي فعالية مرموقة تُقام تحت شعار "طعامك هويتك". تنطلق هذه الأيام الثقافية في العاصمة تونس وتستمر لمدة ثلاثة أيام، من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2025. وتُعتبر هذه المبادرة، التي يحتضنها مقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (UTICA)، منصة رئيسية لتعزيز الحوار الثقافي من خلال فنون الطهي وتقديم المأكولات التونسية الأصيلة للعالم.

تأتي هذه الدورة الثانية لتؤكد على النجاح الذي حققته الدورة الأولى، وتُبرز الأهمية المتزايدة التي توليها تونس لفن الطبخ كعنصر أساسي في هويتها الثقافية والتراثية. وتهدف الفعالية إلى جمع الطهاة وخبراء التغذية والباحثين في مجال المطبخ من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى الجمهور العام، للمشاركة في تجربة غنية تجمع بين التذوق والتعلم والاحتفاء بالتنوع الثقافي.

خلفية وأهمية الأيام الثقافية الدولية لفن الطبخ

تُعد المأكولات جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي لأي أمة، وهي تعكس تاريخها وجغرافيتها وتقاليدها الاجتماعية. ومن هذا المنطلق، تُقدم الأيام الثقافية الدولية لفن الطبخ مقاربة فريدة للتبادل الثقافي، حيث يتجاوز الطعام كونه مجرد حاجة أساسية ليصبح لغة عالمية للتواصل والتفاهم. إن شعار "طعامك هويتك" يلخص بدقة هذه الفلسفة، مؤكدًا على أن كل طبق يحمل في طياته قصصًا وحكايات عن الشعوب التي أبدعته.

لطالما كانت تونس، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي عند مفترق الطرق بين أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، بوتقة تنصهر فيها الثقافات والحضارات. وقد أثر هذا التنوع الغني بشكل عميق على مطبخها، الذي يتميز بمزيج فريد من النكهات المتوسطية والعربية والأمازيغية. تهدف هذه الأيام الثقافية إلى تسليط الضوء على هذا التراث الغني، مع تشجيع الابتكار والحداثة في فنون الطهي.

يضطلع الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (UTICA) بدور محوري في تنظيم هذه الفعالية. وبصفته الممثل الرئيسي للقطاع الخاص في تونس، يسعى الاتحاد دائمًا لدعم الصناعات التقليدية والحرفية والتجارية، والتي تُعتبر المأكولات جزءًا لا يتجزأ منها. تُمثل استضافة UTICA لهذه الأيام الثقافية التزامًا بتعزيز الاقتصاد الثقافي المحلي وفتح آفاق جديدة للمنتجات التونسية على الصعيد الدولي.

برنامج الفعالية وأهدافها

من المتوقع أن يزخر برنامج الدورة الثانية بمجموعة واسعة من الأنشطة التي تُناسب مختلف الأذواق والاهتمامات. سيشمل البرنامج فعاليات رئيسية مثل:

ورش عمل تفاعلية وعروض طهي حية: يقودها طهاة مشهورون من تونس ودول أخرى، تُقدم خلالها أسرار تحضير الأطباق التقليدية والمعاصرة. ستُركز هذه الورش على استخدام المكونات المحلية والعضوية، وكيفية دمج التقنيات الحديثة مع الأصالة.
ندوات ومحاضرات: تتناول مواضيع مثل تاريخ فن الطبخ، دور الغذاء في تشكيل الهوية الثقافية، التغذية السليمة، والاستدامة في إنتاج الغذاء واستهلاكه. سيشارك فيها أكاديميون وخبراء في فنون الطهي والثقافة الغذائية.
معارض للمنتجات الغذائية التقليدية والحرفية: يشارك فيها صغار المنتجين والحرفيين التونسيين لعرض منتجاتهم الفريدة، من التوابل والزيوت التقليدية إلى الحلويات والمخبوزات المحلية. تُتيح هذه المعارض فرصة لتبادل الخبرات والترويج للمنتجات التونسية.
مسابقات فن الطبخ: تُشجع المواهب الصاعدة وطلاب معاهد الطهي على الابتكار وإبراز مهاراتهم في بيئة تنافسية ودية.
تجارب تذوق: توفر للزوار فرصة فريدة لتذوق مجموعة متنوعة من الأطباق التونسية والعالمية، مما يُعزز من تجربة الانغماس الثقافي.

تهدف هذه الأيام إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:

تعزيز مكانة تونس كوجهة سياحية وثقافية رائدة، خاصة في مجال سياحة تذوق الطعام.
تشجيع التبادل الثقافي بين الدول المشاركة من خلال اللغة العالمية للطعام.
الحفاظ على التراث الغذائي التونسي الأصيل وتوثيقه للأجيال القادمة.
دعم الصناعات الغذائية التقليدية والمنتجين المحليين من خلال توفير منصة لعرض منتجاتهم.
إلهام الجيل الجديد من الطهاة لابتكار وصفات جديدة تُحافظ على الأصالة وتُضيف لمسة عصرية.

الأثر المتوقع والآفاق المستقبلية

من المتوقع أن تُحدث الدورة الثانية للأيام الثقافية الدولية لفن الطبخ أثرًا إيجابيًا متعدد الأوجه. على الصعيد الثقافي، ستُعزز هذه الفعالية الوعي بأهمية التراث الغذائي وتُشجع على تقدير التنوع الثقافي العالمي. كما ستُسهم في بناء جسور التواصل بين الشعوب، حيث يُصبح الطعام نقطة التقاء للحضارات المختلفة.

أما على الصعيد الاقتصادي، فمن شأن هذه الأيام أن تُنشط حركة السياحة، وتجذب الزوار المهتمين بسياحة تذوق الطعام. وستُقدم دعمًا مباشرًا للمنتجين المحليين والحرفيين، مما يُسهم في خلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي. كما يمكن أن تُشجع على الاستثمار في القطاع الغذائي والصناعات المرتبطة به، بما في ذلك إنتاج المكونات العضوية والمتخصصة.

تُعد هذه الدورة خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانة تونس كمركز إقليمي ودولي للاحتفاء بفن الطبخ والثقافة الغذائية. وتُشير الاستعدادات الجارية إلى أن الفعالية ستكون تجربة غنية وملهمة لكل من يشارك فيها، مؤكدة على أن الطعام ليس مجرد حاجة جسدية، بل هو تعبير عميق عن الهوية الإنسانية والثراء الثقافي.

تُقام هذه الفعالية المنتظرة في قلب العاصمة تونس، في مقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (UTICA)، الذي يُوفر بيئة مثالية لاستضافة هذا التجمع الدولي. وستُتاح الفرصة للجمهور والمهنيين على حد سواء للانخراط في هذه التجربة الفريدة التي تحتفي بفن الطبخ كجسر للتواصل والتفاهم بين الثقافات.