ميدو يهاجم أسامة حسني بسبب تصريحاته عن إدارة الزمالك
شهدت الساحة الإعلامية الرياضية في مصر، خلال الأسابيع الأخيرة من عام 2023، فصلاً جديداً من التجاذبات بين قطبي الكرة المصرية، وذلك على خلفية خلاف حاد بين نجمي الأهلي والزمالك السابقين، أسامة حسني وأحمد حسام «ميدو». اندلعت الأزمة بعد تصريحات أدلى بها حسني، انتقد فيها أداء مجلس إدارة نادي الزمالك الجديد برئاسة حسين لبيب، وهو ما أثار رداً عنيفاً من ميدو الذي اتهمه بمحاولة زعزعة استقرار النادي الأبيض.

خلفية الأزمة وإدارة الزمالك الجديدة
لفهم أبعاد هذا الخلاف، لا بد من النظر إلى السياق الذي يمر به نادي الزمالك. تولى مجلس الإدارة الحالي، برئاسة حسين لبيب، المسؤولية في أكتوبر 2023 بعد فترة من الاضطرابات الإدارية والمالية الشديدة التي عانى منها النادي. ورث المجلس الجديد تركة ثقيلة من الديون والقضايا الدولية، أبرزها أزمة إيقاف القيد التي منعت النادي من تسجيل لاعبين جدد لعدة فترات انتقالات. ومنذ اللحظة الأولى، وضع المجلس على عاتقه مهمة حل هذه المشكلات المعقدة، وفي مقدمتها رفع إيقاف القيد، وتجديد عقود اللاعبين الأساسيين، وإعادة هيكلة الموارد المالية للنادي.
التصريحات التي أشعلت الخلاف
في ظل هذه الأجواء المشحونة، ظهر أسامة حسني، نجم النادي الأهلي السابق والمحلل الرياضي الحالي، في أحد البرامج التلفزيونية وأدلى بتصريحات اعتبرها الكثيرون من جماهير الزمالك انتقاداً مباشراً ومحاولة للضغط على الإدارة الجديدة. تركزت انتقادات حسني حول ما وصفه بـ«البطء» في التعامل مع الملفات العاجلة، متسائلاً عن قدرة المجلس على الوفاء بوعوده الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بإنهاء أزمة القيد في وقت قصير. ورغم أن حسني قدم تصريحاته في إطار التحليل الفني والإداري، إلا أنها فُسرت من قبل الجانب الزملكاوي على أنها محاولة للتشكيك في كفاءة الإدارة الجديدة في مرحلة حرجة.
رد ميدو القوي
كان الرد سريعاً وحاسماً من أحمد حسام «ميدو»، الذي يستخدم برنامجه التلفزيوني «الريمونتادا» كمنصة للدفاع عن نادي الزمالك. شن ميدو هجوماً لاذعاً على أسامة حسني، معتبراً أن تصريحاته لم تكن مجرد تحليل موضوعي، بل كانت تحمل نوايا خفية لضرب استقرار النادي. واتهم ميدو حسني صراحة بأنه يسعى لـ «هدم نادي الزمالك» من خلال خلق حالة من عدم الثقة بين الجماهير والمجلس المنتخب حديثاً. وأكد ميدو أن إدارة حسين لبيب تعمل في ظروف صعبة للغاية، وأنها تحتاج إلى الدعم والوقت لإصلاح ما أفسدته الإدارات السابقة، وليس إلى انتقادات هدامة من شخصيات تنتمي للمنافس التقليدي.
السياق الأوسع للتصريحات الإعلامية
يعكس هذا السجال طبيعة العلاقة المتوترة تاريخياً بين الأهلي والزمالك، والتي لا تقتصر على المنافسة داخل الملعب فقط، بل تمتد لتشمل حرباً إعلامية مستمرة يشارك فيها اللاعبون القدامى والنقاد الرياضيون. غالباً ما يتم توظيف هذه المنصات الإعلامية لتوجيه رسائل للجمهور أو لممارسة ضغوط على إدارات الأندية المنافسة. ويُنظر إلى هذا النوع من الخلافات على أنه جزء من المشهد الرياضي المصري، حيث يلعب الانتماء دوراً كبيراً في تشكيل الآراء والمواقف المعلنة. ويؤكد هذا الحدث على حساسية المرحلة التي يمر بها نادي الزمالك، حيث تكون كل كلمة وكل تصريح موضع تحليل وتدقيق من قبل جماهيره ومنافسيه على حد سواء، مما يضع الإدارة الجديدة تحت ضغط إعلامي وجماهيري متواصل لتحقيق نتائج سريعة وملموسة.





