نقابة الإعلاميين تنفي شائعة منح اليابان حق انتفاع بالمتحف المصري الكبير
أصدر مركز مكافحة الشائعات التابع لنقابة الإعلاميين في مصر، بقيادة الدكتور طارق سعده، نقيب الإعلاميين، نفيًا رسميًا قاطعًا بخصوص شائعات انتشرت مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي. ادعت هذه الشائعات، التي تزامنت مع ترقب الافتتاح الكامل للمتحف المصري الكبير، حصول دولة اليابان على حق الانتفاع بالمتحف لمدة عشر سنوات، وذلك من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا - JICA). وقد أكد المركز أن هذه الأنباء عارية تمامًا عن الصحة ولا تستند إلى أي أساس واقعي، داعيًا الجمهور إلى تحري الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية.

خلفية المتحف المصري الكبير ودور اليابان
يُعد المتحف المصري الكبير مشروعًا ثقافيًا ضخمًا يطمح لأن يكون أكبر متحف للآثار في العالم، مخصصًا لحضارة واحدة. يهدف المتحف، الذي يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، إلى عرض الكنوز الأثرية المصرية القديمة بطريقة حديثة ومبتكرة، بما في ذلك المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون. لطالما كان المتحف رمزًا للفخر الوطني المصري، وشهد مراحل بناء وتطوير استمرت لعقود، مع ترقب كبير لافتتاحه الكامل الذي يمثل حدثًا عالميًا.
في سياق هذا المشروع العملاق، لعبت اليابان دورًا محوريًا ولكن من منظور مختلف تمامًا عن الادعاءات المتداولة. قدمت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) دعمًا ماليًا كبيرًا في شكل قروض ميسرة، إلى جانب خبرات فنية وتقنية متقدمة، للمساهمة في إنشاء المتحف. شمل هذا الدعم مجالات متعددة مثل التصميم، وتكنولوجيا العرض المتحفي، وأساليب الترميم الحديثة للقطع الأثرية، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المصرية. يهدف التعاون الياباني إلى تعزيز قدرة مصر على حماية وعرض تراثها الثقافي الغني، ويعكس الشراكة القوية بين البلدين في المجال الثقافي والتنموي.
مفهوم حق الانتفاع والضجة المثارة
يشير مصطلح “حق الانتفاع” إلى حق شخص في استخدام أو استغلال ممتلكات مملوكة لشخص آخر والحصول على منافعها، دون أن يمتلك الأصل نفسه. في سياق المرافق العامة والمؤسسات الوطنية ذات الأهمية التاريخية والثقافية مثل المتحف المصري الكبير، يعتبر منح حق الانتفاع لجهة أجنبية أمرًا حساسًا للغاية وينطوي على تداعيات سيادية ووطنية كبيرة. لذلك، فإن انتشار شائعة كهذه من شأنه أن يثير قلقًا شعبيًا واسعًا ويشعل جدلاً حول ملكية وإدارة أحد أهم رموز التراث المصري.
نفي نقابة الإعلاميين ودورها في مكافحة الشائعات
يأتي نفي مركز مكافحة الشائعات التابع لنقابة الإعلاميين ليؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه النقابة في التصدي للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، وخاصة تلك التي تمس قضايا ذات أبعاد وطنية وحساسة. تهدف النقابة من خلال هذا المركز إلى توفير معلومات موثوقة ومدققة للجمهور، ومواجهة الحملات التضليلية التي قد تؤثر سلبًا على الرأي العام أو على سمعة المؤسسات الوطنية. وقد شدد الدكتور طارق سعده على أن ملكية وإدارة المتحف المصري الكبير هي مصرية خالصة، وأن أي مشاركة أجنبية تقتصر على الدعم الفني والمالي في إطار اتفاقيات تعاون واضحة ومحددة لا تمس سيادة مصر على هذا الصرح الثقافي.
أهمية الخبر وتأثيره
تبرز أهمية هذا النفي في حماية سمعة المشروع القومي للمتحف المصري الكبير من محاولات التشويه أو التشكيك في إدارته وملكياته. فمثل هذه الشائعات تستهدف زرع بذور الشك والريبة بين المواطنين تجاه مشروع يُعد مفخرة لكل مصري، كما يمكن أن تؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لترويج المتحف كوجهة سياحية وثقافية عالمية. ويُشدد على أهمية التزام وسائل الإعلام والجمهور بالمسؤولية في التحقق من المعلومات قبل نشرها أو تصديقها، وذلك للحفاظ على استقرار المجتمع ووحدة الرأي العام حول القضايا الوطنية الكبرى. إن وضوح الحقائق الرسمية يساهم في دحض أي محاولات لزعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية ويؤكد على أن المتحف المصري الكبير هو ملك للأجيال المصرية القادمة.




