نوريس يحصد مركز الانطلاق الأول في جائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1
أعلن فريق ماكلارين عن تحقيق سائقه البريطاني الموهوب لاندو نوريس لمركز الانطلاق الأول (البول بوزيشن) في التجارب التأهيلية لسباق جائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1، والتي أقيمت أمس السبت. ويشكل هذا الإنجاز المهم المرة الخامسة التي يحصد فيها نوريس صدارة الانطلاق هذا الموسم، مما يؤكد على تطوره المستمر وأداء سيارة ماكلارين المحسن. وقد سجل نوريس أسرع زمن، وقدره دقيقة واحدة و15 ثانية و586 جزءًا من الثانية، ليضمن لنفسه أفضلية الانطلاق من مقدمة شبكة السباق في الجولة العشرين من بطولة العالم للفورمولا 1.

تفاصيل التجارب التأهيلية
شهدت جولة التجارب التأهيلية على حلبة أوتودرومو هيرمانوس رودريغيز في مكسيكو سيتي منافسة شديدة وتقلبات مثيرة حتى اللحظات الأخيرة. وتميزت هذه الجولة بتحديات المناخ المرتفع، حيث تؤثر قلة الأوكسجين على أداء المحركات وعلى الديناميكا الهوائية للسيارات. استعرض نوريس مهارة فائقة في التكيف مع هذه الظروف، مقدمًا أداءً خاليًا من الأخطاء في لفته الأخيرة الحاسمة. فاجأ نوريس العديد من المنافسين الذين كانوا مرشحين بقوة، مثل سائقي ريد بُل ماكس فيرستابن وسيرجيو بيريز، وسائقي مرسيدس في النهاية.
لم تكن الأمور محسومة بسهولة، فقد تبادل عدد من السائقين صدارة الأوقات المؤقتة في المراحل المختلفة من التجارب. وقدم المنافسون أداءً قويًا، مما زاد من الإثارة، إلا أن نوريس تمكن في النهاية من حسم المعركة لصالحه بفارق ضئيل عن أقرب منافسيه. وشكل هذا الفوز في التجارب التأهيلية دفعة معنوية كبيرة لنوريس ولفريق ماكلارين، خاصة بعد سلسلة من النتائج الجيدة التي حققها الفريق في السباقات الأخيرة.
مسيرة لاندو نوريس وأداء مكلارين
يُعد لاندو نوريس، البالغ من العمر 24 عامًا، واحدًا من أبرز المواهب الشابة في عالم الفورمولا 1. بدأ مسيرته مع ماكلارين في عام 2019، ومنذ ذلك الحين أظهر قدرة كبيرة على المنافسة. على الرغم من تحقيقه العديد من مراكز الانطلاق الأولى والوقوف على منصات التتويج، إلا أن نوريس لا يزال يبحث عن فوزه الأول في سباقات الجوائز الكبرى، وربما تكون جائزة المكسيك هي الفرصة المنتظرة.
أما فريق ماكلارين، فقد شهد تحولًا ملحوظًا في أدائه خلال النصف الثاني من هذا الموسم. بعد بداية صعبة، قام الفريق بإدخال تحديثات كبيرة على سيارته، مما أدى إلى تحسينات واضحة في السرعة والتنافسية. هذا التطور وضع ماكلارين مرة أخرى في مصاف المنافسين على المراكز الأولى، مع نوريس وزميله أوسكار بياستري يساهمان في نقاط قيمة للفريق في بطولة الصانعين. هذا الأداء القوي يعكس العمل الجاد خلف الكواليس والجهود المبذولة لتقليص الفجوة مع فرق المقدمة.
تحديات حلبة المكسيك الكبرى
تتميز حلبة أوتودرومو هيرمانوس رودريغيز بكونها الأعلى ارتفاعًا بين جميع حلبات الفورمولا 1، حيث تقع على ارتفاع يزيد عن 2200 متر فوق سطح البحر. هذا الارتفاع يطرح تحديات فريدة للفرق والسائقين على حد سواء. فالجو الرقيق يؤثر بشكل كبير على عدة جوانب:
- المحركات: تقل قوة المحركات بنسبة تصل إلى 20-25% بسبب نقص الأوكسجين، مما يتطلب إعدادات خاصة وتبريدًا فعالًا.
- الديناميكا الهوائية: يتطلب الجو الرقيق استخدام أقصى قدر ممكن من قوة الدفع السفلية (Downforce) للتعويض عن قلة كثافة الهواء، ومع ذلك فإن التأثير الكلي يكون أقل مما هو عليه في الحلبات الأخرى.
- المكابح: تعاني المكابح من صعوبات في التبريد بسبب قلة الهواء، مما يزيد من احتمالية ارتفاع درجة حرارتها وتدهور أدائها.
- إدارة الإطارات: يمكن أن يؤدي الجو الرقيق وقلة الدفع السفلية إلى زيادة الانزلاق وتآكل الإطارات بشكل أسرع.
تتطلب هذه الظروف من الفرق إيجاد توازن دقيق بين السرعة والثبات والمتانة، مما يجعل سباق المكسيك الكبرى واحدًا من أكثر السباقات تحديًا في التقويم.
توقعات السباق والآثار
يمنح مركز الانطلاق الأول لاندو نوريس أفضلية استراتيجية واضحة في بداية السباق. سيستفيد من "الهواء النظيف" أمامه، مما يسمح له بتحديد وتيرة السباق وتجنب الاضطرابات الناتجة عن تتبع السيارات الأخرى. ومع ذلك، تشتهر حلبة المكسيك بمسافتها الطويلة إلى المنعطف الأول، مما يوفر فرصًا للمنافسين للانقضاض والتجاوز في البداية.
من المتوقع أن يواجه نوريس منافسة شرسة من السائقين المتأهلين خلفه، بمن فيهم أبطال عالميون وسائقون يتمتعون بخبرة كبيرة في هذه الحلبة. ستكون إدارة الإطارات واستراتيجية التوقف في الحظائر حاسمة للنجاح، نظرًا للتحديات التي تفرضها الحلبة على مكونات السيارة.
بالنسبة لنوريس وماكلارين، فإن هذا الإنجاز في التجارب التأهيلية يمثل فرصة ذهبية لتحقيق فوز طال انتظاره، والذي من شأنه أن يعزز مكانة نوريس كأحد نجوم المستقبل الواعدين في الفورمولا 1 ويؤكد على عودة ماكلارين كقوة لا يستهان بها في بطولة الصانعين. ويترقب عشاق الفورمولا 1 سباقًا حافلًا بالإثارة والتشويق، مليئًا باللحظات الحاسمة على حلبة المكسيك الفريدة.





