في الخامس والعشرين من أكتوبر 2025، تتصاعد التكهنات والتحليلات حول مستقبل نجم كرة القدم البرازيلي نيمار دا سيلفا ومشاركته المحتملة في كأس العالم 2026. يواجه اللاعب تحديًا غير مسبوق بعد تعرضه لإصابة خطيرة تهدد مسيرته الدولية، مما يدفعه لاتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر في سعيه لتمثيل منتخب بلاده في المحفل العالمي الأبرز.

خلفية تاريخية ومسيرة نيمار
يُعد نيمار جونيور أحد أبرز المواهب الكروية في جيله، وقد بدأ مسيرته الاحترافية في نادي سانتوس البرازيلي قبل أن ينتقل إلى برشلونة ثم باريس سان جيرمان، وأخيرًا إلى الهلال السعودي. لطالما كان نيمار النجم الأوحد للمنتخب البرازيلي، وحامل آمال جماهير السامبا في استعادة أمجاد كأس العالم. شارك في ثلاث نسخ سابقة من المونديال (2014، 2018، 2022)، ولكن الحظ لم يحالفه أو منتخب بلاده في رفع الكأس الذهبية، حيث واجه دائمًا عقبات كبيرة، غالبًا ما كانت مرتبطة بإصاباته أو عدم اكتمال لياقته البدنية في اللحظات الحاسمة.
تاريخ نيمار مع الإصابات طويل ومعقد، فمنذ انطلاق مسيرته، تعرض لعدة انتكاسات أثرت على أدائه واستمراريته. هذه السلسلة من الإصابات، خاصة في الكاحل والقدم والركبة، أثارت دائمًا تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على أعلى مستوياته البدنية والذهنية، خصوصًا مع تقدمه في العمر واقترابه من نهاية مسيرته الكروية في المستوى الأول.
تطورات الإصابة الحالية والمخاطر
في ديسمبر 2024، تعرض نيمار لإصابة بالغة أثناء مشاركته مع فريقه الهلال، حيث شُخِّصت حالته بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليمنى، وهي إصابة تتطلب تدخلًا جراحيًا وفترة تعافٍ تتراوح عادة بين 8 إلى 10 أشهر. خضع اللاعب للعملية بنجاح في يناير 2025، وبدأ على الفور برنامجًا مكثفًا للتعافي. ومع ذلك، فإن الإطار الزمني الضيق حتى انطلاق مونديال 2026 يضع نيمار أمام تحدٍ كبير.
تشير التقارير الطبية الأخيرة إلى أن نيمار يحرز تقدمًا جيدًا في إعادة التأهيل، لكنه لم يصل بعد إلى مستوى اللياقة البدنية والجاهزية للمنافسة على أعلى المستويات. ويتردد أن الطاقم الطبي للمنتخب البرازيلي، بالتعاون مع فريقه، يدرس خيارات مختلفة قد تتضمن تسريع عملية العودة إلى الملاعب، وهو ما يحمل في طياته مخاطر جسيمة. من أبرز هذه المخاطر:
- تكرار الإصابة: العودة المبكرة قد تزيد بشكل كبير من خطر تعرض الرباط الصليبي لإصابة جديدة أو تفاقم الحالة، مما قد ينهي مسيرته.
- تراجع الأداء: حتى لو شارك، قد لا يكون نيمار في كامل جاهزيته البدنية والفنية، مما يؤثر على مستواه وقدرته على المساهمة بفعالية.
- المخاطر المهنية طويلة الأمد: قد تؤدي الضغوط المفرطة على الركبة غير المتعافية بالكامل إلى مشاكل مزمنة تؤثر على جودة حياته ما بعد كرة القدم.
وقد أفادت مصادر مقربة من اللاعب أنه يصر على المشاركة في مونديال 2026، معتبرًا إياه الفرصة الأخيرة له لتحقيق حلم طفولته بالفوز بكأس العالم. هذا الإصرار يضع المدرب والطاقم الطبي أمام معضلة حقيقية بين الرغبة في الاستفادة من موهبته وبين حماية صحته ومستقبله.
أهمية هذا الخبر وتداعياته
لا يقتصر تأثير وضع نيمار على مسيرته الشخصية فحسب، بل يمتد ليشمل عدة جوانب حيوية:
- على المنتخب البرازيلي: يُعد نيمار مفتاحًا رئيسيًا في تكتيكات المنتخب البرازيلي وخياراته الهجومية. غيابه أو مشاركته بمستوى أقل سيضعف بشكل كبير من حظوظ البرازيل في المنافسة على اللقب، بينما ستمنح عودته، حتى لو كانت محفوفة بالمخاطر، دفعة معنوية وفنية للفريق.
- مكانته العالمية: يحظى نيمار بمكانة مرموقة كأحد أبرز الرياضيين وأكثرهم شهرة حول العالم. أي قرار يتعلق بمشاركته في المونديال يجذب اهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا واسعًا، ويؤثر على صورة كرة القدم البرازيلية ككل.
- الجدل الطبي والأخلاقي: يثير هذا الوضع نقاشًا حول الحدود الفاصلة بين طموح اللاعب ونصائح الأطباء. هل يجب على الرياضي أن يدفع جسده إلى أقصى حدوده لتحقيق مجد لحظي على حساب صحته على المدى الطويل؟
السيناريوهات المحتملة والتوقعات
مع اقتراب موعد كأس العالم 2026، تتجه الأنظار إلى نيمار والطاقم الطبي الذي يشرف على تعافيه. هناك عدة سيناريوهات محتملة:
- العودة الكاملة والمشاركة الفعالة: وهو السيناريو الأكثر تفاؤلاً، حيث يتمكن نيمار من استعادة كامل لياقته البدنية والفنية ويشارك بفاعلية في البطولة. يتطلب هذا جهدًا استثنائيًا في التأهيل وتجنب أي انتكاسات.
- المشاركة المحدودة أو الجزئية: قد يتمكن من العودة، لكن بمستوى لياقة لا يسمح له بخوض المباريات كاملة، مما يجعله خيارًا من مقاعد البدلاء أو يشارك في أدوار أقل حيوية.
- الغياب الاضطراري: في حال عدم اكتمال التعافي أو تكرار الإصابة، قد يُجبر نيمار على الغياب عن المونديال، وهو ما سيكون ضربة قاسية له وللمنتخب البرازيلي.
من المتوقع أن يخضع نيمار لسلسلة من الاختبارات البدنية والمباريات التجريبية خلال الأشهر القادمة لتقييم جاهزيته. وسيكون قرار المدرب الوطني حاسمًا في تحديد ما إذا كانت المخاطرة تستحق العواقب المحتملة، وذلك قبل الإعلان عن القائمة النهائية للمنتخب المشارك في البطولة.
خاتمة
يظل مصير مشاركة نيمار في مونديال 2026 معلقًا على مدى قدرته على تحدي الإصابة واستعادة عافيته في الوقت المناسب. إنها رحلة محفوفة بالآمال والمخاطر، يتابعها ملايين المشجعين حول العالم، وتحدد ليس فقط مستقبل لاعب أيقوني، بل أيضًا آمال أمة بأكملها في المجد الكروي.





