هشام عباس يرى مشاركة العرب في الجرامي فرصة لترويج الموسيقى العربية عالميًا
أكد الفنان المصري هشام عباس في تصريحات أدلى بها مؤخرًا، أن تواجد الفنانين العرب ومشاركتهم في حفل توزيع جوائز الجرامي العالمية يمثل فرصة ذهبية وغير مسبوقة لتعريف العالم أجمع بالموسيقى العربية بشتى ألوانها وأنماطها. وتأتي هذه التصريحات في سياق اهتمام متزايد من الأوساط الفنية العربية بأهمية الحضور على المنصات العالمية المرموقة لكسر الحواجز الثقافية والفنية.

السياق التاريخي للموسيقى العربية والتحديات العالمية
تمتلك الموسيقى العربية تاريخًا غنيًا ومتنوعًا يمتد لقرون، يشمل فنونًا كلاسيكية كالموشحات والقدود الحلبية، إلى جانب الأنماط الشعبية والمعاصرة مثل البوب والراب العربي. ورغم هذا الثراء، واجهت الموسيقى العربية تحديات كبيرة في الوصول إلى العالمية بالقدر الذي تستحقه، بسبب عوامل مثل حاجز اللغة، والاختلاف في المقامات الموسيقية عن السلم الموسيقي الغربي، وأحيانًا غياب الدعم التسويقي والترويجي اللازم على الساحة الدولية.
لكن شهدت العقود الأخيرة، وبشكل خاص السنوات الأخيرة، جهودًا متواصلة من فنانين ومنتجين عرب لإيصال صوتهم للعالم، مستفيدين من التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البث الرقمي. وقد ساعدت هذه المنصات في كسر الكثير من القيود الجغرافية، مما أتاح للموسيقى العربية قاعدة جماهيرية أوسع، وإن كانت لا تزال بحاجة إلى الاعتراف الرسمي من المؤسسات الفنية العالمية الكبرى.
أهمية الجرامي كمنصة عالمية
تُعد جوائز الجرامي من أرقى وأهم الجوائز في صناعة الموسيقى على مستوى العالم، وتكريم الفنانين بها يعادل الحصول على تقدير دولي رفيع. فالمشاركة، سواء بالترشيح أو الحضور، لا تقتصر أهميتها على فرصة الفوز بجائزة فحسب، بل تمتد لتشمل عدة جوانب حيوية:
- التعرض العالمي (Visibility): يمنح التواجد في حفل الجرامي الفنانين العرب منصة غير مسبوقة للوصول إلى ملايين المشاهدين والمستمعين حول العالم، وتقديم أنماط موسيقية قد لا تكون مألوفة للجمهور الغربي.
- المصداقية والشرعية (Credibility and Legitimacy): يضفي ترشيح أو مشاركة فنان عربي في الجرامي نوعًا من المصداقية والاعتراف العالمي بموهبته وجودة إنتاجه، مما يفتح له أبوابًا جديدة للتعاون والعقود الدولية.
- التواصل والتشبيك (Networking): يوفر الحدث فرصة نادرة للفنانين والمنتجين العرب للتواصل المباشر مع عمالقة صناعة الموسيقى العالمية، مما قد يؤدي إلى شراكات فنية وتبادلات ثقافية مثمرة.
- التبادل الثقافي (Cultural Exchange): تساهم المشاركة في الجرامي في إثراء المشهد الموسيقي العالمي بتنوع الألحان والإيقاعات والكلمات العربية، مما يعزز التفاهم الثقافي ويكسر الصور النمطية.
التطورات الأخيرة وآفاق المستقبل
في السنوات القليلة الماضية، بدأت ملامح التواجد العربي في الحفلات العالمية تزداد وضوحًا، سواء من خلال ترشيحات لبعض الفنانين في فئات مختلفة، أو عبر مشاركات في فعاليات مصاحبة. هذه الخطوات، وإن كانت لا تزال في بدايتها، تمثل بادرة أمل نحو دمج الموسيقى العربية بشكل أكبر في المشهد الموسيقي العالمي.
ويرى هشام عباس أن هذه المشاركات يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لترويج الموسيقى العربية، لا مجرد تواجد عابر. وشدد على ضرورة أن يستغل الفنانون هذه الفرص لتقديم محتوى أصيل يعكس الهوية العربية، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الجودة والاحترافية التي تتناسب مع المعايير العالمية. وأشار إلى أن التركيز يجب أن ينصب على تقديم القيمة الفنية التي تميز الموسيقى العربية، بدءًا من عذوبة الأصوات وجمال اللحن وعمق الكلمات.
في الختام، تعكس رؤية هشام عباس تطلعات العديد من الفنانين والجمهور العربي لتمثيل مشرف وفعال على الساحة الموسيقية الدولية، ليس فقط كمستهلكين للموسيقى العالمية، بل كمنتجين ومساهمين أصيلين في إثراء التراث الموسيقي الإنساني.



