هل سيقوم يوفنتوس بإقالة تودور؟.. ومن هو البديل المحتمل؟
تتزايد التكهنات وبشدة في الأوساط الكروية الإيطالية حول مستقبل المدرب إيغور تودور مع نادي يوفنتوس، وذلك في أعقاب سلسلة نتائج مخيبة للآمال شهدها الفريق مؤخرًا. فقد فشل "البيانكونيري" في تحقيق أي فوز خلال ثماني مباريات متتالية في مختلف المسابقات، وهو ما وضع الإدارة والجماهير تحت ضغط هائل. وتتداول التقارير الإعلامية، التي انتشرت بكثافة خلال الأيام القليلة الماضية، أسماء عدد من المدربين المحتملين لخلافة تودور في حال اتخاذ قرار بإقالته.

الخلفية والأداء الحالي
تولى تودور مهمة تدريب يوفنتوس في بداية الموسم الحالي، مع طموحات كبيرة لإعادة الفريق إلى مصاف المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية، بعد فترة شهدت تراجعًا في الأداء. ومع أن البداية كانت واعدة إلى حد ما، إلا أن الأداء تدهور بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة. فمنذ مطلع شهر أكتوبر الجاري، لم يتمكن يوفنتوس من تذوق طعم الفوز، حيث تعادل في خمس مباريات وخسر ثلاث أخرى، مما أثر سلبًا على موقعه في جدول ترتيب الدوري الإيطالي وابتعاده عن صدارة المجموعات في البطولات القارية. هذا التراجع اللافت أثار تساؤلات جدية حول قدرة تودور على قلب الطاولة وإعادة الفريق إلى مساره الصحيح، خاصة مع فشل التكتيكات المتبعة في إيجاد حلول للمشكلات الهجومية والدفاعية الواضحة.
الضغوط المتزايدة داخل النادي
تتصاعد حدة الضغوط على إدارة يوفنتوس لاتخاذ إجراءات حاسمة. الجماهير، التي كانت تدعم تودور في بداية عهده، باتت تعبر عن غضبها واستيائها علنًا، مطالبة بتغيير جذري. كما أن وسائل الإعلام الإيطالية تشن حملة نقد واسعة للمدرب وللأداء العام للفريق، مما يزيد من صعوبة موقف الإدارة. التداعيات لا تقتصر على الجانب الرياضي فحسب؛ فعدم تحقيق الأهداف الموضوعة قد يؤثر على الجدوى الاقتصادية للنادي، خصوصًا فيما يتعلق بعوائد المشاركة في دوري أبطال أوروبا وحقوق البث والرعاية، ما يجعل قرار الإقالة المحتمل ذا أبعاد مالية هامة جدًا للنادي الذي يسعى للاستقرار المالي.
المرشحون المحتملون لخلافة تودور
في ظل هذه الأجواء، بدأت قائمة بأسماء المدربين المرشحين لخلافة تودور بالتداول بشكل واسع. هذه الأسماء تتراوح بين المدربين ذوي الخبرة الكبيرة والأسماء الشابة الطموحة، وكل منهم يحمل في طياته رؤية مختلفة يمكن أن يقدمها لـ "السيدة العجوز". من أبرز الأسماء التي تتردد في الأوساط الإعلامية والرياضية حاليًا:
- زين الدين زيدان: المدرب الفرنسي الذي حقق نجاحات مبهرة مع ريال مدريد، يعتبر اسمًا ذا وزن كبير ويحظى باحترام عالمي. خبرته الأوروبية وقدرته على التعامل مع النجوم تجعله خيارًا جذابًا، على الرغم من أن تكلفته قد تكون مرتفعة.
 - أنطونيو كونتي: مدرب سابق ليوفنتوس ومنتخب إيطاليا وإنتر ميلان، يمتلك معرفة عميقة بالدوري الإيطالي وبالنادي نفسه. يُعرف بأسلوبه التكتيكي الصارم وقدرته على غرس عقلية الفوز، وقد يعود لتغيير الوضع الحالي.
 - روبرتو دي زيربي: المدرب الإيطالي الشاب الذي أثار الإعجاب بأسلوبه الهجومي والحديث مع برايتون في الدوري الإنجليزي. يُنظر إليه كرهان للمستقبل، حيث يمكنه إضفاء حيوية جديدة على الفريق، ولكن قد ينقصه الخبرة في إدارة فريق بحجم يوفنتوس.
 
هذه الأسماء، إلى جانب أخرى مثل عودة ماسيمليانو أليغري في سيناريو غير متوقع، تُشكل محور النقاشات داخل النادي وخارجه، كل مرشح يقدم منظورًا مختلفًا لإمكانية إخراج يوفنتوس من أزمته الحالية.
السيناريوهات المحتملة والتداعيات
الأيام القادمة ستكون حاسمة لمستقبل تودور ويوفنتوس. هناك سيناريوهان رئيسيان مطروحان: إما أن يحصل تودور على فرصة أخيرة لتحسين الأداء في المباريات المقبلة، أو يتم اتخاذ قرار الإقالة بشكل فوري. في حال استمراره، سيتطلب الأمر تغييرًا جذريًا في نهج الفريق ونتائجه لإعادة ثقة الجماهير والإدارة. أما إذا تم الاستغناء عن خدماته، فإن المدرب الجديد سيواجه مهمة صعبة تتمثل في استعادة الثقة، تحسين أداء اللاعبين، وتأمين مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا على الأقل. هذا القرار سيؤثر بشكل مباشر على خطط النادي في سوق الانتقالات الشتوية، وعلى معنويات اللاعبين، وربما على استقرار الفريق على المدى الطويل.
يواجه يوفنتوس عددًا من المباريات المفصلية في الفترة القادمة، والتي ستكون بمنزلة اختبار حقيقي لقدرة الفريق على تجاوز هذه المحنة. هذه النتائج ستلعب دورًا محوريًا في تحديد مصير تودور وما إذا كان النادي سيلجأ إلى التغيير على مقاعد البدلاء. الوضع لا يزال غامضًا، لكن المؤشرات تشير إلى أن صبر الإدارة قد بدأ ينفد.





