واشنطن تتدخل: إسرائيل توقف تقدمها العسكري عند 'الخط الأصفر' في غزة
في تطور ميداني ودبلوماسي لافت، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية صدرت مؤخراً بأن الجيش الإسرائيلي قرر تجميد توسيع عملياته البرية في قطاع غزة، متوقفاً عند حدود ما يُعرف داخلياً بـ'الخط الأصفر'. ويأتي هذا القرار، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، في أعقاب اتصالات مكثفة جرت بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم في الإدارة الأمريكية، مما يسلط الضوء على التأثير المتزايد للدبلوماسية الخارجية على مسار العمليات العسكرية.

خلفية القرار وسياقه
يأتي هذا القرار في وقت حاسم تتزايد فيه الضغوط الدولية، وخصوصاً من الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الرئيسية، من أجل تخفيف حدة العمليات العسكرية وتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وتشير المصادر إلى أن المحادثات بين واشنطن وتل أبيب تركزت على ضرورة الالتزام بأطر محددة للعمليات لتسهيل جهود التفاوض المتعلقة بصفقة تبادل محتملة ووقف إطلاق النار. ويبدو أن تجميد التقدم العسكري يمثل استجابة إسرائيلية لهذه الضغوط، ويعكس محاولة لتحقيق توازن بين أهدافها العسكرية المعلنة ومتطلبات الحفاظ على الدعم الاستراتيجي من حلفائها.
ما هو 'الخط الأصفر'؟
إن مصطلح 'الخط الأصفر' ليس حداً جغرافياً معترفاً به دولياً، بل هو تسمية عسكرية داخلية يستخدمها الجيش الإسرائيلي لتحديد النطاق العملياتي الذي وصل إليه. ووفقاً للمعلومات المتداولة، يغطي هذا الخط ما يقرب من 53% من إجمالي مساحة قطاع غزة. ويمثل هذا النطاق المنطقة التي بسط الجيش الإسرائيلي سيطرته الفعلية عليها منذ بدء عملياته البرية. القرار بعدم تجاوز هذا الخط يعني عملياً تجميد التوسع في مناطق جديدة من القطاع، والتركيز على العمليات داخل المناطق التي تمت السيطرة عليها بالفعل.
الدور الأمريكي وتأثيره
تؤكد هذه التطورات على الدور المحوري الذي تلعبه الإدارة الأمريكية في التأثير على القرارات العسكرية الإسرائيلية. لم تكن 'الاتصالات مع واشنطن' مجرد مشاورات روتينية، بل يُنظر إليها على أنها قناة دبلوماسية رئيسية مارست من خلالها الولايات المتحدة ضغوطاً واضحة لتحديد سقف للعملية البرية. ويُعزى هذا الموقف الأمريكي إلى عدة عوامل، منها:
- الرغبة في احتواء الصراع ومنع اتساعه إقليمياً.
- الاستجابة للمخاوف الدولية المتزايدة بشأن الوضع الإنساني في غزة.
- تهيئة الأجواء السياسية لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.
- إدارة التوازنات الداخلية والخارجية المتعلقة بدعم إسرائيل.
التداعيات المحتملة للقرار
يحمل قرار وقف التوسع العسكري عند 'الخط الأصفر' تداعيات استراتيجية وميدانية مهمة. على الصعيد الميداني، قد يشير ذلك إلى انتقال الجيش الإسرائيلي من مرحلة الهجوم الواسع إلى مرحلة تثبيت السيطرة وتنفيذ عمليات محددة وموجهة داخل المناطق التي يتواجد فيها. أما على الصعيد السياسي، فيمكن اعتبار هذه الخطوة بمثابة بادرة حسن نية تهدف إلى بناء الثقة مع الوسطاء الدوليين، مثل مصر وقطر والولايات المتحدة، ودفع الجهود الدبلوماسية نحو تحقيق تهدئة مستدامة. ومع ذلك، يبقى الوضع الميداني قابلاً للتغير بناءً على تطورات المفاوضات والظروف على الأرض.





