واقعة مروعة بالدقهلية: قطع يد شاب تدخل للدفاع عن سيدتين من التحرش
شهدت مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، خلال الأيام القليلة الماضية، حادث اعتداء عنيف أثار صدمة واسعة في الرأي العام المصري، بعد أن أقدم مجموعة من الأشخاص على قطع كف يد شاب تدخل للدفاع عن خطيبته ووالدتها بعد تعرضهما للتحرش اللفظي. الواقعة التي وثقها مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، سلطت الضوء مجددًا على قضايا العنف والبلطجة في الشارع المصري، ودفعت الأجهزة الأمنية والقضائية للتحرك السريع.

تفاصيل الحادث المروع
بدأت الأحداث عندما كان الشاب الضحية، ويدعى إبراهيم، يستقل سيارته بصحبة خطيبته ووالدتها في أحد شوارع مدينة المنصورة. ووفقًا للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، قام عدد من الشبان يستقلون دراجات نارية بمعاكسة السيدتين وتوجيه ألفاظ خادشة لهما. دفع هذا الموقف الشاب إلى إيقاف سيارته والنزول للحديث معهم ومطالبتهم بالكف عن مضايقتهم، إلا أن الموقف تطور بشكل سريع ومأساوي.
تحولت المشادة الكلامية إلى اعتداء جسدي عنيف، حيث استخدم المهاجمون أسلحة بيضاء، من بينها ساطور، وانهالوا على الشاب بالضرب. وفي محاولة من الضحية لصد إحدى الضربات التي كانت موجهة إلى رأسه، تلقى الضربة في يده اليسرى، مما أدى إلى بتر كف يده بالكامل وسقوطه على الأرض غارقًا في دمائه، بينما لاذ المعتدون بالفرار من موقع الحادث.
التحرك الأمني والقضائي
فور انتشار مقطع الفيديو الذي يوثق لحظات الاعتداء المروعة، تحركت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الدقهلية بشكل عاجل لكشف ملابسات الواقعة. ومن خلال تتبع كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث وتحليل الفيديو المتداول، تمكنت قوات الشرطة في غضون ساعات قليلة من تحديد هوية الجناة الرئيسيين المتورطين في الهجوم وإلقاء القبض عليهم.
من جانبها، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها في القضية، حيث أمرت بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات. ووجهت إليهم اتهامات متعددة تشمل الشروع في القتل، والبلطجة، واستعراض القوة، وحيازة أسلحة بيضاء دون ترخيص. كما استمعت النيابة لأقوال الضحية وشهود العيان، وتستكمل إجراءاتها تمهيدًا لإحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.
الحالة الصحية للضحية وردود الفعل
نُقل الشاب إبراهيم على الفور إلى مستشفى المنصورة الدولي، حيث خضع لعملية جراحية دقيقة ومعقدة استمرت لعدة ساعات، تمكن خلالها فريق طبي متخصص من إعادة توصيل كف اليد المبتورة. ولا يزال الضحية تحت الملاحظة الطبية لمتابعة حالته الصحية والتأكد من نجاح العملية على المدى الطويل.
على صعيد ردود الفعل، أثارت الواقعة موجة غضب عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المستخدمون بشجاعة الشاب في الدفاع عن أسرته، مطالبين في الوقت ذاته بإنزال أقصى عقوبة ممكنة بحق المعتدين ليكونوا عبرة لغيرهم. وأعادت الحادثة فتح النقاش المجتمعي حول ضرورة تشديد العقوبات المتعلقة بجرائم التحرش والبلطجة لضمان تحقيق الردع العام وحماية أمن المواطنين.





