وزارة المالية العراقية تحدد موعد صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2025
أعلنت الجهات الحكومية العراقية المختصة، في بيان صدر مؤخراً، عن تحديد الجدول الزمني النهائي لصرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر من عام 2025. ويأتي هذا الإعلان المبكر في إطار جهود الحكومة لتعزيز الشفافية وتقديم ضمانات واضحة لشريحة واسعة من المواطنين الذين يعتمدون على هذه المستحقات بشكل أساسي. وأكدت وزارة المالية العراقية، بالتنسيق الكامل مع هيئة التقاعد الوطنية، أن جميع الاستعدادات اللوجستية والمالية قد بدأت لضمان إتمام عملية الصرف بسلاسة ودون أي تأخير، التزاماً بالموعد المحدد في نهاية العام المذكور.

التنسيق بين المالية وهيئة التقاعد
تعتبر عملية صرف رواتب المتقاعدين مسؤولية مشتركة تتطلب تنسيقاً دقيقاً بين مؤسستين حكوميتين رئيسيتين. تقوم وزارة المالية بتأمين التخصيصات المالية اللازمة وتوفير السيولة النقدية المطلوبة لتغطية إجمالي المستحقات. وبمجرد إتمام هذه المرحلة، تتولى هيئة التقاعد الوطنية، بصفتها الجهة الإدارية المسؤولة، تنفيذ عملية التوزيع الفعلية للمستفيدين المسجلين في قواعد بياناتها. ويشمل دور الهيئة التحقق من قوائم المتقاعدين وتحديثها بشكل دوري، بالإضافة إلى الإشراف على آليات الدفع عبر مختلف القنوات المعتمدة.
آلية الصرف والتحول الرقمي
أوضحت الحكومة أن عملية الصرف ستعتمد بشكل كامل على الأنظمة الإلكترونية الحديثة، بهدف تسهيل الإجراءات على المتقاعدين وضمان وصول الأموال إليهم بكفاءة وأمان. سيتم تحويل الرواتب مباشرة إلى حسابات المتقاعدين المصرفية أو بطاقاتهم الإلكترونية، مثل بطاقة "كي كارد" وغيرها من البطاقات المعتمدة. وقد ساهم هذا التحول الرقمي، الذي تبنته الدولة خلال السنوات الأخيرة، في تحقيق عدة أهداف استراتيجية، من بينها:
- الشفافية: يقلل الدفع الإلكتروني من فرص التلاعب أو الفساد الإداري، حيث يتم توثيق جميع المعاملات بشكل رقمي.
- الكفاءة: يسرّع النظام الإلكتروني من عملية التوزيع ويقلل من الأعباء البيروقراطية التي كانت تصاحب عمليات الصرف اليدوي سابقاً.
- الراحة والأمان: يتيح للمتقاعدين، خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، سحب مستحقاتهم من أقرب نقطة صراف آلي أو منفذ خدمة دون الحاجة إلى الانتظار في طوابير طويلة.
وأكدت هيئة التقاعد الوطنية أنها تعمل باستمرار على توسيع شبكة المنافذ المصرفية ونقاط الخدمة في جميع أنحاء العراق لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المتقاعدين.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لرواتب المتقاعدين
تمثل رواتب المتقاعدين أكثر من مجرد التزام حكومي؛ فهي تشكل عنصراً حيوياً في دعم الاستقرار الاجتماعي وتحفيز الدورة الاقتصادية في البلاد. يعتمد ملايين المواطنين، بما في ذلك أسر المتقاعدين، على هذه الرواتب لتلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاء وسكن ورعاية صحية. لذلك، يساهم انتظام صرفها في الحفاظ على القدرة الشرائية لهذه الشريحة، مما ينعكس إيجاباً على حركة الأسواق المحلية ويدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. إن التزام الحكومة بمواعيد الصرف المحددة يعزز من ثقة المواطنين في المؤسسات الحكومية ويؤكد على قدرة الدولة على إدارة مواردها المالية بفعالية.
السياق والتطلعات المستقبلية
يأتي هذا الإعلان في سياق جهود حكومية مستمرة لتحقيق الاستقرار المالي والإداري. ففي الماضي، واجهت عمليات صرف الرواتب بعض التحديات التي أدت إلى تأخيرات متقطعة، وهو ما كان يسبب قلقاً كبيراً لدى المتقاعدين. وتسعى الحكومة من خلال هذه الإعلانات المبكرة والواضحة إلى طمأنة الرأي العام وتأكيد التزامها الكامل تجاه حقوق المتقاعدين الذين خدموا الدولة لسنوات طويلة. ويُنظر إلى هذا الإجراء كخطوة إيجابية نحو ترسيخ ممارسات الإدارة المالية الرشيدة والتخطيط المسبق، مما يضمن استدامة نظام التقاعد وحماية الحقوق المالية للمواطنين على المدى الطويل.





