وزير الشباب والرياضة يبحث مع رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج آفاق تطوير اللعبة في مصر
في خطوة تهدف إلى الارتقاء بمستوى لعبة الشطرنج في مصر، التقى الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، السيد أركادي دفوركوفيتش، رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE)، في اجتماع رسمي بحث سبل تعزيز التعاون المشترك ووضع خطط شاملة لتطوير اللعبة. يمثل هذا اللقاء جزءًا من جهود مستمرة لترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي ودولي للشطرنج، ويؤكد على الاهتمام المتزايد بالرياضات الذهنية ودورها في بناء القدرات الفكرية.

خلفية اللقاء وأهميته الإستراتيجية
يأتي هذا الاجتماع في سياق رؤية مصرية واضحة لدعم الألعاب الفردية وتوسيع قاعدة ممارسيها على نطاق واسع. لطالما أكد وزير الشباب والرياضة على الأهمية الكبرى للشطرنج كرياضة ذهنية فريدة، لا تقتصر فوائدها على الجانب التنافسي فحسب، بل تمتد لتسهم بشكل فعال في تنمية المهارات الفكرية والاستراتيجية والتفكير النقدي لدى النشء والشباب. إن حضور رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج بنفسه إلى مصر يجسد الأهمية التي يوليها الاتحاد لتطوير اللعبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه مصر في هذا الإطار. تهدف المناقشات إلى بناء جسور تعاون قوية ومستدامة بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاد الدولي للشطرنج، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام اللاعبين المصريين، والمدربين، والإداريين على حد سواء، ويعد ضروريًا لتحقيق قفزات نوعية في أداء الشطرنج المصري على الساحة الدولية.
محاور المناقشات الرئيسية والخطط المستقبلية
تركزت المباحثات بين الدكتور أشرف صبحي والسيد أركادي دفوركوفيتش على عدة محاور أساسية، جميعها تسعى نحو تطوير شامل ومستدام للعبة الشطرنج في مصر:
- التطوير الفني للاعبين: ناقش الجانبان سبل الارتقاء بالمستوى الفني للاعبين المصريين، من خلال تبني برامج تدريب متطورة تعتمد أحدث المناهج والمعايير العالمية. شمل ذلك دراسة إمكانية استقدام خبراء دوليين في مجال التدريب، وتنظيم ورش عمل مكثفة للمدربين المحليين لرفع كفاءتهم، بالإضافة إلى توفير فرص للاعبين المصريين للمشاركة في معسكرات تدريب دولية متخصصة ومكثفة لاكتساب الخبرة والاحتكاك.
- التطوير الإداري للاتحاد: تم التطرق إلى أهمية تحديث وتطوير الهياكل الإدارية للاتحاد المصري للشطرنج لضمان أعلى مستويات الكفاءة والشفافية في العمل، بما يتماشى مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية. يشمل هذا المحور تحسين آليات التنظيم للبطولات المحلية والدولية، وتطوير قواعد البيانات الخاصة باللاعبين والإداريين، وتبسيط الإجراءات الإدارية المتعلقة بالبطولات والتصنيفات الدولية.
- استضافة البطولات الدولية الكبرى: بحث الجانبان بجدية إمكانية استضافة مصر لعدد من البطولات العالمية والقارية للشطرنج في الفترة المقبلة. تعد استضافة مثل هذه الفعاليات فرصة ذهبية لعرض قدرات مصر التنظيمية والبنية التحتية الرياضية المتطورة، وتوفير احتكاك قيم للاعبيها المحليين مع أبطال العالم، فضلاً عن تنشيط السياحة الرياضية والثقافية في البلاد.
- نشر اللعبة وتوسيع القاعدة الشعبية: تطرقت المناقشات أيضًا إلى أهمية برامج نشر الشطرنج في المدارس والجامعات والمراكز الشبابية في جميع أنحاء الجمهورية. يهدف هذا الجانب إلى زيادة عدد الممارسين للعبة بشكل كبير واكتشاف المواهب الجديدة في سن مبكرة، مما يضمن بناء جيل جديد من أبطال الشطرنج المصريين القادرين على المنافسة عالميًا.
الدور المتوقع للاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE)
من المتوقع أن يقدم الاتحاد الدولي للشطرنج دعمًا فنيًا ولوجستيًا للخطط المصرية الطموحة. يمكن أن يشمل هذا الدعم توفير المواد التدريبية المتخصصة، والمساعدة في بناء قدرات الحكام والمدربين المصريين، وتسهيل مشاركة اللاعبين المصريين في البطولات والفعاليات الدولية الكبرى. كما أن الخبرة الواسعة لـ FIDE في تنظيم البطولات الكبرى ستكون عاملًا حاسمًا في حال استضافة مصر لفعاليات دولية مرموقة، مما يضمن أعلى مستويات التنظيم والاحترافية.
التطلعات المستقبلية وتأثير الشراكة
إن مخرجات هذا الاجتماع تحمل في طياتها تطلعات كبيرة لمستقبل الشطرنج في مصر. من المتوقع أن تسهم هذه الشراكة الإستراتيجية في رفع مستوى الأداء العام للعبة بشكل ملحوظ، وتحسين تصنيف اللاعبين المصريين على المستويات الدولية، وزيادة تمثيل مصر في المحافل العالمية. كما أن النجاح في استضافة بطولات دولية سينعكس إيجابًا على الصورة العامة للبلاد كوجهة رياضية متميزة قادرة على تنظيم الأحداث الكبرى بكفاءة عالية.
يُعد هذا اللقاء مؤشرًا إيجابيًا على التزام وزارة الشباب والرياضة بدعم كل أنواع الرياضات، بما فيها الألعاب الذهنية التي تعزز الفكر والإبداع، وذلك في إطار رؤية شاملة لتطوير القطاع الرياضي المصري. ومع المتابعة الدقيقة وتنفيذ الخطط المتفق عليها، يمكن للشطرنج المصري أن يشهد حقبة جديدة من الازدهار والنجاح على الصعيدين المحلي والدولي.



