وزير الصناعة السعودي يبحث سبل تعزيز الاستثمار في قطاع الحديد مع شركات رائدة
في إطار الجهود المستمرة لتنمية القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية، عقد وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر بن إبراهيم الخريف، سلسلة من الاجتماعات الهامة مع مسؤولين تنفيذيين من كبرى الشركات المحلية والدولية المتخصصة في صناعة الحديد والصلب. هدفت هذه اللقاءات، التي جرت مؤخراً، إلى استعراض الفرص الاستثمارية النوعية التي يزخر بها القطاع، وبحث آليات الشراكة لتعزيز مكانة المملكة كمركز صناعي رائد في المنطقة.

خلفية وأهداف استراتيجية
تأتي هذه المباحثات كجزء من تنفيذ مستهدفات رؤية المملكة 2030 والاستراتيجية الوطنية للصناعة، اللتين تهدفان إلى تنويع القاعدة الاقتصادية للبلاد وتقليل الاعتماد على العائدات النفطية. ويُعد قطاع الحديد والصلب محوراً أساسياً في هذه الاستراتيجية، نظراً لدوره الحيوي في دعم قطاعات أخرى مثل البناء والتشييد، والبنية التحتية، وصناعة السيارات، والطاقة، والمشاريع الكبرى التي تشهدها المملكة.
وسعت الوزارة من خلال هذه الاجتماعات إلى تعريف المستثمرين بالمقومات التنافسية التي تمتلكها المملكة، بما في ذلك توافر المواد الخام، ومصادر الطاقة بأسعار تنافسية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث قارات، بالإضافة إلى البيئة التنظيمية المحفزة التي تهدف إلى تسهيل رحلة المستثمر.
أبرز محاور النقاش والفرص الواعدة
تركزت المناقشات بين الوزير الخريف وقادة الشركات على عدد من المحاور الرئيسية التي تشكل مستقبل صناعة الحديد في المملكة، وأبرزها:
- التوسع في الصناعات التحويلية: تم استعراض فرص الاستثمار في إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية، مثل ألواح الصلب المستخدمة في صناعة السفن والمركبات والأنابيب، والتي لا تزال المملكة تستورد كميات كبيرة منها.
- تبني التقنيات الحديثة والمستدامة: جرى التأكيد على أهمية التحول نحو ما يُعرف بـ "الصلب الأخضر"، والذي يعتمد على تقنيات إنتاج منخفضة الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع التزامات المملكة البيئية ومبادرة السعودية الخضراء.
- الممكنات والحوافز الحكومية: شرح الوزير الحوافز التي تقدمها منظومة الصناعة، بما في ذلك الدعم المالي واللوجستي والتنظيمي، بهدف جذب استثمارات نوعية تساهم في نقل المعرفة وتوطين التقنية.
- تعزيز سلاسل الإمداد المحلية: تمت مناقشة سبل تعزيز التكامل بين مصانع الحديد والصلب والقطاعات الصناعية الأخرى لزيادة المحتوى المحلي في المشاريع الوطنية الكبرى.
الأهمية الاقتصادية والتطلعات المستقبلية
يعكس هذا التحرك الحكومي إدراكاً عميقاً لأهمية تأمين احتياجات المملكة من منتجات الحديد والصلب الاستراتيجية، وتقليل فاتورة الاستيراد، وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين. ومن المتوقع أن تساهم الاستثمارات الجديدة في هذا القطاع في تعزيز الاكتفاء الذاتي ودعم الصادرات السعودية غير النفطية إلى الأسواق العالمية.
وتشير هذه الاجتماعات إلى أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية تتبع نهجاً استباقياً في التواصل مع القطاع الخاص العالمي والمحلي، مؤكدة على أن باب الحوار مفتوح لبناء شراكات مثمرة تخدم الأهداف التنموية للمملكة على المدى الطويل.





