وفاة الشاب عبد الله بطل واقعة حريق فيصل بعد صراع مع إصاباته
أُعلن خلال الساعات الماضية عن وفاة الشاب عبد الله عاطف، الذي وُصف بالبطل بعد قيامه بعملية إنقاذ شجاعة لسيدة مسنة حاصرها حريق هائل اندلع في عقار بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة. وتأتي وفاته بعد عدة أيام من تلقي العلاج في المستشفى، حيث كان يعاني من حروق بالغة من الدرجة الثالثة غطت أجزاء كبيرة من جسده، والتي أصيب بها أثناء عملية الإنقاذ البطولية.

خلفية الحادثة وعملية الإنقاذ البطولية
تعود تفاصيل الواقعة إلى الأسبوع الماضي، عندما شب حريق في أحد المباني السكنية بشارع فيصل. وفيما كان الجميع يحاول الابتعاد عن الخطر، لاحظ الشاب عبد الله تصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف من إحدى الشقق، وسمع استغاثات سيدة مسنة كانت محاصرة بالداخل وعاجزة عن الخروج. دون تردد، خاطر الشاب بحياته واقتحم المبنى الذي تشتعل فيه النيران لإنقاذها.
في عمل بطولي، نجح عبد الله في الوصول إلى السيدة وإخراجها إلى مكان آمن قبل أن تنهار الشقة بفعل الحريق. إلا أن هذا الموقف النبيل كان له ثمن باهظ، حيث تعرض لحروق شديدة واستنشاق كميات كبيرة من الدخان، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل سريع ونقله إلى المستشفى.
التداعيات الصحية والمعاناة في المستشفى
فور إخراجه من العقار المحترق، تم نقل عبد الله عاطف إلى المستشفى في حالة حرجة. وأفادت التقارير الطبية بأنه يعاني من حروق خطيرة من الدرجة الثالثة تغطي ما يقرب من 75% من جسده، بالإضافة إلى تأثر جهازه التنفسي بشدة. أُدخل على الفور إلى قسم العناية المركزة، حيث وضع على أجهزة التنفس الصناعي وخضع لعدة تدخلات طبية لمحاولة إنقاذ حياته.
على الرغم من كل الجهود الطبية المبذولة، فإن شدة الإصابات والمضاعفات الناتجة عنها كانت أكبر من قدرته على التحمل. وبعد أيام من المقاومة، فارق الشاب الحياة متأثراً بجراحه، ليترك خلفه قصة ملهمة في الشجاعة والتضحية بالنفس من أجل الآخرين.
ردود الفعل المجتمعية الواسعة
منذ اللحظة الأولى للحادث، أثارت قصة عبد الله تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في مصر. تحول الشاب إلى أيقونة للشهامة، وتداول المستخدمون قصته على نطاق واسع، مصحوبة بدعوات له بالشفاء العاجل. وبعد إعلان خبر وفاته، سادت حالة من الحزن العميق بين رواد مواقع التواصل، الذين عبروا عن أسفهم الشديد لخسارة شاب يمثل نموذجاً في النبل، واصفين إياه بـ "شهيد الشهامة".
وتحولت صفحات كثيرة إلى دفاتر عزاء، حيث نعاه الآلاف من المواطنين، مشيدين بتضحيته التي تمثل أسمى معاني الإنسانية، وطالب البعض بتكريم اسمه بشكل رسمي لتبقى ذكراه خالدة كنموذج يحتذى به في الإيثار والفداء.





