أعلن نادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم، الخميس الموافق 2 أكتوبر 2025، عن تعيين لوتشانو سباليتي مدرباً جديداً للفريق الأول. يأتي هذا القرار في خضم مساعي النادي العريق لقلب صفحة الأداء المتذبذب الذي شهده خلال المواسم الأخيرة، والعودة بقوة إلى قمة المنافسة المحلية والأوروبية. وقد شغل سباليتي، صاحب الخبرة الواسعة في الملاعب الإيطالية، منصب مدرب المنتخب الإيطالي قبل هذه الخطوة الحاسمة، مما يضفي على تعيينه أهمية إضافية وتطلعات كبيرة لدى جماهير البيانكونيري.

الخلفية والأداء الأخير ليوفنتوس
شهدت السنوات القليلة الماضية تراجعاً ملحوظاً في أداء يوفنتوس، الذي اعتاد على الهيمنة المطلقة على الدوري الإيطالي. فبعد سلسلة من الألقاب المتتالية، بدأ النادي يفقد بريقه، وتحديداً في الموسم المنصرم، حيث أنهى الدوري في المركز السابع. هذا المركز المخيب للآمال حرم النادي من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، البطولة التي تعد محركاً أساسياً للطموحات الرياضية والعوائد المالية. هذا التراجع أثار قلقاً كبيراً في الأوساط الجماهيرية والإدارية، ودفع النادي للبحث عن حل جذري يعيد الفريق إلى مساره الصحيح. كانت هناك دعوات متزايدة لتغيير في القيادة الفنية والتكتيكية، لضمان بناء فريق قادر على المنافسة على أعلى المستويات. الأداء غير المستقر للفريق، وتذبذب النتائج، وانعدام الهوية التكتيكية الواضحة، كلها عوامل ساهمت في اتخاذ قرار التغيير الجذري.
مسيرة سباليتي التدريبية وإنجازاته
يمتلك لوتشانو سباليتي سجلاً تدريبياً حافلاً بالإنجازات والخبرات المتراكمة في أكبر الأندية الإيطالية. يُعرف سباليتي بأسلوبه التكتيكي المبتكر وقدرته على صقل المواهب الشابة وتحويل الفرق إلى وحدات متماسكة ذات أداء هجومي مميز. من أبرز محطات مسيرته:
- قاد نادي روما في فترتين مختلفتين، وحقق معه نتائج مميزة أبرزها الفوز بكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي.
 - تولى تدريب نادي إنتر ميلان، وتمكن من قيادته للعودة إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب طويل.
 - حقق الإنجاز الأبرز في مسيرته بقيادة نادي نابولي للفوز بلقب الدوري الإيطالي (السكوديتو) في موسم 2022/2023، بعد غياب دام 33 عاماً عن خزائن النادي، مقدماً كرة قدم ممتعة وفعالة.
 - تولى مهمة تدريب المنتخب الإيطالي بعد استقالة روبرتو مانشيني، وقاده بنجاح للتأهل إلى بطولة يورو 2024، مما يعكس قدرته على التعامل مع الضغوط الكبيرة في المستويات الدولية.
 
تُظهر هذه المسيرة أن سباليتي هو مدرب يمتلك الخبرة اللازمة للتعامل مع فرق ذات طموحات عالية والقدرة على إعادة بناء الثقة والفوز.
تفاصيل التعيين والأهداف المتوقعة
وفقاً للمعلومات الصادرة، وقع لوتشانو سباليتي عقداً يمتد لـ ثلاثة مواسم مع يوفنتوس، في إشارة إلى خطة طويلة الأمد لإعادة بناء الفريق. تقع على عاتق المدرب الجديد مسؤوليات جسيمة، من أبرزها:
- إعادة بناء الثقة: استعادة الروح القتالية والثقة بالنفس لدى اللاعبين بعد موسم مخيب للآمال.
 - التأهل لدوري أبطال أوروبا: الهدف الفوري والأكثر أهمية هو ضمان إنهاء الموسم في المراكز المؤهلة للمسابقة الأوروبية الأغلى.
 - تطوير المواهب الشابة: يشتهر يوفنتوس بامتلاكه أكاديمية قوية، وسيعمل سباليتي على دمج وتطوير اللاعبين الشباب في الفريق الأول.
 - صقل الهوية التكتيكية: بناء أسلوب لعب واضح وهجومي يتناسب مع إمكانيات الفريق وتاريخ النادي.
 - المنافسة على الألقاب المحلية: استعادة لقب الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا يعد جزءاً لا يتجزأ من طموحات النادي.
 
يتوقع أن يبدأ سباليتي على الفور في تقييم التشكيلة الحالية وتحديد الاحتياجات لتعزيز الفريق خلال فترة الانتقالات القادمة.
الأهمية والتأثير المحتمل
يمثل تعيين لوتشانو سباليتي نقطة تحول حاسمة في مسيرة يوفنتوس. فهو يعكس رغبة النادي الصريحة في التجديد والتخلص من آثار الماضي الصعبة. تكمن أهمية هذا القرار في عدة جوانب:
- رسالة قوية للمنافسين: يبعث يوفنتوس برسالة واضحة للمنافسين بأنه عازم على العودة بقوة إلى المنافسة على الألقاب.
 - جذب اللاعبين: قد يسهم وجود مدرب بخبرة ونجاح سباليتي في جذب لاعبين موهوبين إلى الفريق، لاسيما وأن أسلوبه الهجومي جذاب للعديد من النجوم.
 - تأثير على الكرة الإيطالية: سيزيد هذا التعيين من مستوى التنافسية والإثارة في الدوري الإيطالي، حيث تتنافس فرق قوية تحت قيادة مدربين مميزين.
 - توقعات الجماهير: يحمل سباليتي آمال جماهير يوفنتوس العريضة في استعادة أمجاد النادي وتحقيق الألقاب التي افتقدوها مؤخراً.
 
إن وصول سباليتي إلى تورينو يمثل بداية مرحلة جديدة لـ يوفنتوس، مرحلة يُعلق عليها الكثير من الآمال والطموحات لاستعادة مكانة النادي كقوة مهيمنة في كرة القدم الإيطالية والأوروبية. ستحظى الأشهر القادمة بمتابعة دقيقة لمعرفة كيف سيتمكن المدرب المخضرم من وضع بصمته على البيانكونيري وتحقيق الأهداف المرجوة.





