تصعيد قانوني في قضية رمضان صبحي: محاميه يشكو محامي المتهمين لنقابة المحامين

شهدت الأوساط القانونية والرياضية في مصر تطوراً لافتاً في القضية المتعلقة بسرقة فيلا لاعب كرة القدم الشهير رمضان صبحي، لاعب نادي بيراميدز. ففي خطوة تصعيدية، أعلن المحامي أشرف عبد العزيز، وكيل صبحي، عن تقديمه شكوى رسمية إلى نقابة المحامين المصرية ضد زميله المحامي عمر هريدي، الذي يتولى الدفاع عن أحد المتهمين في القضية ذاتها، وذلك على خلفية ما وصفه بـ "مسلك غير مألوف" وتصريحات إعلامية أضرت بموكله.

خلفية النزاع: قضية السرقة والتصريحات الإعلامية

تعود جذور هذا الخلاف إلى قضية سرقة تعرضت لها فيلا اللاعب رمضان صبحي، والتي لا تزال قيد التحقيق والمحاكمة. يتولى المحامي عمر هريدي الدفاع عن أحد المتهمين في هذه الواقعة. خلال الفترة الماضية، أدلى هريدي بتصريحات لوسائل الإعلام تضمنت تلميحات اعتبرها دفاع رمضان صبحي مسيئة ومضرة بسمعة اللاعب، حيث حاول ربط دافع السرقة بأمور شخصية تخص اللاعب، محولاً إياه من مجني عليه إلى موضع شبهة في نظر الرأي العام.

اعتبر المحامي أشرف عبد العزيز أن هذه التصريحات تتجاوز حدود الدفاع القانوني المتعارف عليه، وتمثل محاولة للتأثير على سير العدالة وتشويه سمعة موكله قبل صدور أي حكم قضائي، وهو ما يخالف أعراف وتقاليد مهنة المحاماة التي تقتضي عدم الخوض في تفاصيل القضايا في الإعلام بشكل يضر بأطرافها.

مضمون الشكوى وأبرز أسبابها

استندت الشكوى التي تقدم بها عبد العزيز إلى نقابة المحامين، في أواخر أكتوبر 2023، إلى عدة نقاط جوهرية، أبرزها:

الإضرار بسمعة الموكل: أكدت الشكوى أن تصريحات هريدي تسببت في أضرار بالغة لسمعة رمضان صبحي ومكانته كشخصية عامة، حيث صورت الاتهام للمتهمين وكأنه إدانة مبطنة للاعب نفسه.
مخالفة تقاليد المهنة: رأى عبد العزيز أن سلوك زميله يُعد سابقة غير محمودة في العمل المهني للمحاماة، حيث تم استخدام الإعلام كساحة لتصفية الحسابات وتوجيه الرأي العام بدلاً من قاعات المحاكم.
تحريف مسار القضية: اتهمت الشكوى المحامي هريدي بتحريف الحقائق وتغيير مسار القضية من كونها قضية سرقة إلى قضية رأي عام تمس شخص اللاعب، وذلك بهدف تحقيق شهرة إعلامية على حساب موكله.

وأوضح عبد العزيز في بيانه أنه اختار اللجوء إلى نقابة المحامين، باعتبارها "بيته" والجهة المنوط بها تنظيم المهنة ومحاسبة أعضائها، مفضلاً هذا المسار على التوجه إلى النيابة العامة أو الدخول في سجال إعلامي، وذلك حفاظاً على هيبة مهنة المحاماة وقانونها.

الأهمية والتداعيات المحتملة

تكتسب هذه الشكوى أهمية خاصة كونها تسلط الضوء على الحدود الأخلاقية والمهنية لعمل المحامين في القضايا ذات الصدى الإعلامي الواسع. وتثير تساؤلات حول دور الإعلام في تغطية القضايا الجنائية والتوازن بين حق الدفاع وحق الأفراد في حماية سمعتهم من التشهير.

من المتوقع أن تقوم نقابة المحامين بالتحقيق في الشكوى، وفي حال ثبوت صحة الادعاءات، قد يواجه المحامي عمر هريدي إجراءات تأديبية تتدرج وفقاً للوائح النقابة. كما أن هذا التحرك القانوني قد يؤثر على الأجواء المحيطة بالقضية الأصلية، ويضع حداً للتصريحات الإعلامية التي قد تؤثر على المحكمة أو الرأي العام.