ضياء رشوان يؤكد استمرار خطر تهجير الفلسطينيين ويصف تصريحات الإعمار بـ"المخيفة"

في تصريحات حديثة، حذر ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، من استمرار خطر التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكداً أن هذا التهديد لا يزال قائماً. كما وصف رشوان تصريحات للسيناتور الأمريكي جيه.دي. فانس المتعلقة بإعمار قطاع غزة بأنها "مخيفة". وتأتي هذه التصريحات في سياق الجهود المصرية المتواصلة للتأكيد على رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين والدعوة لحل سياسي شامل للقضية الفلسطينية.

خلفية التصريحات

تأتي تصريحات رشوان في ظل الأوضاع الإنسانية والسياسية المتدهورة في قطاع غزة، عقب التصعيد الأخير الذي بدأ في أكتوبر 2023. وقد شهد القطاع دماراً واسع النطاق ونزوحاً داخلياً غير مسبوق، مما أثار مخاوف دولية وإقليمية عميقة بشأن مستقبل سكانه. ومنذ بداية الأزمة، عبرت مصر مراراً عن رفضها القاطع لأي سيناريوهات قد تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء داخل غزة أو نحو الأراضي المصرية، مؤكدة أن ذلك يمثل خطاً أحمر يهدد الأمن القومي المصري والإقليمي.

وترتبط هذه المخاوف بتجارب تاريخية مثل النكبة عام 1948، حيث أُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك ديارهم. وتنظر القاهرة إلى أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة على أنها تكرار لهذه المأساة، وتهديد مباشر لمبدأ حل الدولتين الذي تدعمه مصر والمجتمع الدولي.

خطر التهجير القسري

شدد ضياء رشوان على أن خطر التهجير القسري للفلسطينيين لا يزال حقيقياً ومستمراً. وقد أرجعت مصر هذا الخطر إلى عدة عوامل، منها استمرار العمليات العسكرية التي تدفع السكان إلى مناطق محدودة، وتصريحات بعض المسؤولين التي تشير إلى إمكانيات غير واقعية لمستقبل غزة. وترى مصر أن هذا الخطر ليس مجرد احتمال بعيد، بل هو جزء من مخططات قديمة ومتجددة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر إفراغ الأراضي من سكانها الأصليين.

الرفض المصري الصارم: أعلنت مصر بوضوح رفضها التام لاستقبال أي فلسطينيين مهجرين من غزة في سيناء، مؤكدة أن ذلك سيعد انتهاكاً لسيادتها وأمنها.
الآثار الإنسانية: حذرت القاهرة من كارثة إنسانية لا يمكن احتواؤها إذا ما تم تهجير سكان غزة قسرياً، مما سيخلق أزمة لاجئين لا يمكن معالجتها.
زعزعة الاستقرار الإقليمي: ترى مصر أن أي تهجير قسري سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وقد يفتح الباب أمام صراعات أوسع.
تصفية القضية: تعتبر مصر التهجير القسري محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

تصريحات فانس والإعمار

أثارت تصريحات السيناتور الأمريكي جيه.دي. فانس حول إعمار غزة قلقاً كبيراً في الأوساط المصرية، ووصفها ضياء رشوان بأنها "مخيفة". ورغم أن التفاصيل الكاملة لتصريحات فانس تحتاج إلى سياق أوسع، إلا أن الإشارة إلى أنها "مخيفة" توحي بأنها قد لا تتماشى مع رؤية مصر أو المجتمع الدولي لإعمار غزة بطريقة تضمن حقوق الفلسطينيين وسيادتهم. من المحتمل أن تكون هذه التصريحات قد تضمنت مقترحات لا تأخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي والديموغرافي لغزة، أو أنها ربطت الإعمار بشروط سياسية تعتبرها مصر غير مقبولة أو تهدف إلى تغيير ديموغرافي أو سياسي للمنطقة. على سبيل المثال، قد تكون المقترحات قد تحدثت عن:

ربط الإعمار بتجريد غزة من قدراتها الدفاعية بطريقة تُخل بموازين القوى أو تُنكر الحقوق المشروعة.
اقتراحات لإدارة دولية لغزة تتجاهل الإرادة الفلسطينية أو السلطة الشرعية.
ربط المساعدات أو الإعمار بقبول شروط قد تؤدي إلى المزيد من القيود على حركة الفلسطينيين أو سيطرتهم على أراضيهم.

هذه الأنواع من التصريحات يمكن أن تُفسر على أنها تزيد من تعقيد الوضع بدلاً من تقديم حلول عملية ومستدامة، وتُغذي المخاوف من أن الإعمار قد يُستخدم كأداة لتحقيق أهداف سياسية تتجاوز إعادة بناء ما دمرته الحرب، مما يبرر وصفها بـ"المخيفة".

الموقف المصري والدعوات الدولية

في ضوء هذه التحديات، تواصل مصر جهودها الدبلوماسية المكثفة على المستويين الإقليمي والدولي. وقد أكد ضياء رشوان أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الإدارة المصرية إلى المطالبة – أكثر من مرة – هو تحويل اتفاق غزة وبعض بنوده إلى قرار واضح يصدر عن مجلس الأمن. ويهدف هذا الإجراء إلى:

توفير غطاء دولي: لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف التصعيد.
الضغط لوقف التهجير: لإلزام جميع الأطراف بعدم الإقدام على أي خطوات تهجير قسري.
تحديد آليات الإعمار: لضمان أن يكون الإعمار في غزة شاملاً وعادلاً ووفقاً لاحتياجات الفلسطينيين، دون شروط مسبقة أو أجندات خفية.
تحقيق حل شامل: الدفع نحو حل سياسي للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

تؤمن مصر بأن استقرار المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

أهمية هذه التحذيرات

تكتسب تحذيرات ضياء رشوان أهمية خاصة في هذه المرحلة الدقيقة، حيث أنها ترسم خطوطاً حمراء واضحة للمجتمع الدولي وتؤكد على موقف مصر الثابت والراسخ. هذه التصريحات ليست مجرد مواقف سياسية، بل هي انعكاس لمخاوف حقيقية تتعلق بالأمن القومي المصري واستقرار المنطقة برمتها. إن تجاهل هذه التحذيرات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية، ويقوض أي جهود مستقبلية لتحقيق السلام والاستقرار الدائم في الشرق الأوسط. وهي رسالة واضحة بضرورة احترام القانون الدولي، والتوقف عن أي محاولات لتغيير الحقائق على الأرض، والعمل بجدية نحو حل سياسي يحقق العدالة للشعب الفلسطيني.