جامعة مصر للمعلوماتية: العلم والتخطيط وروح الفريق الدروس الأبرز من انتصارات أكتوبر المجيدة

تحتفي جامعة مصر للمعلوماتية بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر، مستعرضةً الدروس المستفادة من هذا الحدث التاريخي العظيم. تركز الاحتفالية التي شهدها مقر الجامعة بمدينة المعرفة في العاصمة الإدارية الجديدة، على أن العلم والتخطيط المحكم وروح الفريق المتكاملة تمثل المحاور الأساسية لتحقيق النصر والتغلب على التحديات، وهي مبادئ جوهرية يتبناها صرح تعليمي متخصص في علوم المستقبل مثل جامعة مصر للمعلوماتية.

خلفية تاريخية: حرب أكتوبر المجيدة

تُعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973، المعروفة أيضاً بحرب العبور، نقطة تحول حاسمة في تاريخ مصر الحديث والشرق الأوسط بأكمله. لم تكن هذه الحرب مجرد مواجهة عسكرية لاستعادة الأرض والكرامة الوطنية، بل كانت نموذجاً استثنائياً للقدرة على التخطيط الاستراتيجي الدقيق، والتنفيذ المتقن، والاستفادة القصوى من كافة الموارد المتاحة. شكلت الحرب انتصاراً للعزيمة المصرية وأثبتت قدرة الجيش المصري على تحقيق المفاجأة الاستراتيجية والعبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، محطماً بذلك أسطورة "الخط الدفاعي الذي لا يُقهر" واستعاد سيناء تدريجياً. وتظل هذه الذكرى مناسبة وطنية لتجديد العهد على البناء والتنمية، مستلهمين من دروس النصر العظيم.

احتفالية جامعة مصر للمعلوماتية: دروس النصر للمستقبل

في إطار الاحتفالات الوطنية بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، والتي تتزامن سنوياً مع السادس من أكتوبر، نظمت جامعة مصر للمعلوماتية فعالية خاصة في مقرها المتميز بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة. حضر الاحتفالية لفيف من عمداء الكليات الأربع التابعة للجامعة وأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى عدد كبير من الطلاب والطالبات الذين تفاعلوا مع المحاضرة المركزية التي قدمها الأستاذ الدكتور أحمد حمد، القائم بأعمال رئيس الجامعة.

جاءت المحاضرة تحت عنوان "ذكرياتي مع حرب أكتوبر"، حيث استعرض الدكتور حمد، بصفته شاهداً على جزء من تلك الحقبة، عدداً من الدروس المستخلصة من النصر العظيم، والتي لا تزال تنير الدرب في الحياة العملية والاجتماعية. ركزت المحاضرة على محاور أساسية تمثلت في:

أهمية العلم والمعرفة: أكد الدكتور حمد على الدور المحوري للعلم والتكنولوجيا في حسم المعارك، مشيراً إلى أن التفوق العلمي والبحث الدقيق كانا جزءاً لا يتجزأ من الاستعدادات للحرب ونجاح العمليات. فالتحليل العلمي للبيانات، وتطوير الأسلحة المضادة، والتدريب المبني على أسس علمية، كانت عوامل حاسمة. وقد لخص هذه الفكرة بالقول المأثور: "لا مستحيل مع العلم"، مؤكداً أن التقدم العلمي هو السبيل للتغلب على أصعب التحديات.
دقة التخطيط الاستراتيجي: برز التخطيط كعنصر لا غنى عنه لتحقيق النصر. فقد اعتمدت خطة العبور على دراسة مستفيضة للعدو ونقاط قوته وضعفه، بالإضافة إلى وضع خطط بديلة للتعامل مع أي طارئ. التخطيط لم يكن مجرد ترتيب للخطوات، بل كان عملية معقدة شملت الخداع الاستراتيجي والتنسيق المحكم بين مختلف الوحدات، ما أدى إلى تحقيق المفاجأة الكاملة التي أربكت صفوف العدو.
روح الفريق والتعاون: شددت المحاضرة على أن التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد كانا من أهم أسباب النصر. فلم يكن النصر حكراً على فرد أو قوة بعينها، بل كان نتاج جهد جماعي شمل القيادة والجنود، المدنيين والعسكريين، كل في موقعه. هذه الروح تظهر كيف يمكن للعمل الجماعي الموجه نحو هدف مشترك أن يتجاوز كل العقبات، وهو درس حيوي للطلاب في بيئة العمل المعاصرة التي تعتمد بشكل كبير على المشاريع الجماعية والتعاون.

أهمية الدروس للجيل الجديد ومستقبل مصر

لا تقتصر أهمية هذه الدروس على الجانب التاريخي أو العسكري فحسب، بل تمتد لتشمل كافة جوانب الحياة المعاصرة، وخاصة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا التي تركز عليها جامعة مصر للمعلوماتية. فالجامعة، بصفتها منارة للتعليم الحديث، تسعى لغرس هذه المبادئ في طلابها وطالباتها، مؤكدة أن النجاح في ميادين التكنولوجيا الحديثة وبناء مستقبل مصر الرقمي يعتمد بشكل كبير على تبني المنهج العلمي في التفكير، والتخطيط المسبق والدقيق للمشاريع، والقدرة على العمل الجماعي الفعال في فرق عمل متعددة التخصصات.

تُمثل هذه الاحتفالية رسالة واضحة للجيل الشاب بأن الإنجازات الوطنية الكبرى تُبنى على أسس صلبة من المعرفة والعزيمة والتعاون. إن استلهام روح أكتوبر يدفع إلى التميز والابتكار، ويؤكد أن الإصرار على تحقيق الأهداف، مهما بدت مستحيلة، يمكن أن يتحقق بالاستثمار في العقول والجهد المنظم. وهكذا، تستمر جامعة مصر للمعلوماتية في ربط الماضي المجيد بمستقبل واعد، مؤكدةً على أن العلم والتخطيط وروح الفريق هي مفاتيح النجاح في كل زمان ومكان.