تحذيرات للسكان في كييف من موجة هجمات جديدة بالمسيرات الروسية

أصدرت الإدارة العسكرية لمدينة كييف، خلال الساعات الأخيرة، تحذيرات متكررة للسكان، داعية إياهم إلى البقاء في الملاجئ وعدم تجاهل إنذارات الغارات الجوية. يأتي هذا الإجراء الوقائي في ظل ورود معلومات استخباراتية ومعطيات تشير إلى إطلاق القوات الروسية موجات جديدة من الطائرات المسيرة الانتحارية باتجاه العاصمة الأوكرانية والمناطق المحيطة بها، في استمرار لاستراتيجية الهجمات الجوية التي تستهدف المدن الأوكرانية.

تفاصيل التحذيرات وطبيعة الهجمات

تعتمد السلطات الأوكرانية على نظام متعدد الوسائل لإيصال التحذيرات، حيث تنطلق صفارات الإنذار في جميع أنحاء المدينة، مصحوبة برسائل عاجلة عبر تطبيقات المراسلة مثل تيليجرام، والتي تنشرها القنوات الرسمية للإدارة العسكرية والقوات الجوية. وغالباً ما تتضمن هذه الرسائل تفاصيل حول اتجاه حركة المسيرات وعدد المجموعات التي تم رصدها، مع تشديد مستمر على ضرورة التوجه إلى أقرب ملجأ أو البقاء في أماكن آمنة، مثل الممرات البعيدة عن النوافذ.

تُنفذ هذه الهجمات عادةً خلال ساعات الليل أو في الصباح الباكر، بهدف استغلال الظلام لزيادة صعوبة اكتشافها والتصدي لها، بالإضافة إلى إثارة حالة من الهلع والإرهاق النفسي لدى السكان. وتعد الطائرات المسيرة من طراز شاهد-136/131 إيرانية التصميم، والتي تنتجها روسيا محلياً، السلاح الأساسي المستخدم في هذه الموجات الهجومية نظراً لتكلفتها المنخفضة وقدرتها على التحليق لمسافات طويلة.

دور الدفاعات الجوية وتداعياتها

تعمل وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية، التي تم تعزيزها بشكل كبير بأنظمة غربية متطورة، بكامل طاقتها خلال هذه الهجمات. وتشير التقارير الرسمية الصادرة عن القوات الجوية الأوكرانية في معظم الأحيان إلى تحقيق نسب اعتراض عالية، حيث يتم إسقاط غالبية الطائرات المسيرة قبل وصولها إلى أهدافها المحددة. ويعكس هذا النجاح الأهمية الحيوية للدعم العسكري الغربي في حماية سماء أوكرانيا.

ومع ذلك، لا يقتصر الخطر على الهجمات التي تنجح في اختراق الدفاعات، بل يمتد ليشمل حطام الطائرات التي يتم اعتراضها. وقد حذّر المسؤولون مراراً، بمن فيهم رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، من أن الشظايا المتساقطة يمكن أن تكون قاتلة وتتسبب في أضرار جسيمة. وتشمل أبرز المخاطر الناجمة عن سقوط الحطام ما يلي:

تضرر المباني السكنية والسيارات والبنية التحتية المدنية.
اندلاع حرائق كبيرة عند سقوط أجزاء من المسيرات على المباني أو في المساحات المفتوحة.
وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وهو ما حدث في هجمات سابقة.

السياق الأوسع للحرب الجوية

تندرج هذه الهجمات ضمن نمط مستمر تتبعه روسيا منذ بداية غزوها الشامل في فبراير 2022. فبعد فشلها في تحقيق نصر سريع على الأرض، لجأت موسكو إلى تكثيف حملتها الجوية، مستخدمةً الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة لاستهداف عمق الأراضي الأوكرانية. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق عدة أهداف، منها استنزاف أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، وتدمير البنية التحتية الحيوية، خاصةً قطاع الطاقة، وممارسة ضغط نفسي مستمر على السكان المدنيين لكسر معنوياتهم.

تظل العاصمة كييف هدفاً ذا أولوية رمزية واستراتيجية للقوات الروسية. ورغم أن الدفاعات الجوية المحيطة بها تعد من الأقوى في البلاد، فإن استمرار الهجمات يؤكد إصرار روسيا على إبقاء المدينة تحت تهديد دائم، مما يفرض على سكانها حالة من التأهب واليقظة المستمرة في واقعهم اليومي.