انفجار ضخم في مصنع ذخائر بتينيسي يخلف مفقودين وأضراراً جسيمة

شهدت ولاية تينيسي الأميركية، صباح يوم الجمعة، حادثاً مأساوياً إثر وقوع انفجار هائل في مصنع عسكري لإنتاج الذخائر، مما أسفر عن أضرار مادية بالغة وترك 18 عاملاً في عداد المفقودين حتى الآن. وقد هرعت فرق الطوارئ والإنقاذ إلى الموقع، الذي تحول إلى كتلة من الحطام، وبدأت عمليات بحث مكثفة وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا.

التفاصيل الأولية للحادث

وقع الانفجار في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، في منشأة صناعية حيوية تقع في منطقة ريفية بولاية تينيسي. وبحسب شهود عيان من المناطق المجاورة، سُمع دوي الانفجار على بعد عدة كيلومترات، وتسبب في اهتزاز النوافذ والمباني، تلاه تصاعد سحابة كثيفة من الدخان الأسود في السماء. استجابت السلطات المحلية على الفور، حيث تم إرسال العشرات من سيارات الإطفاء والإسعاف والشرطة إلى مكان الحادث، وتم فرض طوق أمني واسع حول المنشأة لمنع وصول المدنيين وتسهيل عمل فرق الطوارئ.

الخسائر البشرية والمادية

أكدت السلطات المحلية في مؤتمر صحفي أولي أن 18 شخصاً من العاملين في الوردية الصباحية لا يزالون في عداد المفقودين. وتواجه فرق البحث والإنقاذ صعوبات كبيرة في الوصول إلى جميع أنحاء المصنع بسبب حجم الدمار الهائل والمخاطر المحتملة لوجود مواد غير منفجرة أو اندلاع حرائق ثانوية. أما على الصعيد المادي، فقد أظهرت المشاهد الجوية الأولية أن أجزاء كبيرة من المصنع قد سُويت بالأرض بالكامل، مع تدمير المباني الرئيسية وخطوط الإنتاج، مما يشير إلى أن إعادة تشغيل المنشأة قد تستغرق وقتاً طويلاً جداً.

عمليات التحقيق والبحث

بدأت السلطات الفيدرالية، بما في ذلك مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات (ATF)، تحقيقاً موسعاً لمعرفة أسباب الانفجار. وصرح المسؤولون بأنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان الحادث ناجماً عن خطأ فني، أو إهمال، أو عمل متعمد، مؤكدين أن جميع الفرضيات قيد الدراسة. وتتركز الجهود حالياً على تأمين الموقع بشكل كامل لضمان سلامة فرق البحث والمحققين قبل البدء في رفع الأنقاض وجمع الأدلة.

خلفية عن المصنع وأهميته

يُعد المصنع المتضرر أحد المنشآت الرئيسية التي تساهم في تزويد القوات المسلحة الأميركية بأنواع مختلفة من الذخائر التقليدية. كما يمثل المصنع ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي، حيث يوفر مئات الوظائف لأبناء المنطقة. وتثير هذه الكارثة تساؤلات حول معايير السلامة المتبعة في مثل هذه المنشآت الحساسة، بالإضافة إلى المخاوف بشأن التأثير المحتمل على سلسلة إمدادات الذخيرة للجيش الأميركي على المدى القصير.

ردود الفعل الرسمية

أعرب حاكم ولاية تينيسي عن حزنه العميق للحادث، وقدم تعازيه لأسر المفقودين، متعهداً بتقديم كافة الموارد اللازمة لدعم جهود الإنقاذ والتحقيق. من جانبها، أصدرت الشركة المشغلة للمصنع بياناً أكدت فيه تعاونها الكامل مع السلطات لتحديد ملابسات الحادث، مشيرة إلى أن أولويتها القصوى في الوقت الراهن هي سلامة موظفيها ودعم عائلاتهم خلال هذه الأوقات الصعبة.