الحكومة تعلن إنجاز المرحلة الأولى من تطوير منطقة العتبة التاريخية

أعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري، المستشار محمد الحمصاني، في تصريحات حديثة خلال شهر يونيو 2024، عن اكتمال المرحلة الأولى من مشروع تطوير منطقة العتبة التاريخية بقلب القاهرة. تأتي هذه الخطوة ضمن توجه حكومي أوسع لإعادة تأهيل المناطق التاريخية والعشوائية، وتقديمها في مظهر حضاري يتماشى مع رؤية "الجمهورية الجديدة" التي تتبناها الدولة المصرية.

خلفية المشروع وأهميته

تُعد منطقة العتبة واحدة من أقدم وأهم المراكز التجارية في القاهرة، حيث تعج بالحركة التجارية والمارة على مدار اليوم. إلا أنها عانت لعقود طويلة من تحديات جسيمة شملت انتشار الباعة الجائلين بشكل عشوائي، وتدهور واجهات المباني التاريخية، والازدحام المروري الخانق، بالإضافة إلى افتقارها لمعايير السلامة الأساسية، خاصة ما يتعلق بالحماية من الحرائق. هدفت خطة التطوير الحكومية إلى معالجة هذه المشكلات بشكل جذري، مع الحفاظ على الطابع التاريخي للمنطقة وإعادة رونقها كجزء لا يتجزأ من القاهرة التاريخية.

تفاصيل المرحلة الأولى من التطوير

شملت المرحلة الأولى التي تم افتتاحها مجموعة من التدخلات الهيكلية والتنظيمية التي غيرت من ملامح المنطقة بشكل ملحوظ. وقد تركزت الأعمال على عدة محاور رئيسية:

تنظيم الباعة الجائلين: تم إنشاء وتخصيص أكشاك (باكيات) ذات تصميم موحد ومظهر حضاري للباعة، مما ساهم في إخلاء الأرصفة وممرات المشاة وتنظيم الحركة التجارية.
تجديد الواجهات: خضعت واجهات المباني المحيطة بالميدان لعمليات ترميم وتجديد شاملة، مع توحيد ألوان الطلاء بما يتناسب مع الطابع المعماري للمنطقة، مما أزال التشوه البصري الذي ساد المشهد لعقود.
تطوير البنية التحتية: تم تحديث شبكات الإضاءة العامة وتركيب أعمدة إنارة جديدة، بالإضافة إلى إعادة رصف الأرضيات وتجديد الأرصفة لتسهيل حركة المشاة.
تعزيز معايير السلامة: أولى المشروع اهتمامًا خاصًا بتطبيق إجراءات السلامة والأمان، بما في ذلك توفير متطلبات الحماية المدنية لمواجهة أي حرائق محتملة، وهو ما كان يشكل هاجسًا كبيرًا في المنطقة المكتظة بالمواد القابلة للاشتعال.

التصريحات الرسمية والأهداف المستقبلية

أوضح المستشار محمد الحمصاني أن ما تم إنجازه يمثل البداية فقط، وأن هناك مراحل تالية ستستكمل تطوير المنطقة والمناطق المجاورة لها. وأكد أن الهدف ليس فقط تحسين المظهر الجمالي، بل تحقيق تطوير شامل ينعكس إيجابًا على جودة حياة المواطنين وتنشيط الحركة التجارية بشكل منظم وآمن. ويرتبط هذا المشروع ارتباطًا وثيقًا بالخطة القومية لتطوير القاهرة التاريخية، والتي تهدف إلى استعادة دور العاصمة كمركز ثقافي وسياحي عالمي.

التأثير المتوقع على المنطقة

من المتوقع أن يسفر المشروع عن تأثيرات إيجابية متعددة على المديين القصير والطويل. فعلى الصعيد الاقتصادي، يُنتظر أن يؤدي التنظيم الجديد إلى تحسين بيئة العمل للتجار وزيادة الإقبال من المتسوقين. وعلى الصعيد الاجتماعي، يساهم القضاء على المظاهر العشوائية في تحقيق سيولة مرورية أفضل وتوفير مساحات آمنة للمشاة، مما يعزز الشعور بالأمان ويرتقي بالمستوى المعيشي. كما يمثل المشروع خطوة هامة في الحفاظ على التراث المعماري للقاهرة وحمايته من الإهمال والاندثار.